"رسام اللاجئين" في الأردن يسلط الضوء على إصرارهم على حق العودة
إلى وطنهم فلسطين
عمان 20 يونيو 2021 (شينخوا)
تزين إحدى الأزقة الضيقة لمخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين في الأردن ، لوحة جدارية بارزة تبرز معاناة سكان المخيم وأحلامهم بالعودة إلى وطنهم فلسطين .
ويقف الفنان خليل غيث بجانب هذه الجدارية ليضع لمساته الأخيرة عليها كي تعبر هذه اللوحة عما يجول في ذاكرته .
وقال غيث 55عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف الاحتفال به يوم 20 يونيو من كل عام إن معنى هذه اللوحة بالنسبة للكثيرين من سكان المخيم أكثر من مجرد زخرفة.
وأضاف غيث ، المعروف باسم "رسام اللاجئين" داخل المخيم ، أنه من خلال الرسم يساهم بكل إبداعاته وشغفه في قضية اللاجئين الفلسطينيين على مدى عقود.
وتابع غيث "أسجل حياة اللاجئين الفلسطينيين من خلال الفن لأنني أعتبرها جزءًا من النضال الفلسطيني وشاهدًا على معاناة الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أنه بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 أُجبرعلى الفرارإلى الأردن مع عائلته وكان يبلغ من العمر عاما واحدا ، وهو يعيش منذ ذلك الوقت في مخيم البقعة للاجئين 27 كلم شمال غرب عمان ، والذي يأوي حاليا أكثر من مائة الف لاجئ فلسطيني .
وأكد أنه مدفوع بالألم والقمع الذي يعانيه اللاجئون ، فهو يعتبر فرشاة الرسم الخاصة به بمثابة "بندقية" للمقاومة والتي تمتد على قماش الجداريات في المخيم.
وقال غيث: "يجب أيضًا عرض الفن على الناس في الشوارع ، وأن تخبرهم بقضيتك".
وأوضح أن الجداريات يمكن أن تنقل رسالته للزوار حول هوية الموقع كمخيم للاجئين ، حيث يكافح العديد من اللاجئين من أجل البقاء، في الوقت نفسه ، إنه يذكر الناس داخل المخيم ، وخاصة الأطفال ، بأن لا ينسوا هويتهم وتاريخهم ، وأن القضية الفلسطينية لم تحل بعد.
وأضاف غيث، الذي يحمل شهادة في تكنولوجيا المعلومات من الجامعة الأردنية، أن " الولايات المتحدة الأمريكية والدول التابعة الأخرى حاولت مرات عديدة منعنا من التفكير في حقوقنا في العودة إلى الوطن (فلسطين)، بينما حاولوا جعل هويتنا تذوب في المجتمعات المضيفة".
وتابع غيث بالقول " إنه يجب على هذا العالم أن يرى الصور ويسمع أصوات معاناة اللاجئين التي سببتها لهم القوى الغربية.
لهذا السبب ، عندما أرسم اللوحة الجدارية أقوم بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تعليم الأطفال اللاجئين دروسًا في الفن والتاريخ ، طالبًا منهم ألا ينسوا حق العودة إلى ديارهم.
وقال غيث: "احتفظنا بمفاتيح بيوتنا في فلسطين كرمز لحق العودة وقد رسمت المفتاح في معظم لوحاتي إشارة إلى أن حق العودة إلى الوطن يحتاج إلى تضحيات كبيرة ".
إلى ذلك، تعتبر لوحات غيث متميزة لما تحمله من مواضيع مهمة تشير إلى مفهوم الهوية الفلسطينية وكيفية الحفاظ عليها من خلال رموزها وتكويناتها، وغالباً تكثر في رسوماته خريطة فلسطين التاريخية، والكوفية، ومفتاح العودة، وبوسترات الشهداء والأسرى، ومقالات للثوريين والقادة، إضافة إلى السلاح واللباس "الثوب الفلسطيني" والتراث الممتد عبر العصور السالفة، لتبقى منارة للكفاح والنضال والمقاومة .
يشار إلى أن الفنان خليل غيث من مواليد عام 1966 وشارك في الكثير من المعارض داخل الأردن.