قصيدة: الْبَاقِيَةُ
الشاعر: عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِي
وَ هَلْ أَنْسَى الْهَوِيَّةَ..
كَنْعَانِيَّةٌ عَرَبِيَّةٌ وَ أَهْلُهَا الْكِرَامُ
هِيَ الْمَقْدِسِيَّةُ.. شَرْقِيَّةً وَ غَرْبِيَّةً
شَوْكَةٌ.. فيِ عُيُونِ دَاجِي الظُّلْمَةِ
بَدْرٌ يَسْطَعُ حُرِيَّةً
وَ هَلْ أَنْسَى أَهْلَهَا.. عَلَيْهُمُ رَحْمَةُ الرَّحْمَانِ دَوْمًا
مَنْ لَا تَسْمَعُ مِنْهُمْ غَيْرَ مَرْحَباَ
هِيَ ماَضِي الُمعْجِزَاتِ وَطَرِيقُ الُفُتوحَاتِ
تَفاَصِيلُ السَّمَاءِ وَأَرْضُ الْوَفَاءِ
وَ رَحْمَةُ الْحَنَّانِ بِهَا أَسْمَى مَرَامٍ
هِيَ تَرْتِيلٌ عَذْبٌ..
وَ هَلْ أَنْسَى.. حُضْنَ الْبُراَقِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْراَجِ
الْلَّيْمُونِ وَ الزَّيْتُونِ
الْيَرْمُوكِ الْفَارُوقِ وَالْيَسوُعِ وَالرَّسُولِ
هِيَ حاَضِرٌ لِلتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ
وَ هَلْ أَنْسَى قِباَبِهاَ أَبْواَبِهاَ مَآذِنِهاَ وَأَجْراَسِهاَ كَرَامَةُ الْعَلَّامِ
مُسْتَقْبَلُ التَّحْقِيقِ وَ عَطَاءُ الْعَقِيقِ
قُدْسِي.. يَا أَصْلَ الْقِبْلَتَيْنِ
بَثُّ الرُّوحِ رَغْمَ أَنْفِ الْكِيَانِ وَالْقَبِيلَتَانِ
الْأَعْرَابِ الْأَحْزَابِ وَالْأَعْدَاءِ وَالْأَوْغاَدِ
هِيَ حَليِفَتِي ناَصِرَتِي وَ مِرْآةُ أُمَّتيِ
هِبَةُ الْخُلْدِ فِي دَارِ السَّلَامِ
فَهَلْ تُنْسَى.. لِكَيْ نُنْسَى
إِذَنْ.. هِيَ الْبَاقِيَةُ