البنتاغون ينقل إسرائيل إلى القيادة المركزية لتعزيز التعاون مع الدول العربية
التغيير الذي تمت الموافقة عليه خلال الأيام الأخيرة لترامب ينقل إسرائيل من مجال القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي، وسيسمح بتعاون إقليمي أكبر ضد إيران
بقلم جيكوب ماغيد, جوداه آري غروس و وكالات
يعيد البنتاغون تنظيم هيكله القيادي العالمي ليشمل اسرائيل في المجال العسكري الذي تديره القيادة المركزية الأمريكية، والتي تشمل دول الشرق الأوسط الأخرى، بعد تطبيع العلاقات المتزايد بين إسرائيل والعالم العربي.
وستسمح هذه الخطوة بتعزيز تعاون أكبر ضد إيران، العدو الإقليمي الرئيسي لإسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول العربية.
وكانت إسرائيل لعقود من الزمان في دائرة القيادة الأوروبية بسبب علاقاتها العدائية عموما مع العديد من الدول العربية، ما كان يُنظر إليه على أنه يجعل عمل القيادة المركزية مع كل من إسرائيل والعالم العربي صعبا.
وتمتد منطقة مسؤولية القيادة المركزية عبر الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى، بما في ذلك منطقة الخليج الفارسي وأفغانستان وباكستان.
وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراء التغيير في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد الضغط من العديد من الجماعات الموالية لإسرائيل في واشنطن، وأصدر البنتاغون الإعلان الرسمي يوم الجمعة.
وأشاد وزير الدفاع بيني غانتس بالخطوة، مشيرا إلى أنها كانت نتيجة مناقشات وزارته مع البنتاغون.
“يسعدني أنه بعد أسابيع من الحوار بين مؤسساتنا الدفاعية، بما في ذلك مع وزير الدفاع السابق، الدكتور مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، نقل البنتاغون النظرة العسكرية العامة لإسرائيل إلى القيادة المركزية، والتي تشمل دولاً أخرى في الشرق الأوسط.
وقال إن “هذا التغيير سيعزز التعاون بين الجيش الإسرائيلي والقوات المسلحة الأمريكية في مواجهة التحديات الإقليمية، إلى جانب أصدقاء آخرين نتشارك معهم المصالح”.
وعلى الرغم من أنها خطوة رمزية جزئيًا، فمن المتوقع أن يؤدي شمل إسرائيل في القيادة المركزية الأمريكية إلى تحسين الاتصالات المباشرة بين الجيش الإسرائيلي والقوات الأمريكية في المنطقة، ومن خلال الولايات المتحدة، الجيوش الأخرى في المنطقة. ولا تنذر هذه الخطوة بتغييرات في تمركز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط أو أوروبا.
وسمح الترتيب السابق لإسرائيل بالعمل عن كثب مع الأعضاء الأوروبيين في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في القيادة الأوروبية، لكن كان التفاعل بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية في القيادة المركزية محدودا.
وقال البنتاغون إن “إسرائيل هي شريك استراتيجي رائد للولايات المتحدة، وهذا سيفتح فرصًا إضافية للتعاون مع شركائنا في القيادة المركزية الأمريكية مع الحفاظ على تعاون قوي بين إسرائيل وحلفائنا الأوروبيين. نحن نبني الحدود لتقليل المخاطر على أفضل وجه وحماية مصالح الولايات المتحدة وشركائها”.
وقال مسؤول أمريكي لصحيفة وول ستريت جورنال، التي نشرت تقرير عن القضية: “الآن، يستطيع قائد القيادة المركزية الجنرال فرانك ماكنزي الذهاب إلى المملكة العربية السعودية والإمارات وإسرائيل وزيارة الجميع في [نطاق نفوذه] الموسع حديثًا”.
وحتى قبل التغيير، كان ماكنزي قادرا على زيارة إسرائيل وقام بذلك في نوفمبر 2019، كما فعل سلفه الجنرال جوزيف فوتيل، الذي زار إسرائيل في أبريل من ذلك العام. وكانت تلك الزيارة التي قام بها فوتيل هي أول زيارة يقوم بها رئيس القيادة المركزية الأمريكية إلى إسرائيل.
وقال البنتاغون إن اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، التي توسطت بها الولايات المتحدة والتي تسمى اتفاقيات إبراهيم، كانت عاملاً في القرار. وبعد التوقيع على الاتفاقات في سبتمبر، توصلت إسرائيل إلى اتفاقيات تطبيع إضافية مع السودان والمغرب، بوساطة أمريكية أيضًا.
وأن “تخفيف التوترات بين إسرائيل وجيرانها العرب بعد اتفاقيات إبراهيم قد وفر فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لاصطفاف الشركاء الرئيسيين ضد التهديدات المشتركة في الشرق الأوسط”.
وكانت تلك إشارة إلى إيران، التي تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية بما في ذلك المملكة العربية السعودية التهديد الأمني الرئيسي في المنطقة.
وقال رئيس إحدى الجماعات الموالية لإسرائيل التي ضغطت لنقل إسرائيل إلى نفوذ القيادة المركزية الأمريكية، المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، إن إعادة التنظيم ستعزز بالفعل التعاون بين دول المنطقة.
وقال مايكل ماكوفسكي، الرئيس والمدير التنفيذي للمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي: “لعدة أشهر، ادعى المعهد بأن نقل إسرائيل الى منطقة عمليات القيادة المركزية يمثل الخطوة المنطقية التالية بعد انفراج اتفاقات إبراهيم. إنه سيعزز التخطيط الاستراتيجي والتعاون الدفاعي والردع ضد إيران من قبل أمريكا وحلفائها الإقليميين”.
وقد يؤدي التغيير في هيكل القيادة إلى تعقيد تعاون القيادة المركزية مع حلفاء إيران مثل العراق، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بـ 2500 جندي.
وأشاد جنرال متقاعد تحدث لصحيفة وول ستريت جورنال بالخطوة لكنه حذر من أنها ستزيد من عبء القيادة المركزية، التي تتحمل بالفعل مسؤولية العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق وسوريا.
واتخذ ترامب القرار في الأيام الأخيرة من رئاسته، ما يترك إدارة بايدن لتنفيذه. وهذه الخطوة هي الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي اتخذها الرئيس الجمهوري الذي تم عزله مرتين بهدف تشكيل سياسة خليفته بشأن إيران.
واتبعت إدارة ترامب نهجًا تصادميًا مع طهران، بما في ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، فرض عقوبات شديدة على إيران واغتيال الجنرال قاسم سليماني العام الماضي.
ومن المتوقع أن يتخذ بايدن نهجًا أكثر تصالحية وقال إنه إذا عادت طهران إلى شروط الاتفاق النووي، فسوف ينضم مرة أخرى الى الاتفاق، ويزيل العقوبات الاقتصادية الساحقة التي عصفت بالاقتصاد الإيراني على مدار العامين الماضيين.