السعودية تفتح أجواءها بشكل رسمي لكافة الرحلات بين إسرائيل والإمارات
رفائيل أهرين
2 سبتمبر 2020
في اختراق آخر في تقارب إسرائيل مع الخليج العربي، وهدية كبيرة للسفر الجوي الإسرائيلي، أعلنت المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء أنها ستسمح من الآن فصاعدا للرحلات الجوية “من جميع البلدان” بعبور مجالها الجوي في رحلات من وإلى الإمارات العربية المتحدة.
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية الحكومية عن الإعلان الدراماتيكي، الذي أعقب أول رحلة إسرائيلية مباشرة إلى أبو ظبي يوم الاثنين – والتي عبرت لأول مرة المجال الجوي السعودي.
ولم يشر البيان إلى عدو المملكة إيران ولا قطر التي تقاطعها السعودية حاليا. ومن الناحية النظرية، لن تحتاج الرحلات الجوية بين تلك الدول إلى الإمارات لعبور المجال الجوي السعودي.
وأشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالإعلان ووصفه بأنه “اختراق ضخم” من شأنه أن يساعد الاقتصاد الإسرائيلي ويقلل من تكاليف السفر الجوي.
وقال في بيان مصور وهو يقف بالقرب من خريطة ضخمة: “أنا أعمل منذ سنوات على فتح الأجواء بين إسرائيل والشرق. لقد كانت أنباء رائعة قبل عامين ونصف عندما تلقت شركة طيران الهند الموافقة على السفر مباشرة إلى إسرائيل”.
“الآن هناك اختراق هائل آخر، الطائرات الإسرائيلية وتلك القادمة من جميع البلدان ستكون قادرة على الطيران مباشرة من إسرائيل إلى أبو ظبي ودبي والعودة. ستكون الرحلات الجوية أرخص وأقصر، وستؤدي إلى سياحة قوية وتنمية اقتصادنا”، أضاف.
وتابع نتنياهو أن السياسة السعودية الجديدة “ستفتح الشرق”.
“عندما تسافر إلى تايلاند أو أي مكان آخر في آسيا، فهذا سيوفر الوقت والمال. هذه أخبار رائعة لكم، مواطني إسرائيل. هذه هي فوائد السلام الحقيقي”، قال.
وشكر نتنياهو المستشار الأمريكي جاريد كوشنر، كبير مستشاري دونالد ترامب، والحاكم الفعلي للإمارات الشيخ محمد بن زايد على “مساهمتهما المهمة” في تحقيق السياسة السعودية الجديدة.
وأكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عبر “تويتر” أن فتح المجال الجوي السعودي أمام الرحلات الجوية بين إسرائيل والإمارات لا يغير “مواقف المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.
وأضاف أن الرياض “تثمن كل الجهود الهادفة إلى تحقيق سلام عادل ودائم وفق مبادرة السلام العربية” وهي خطة تتصور تطبيعا كاملا بين إسرائيل والعالم العربي مقابل انسحاب إسرائيل إلى خطوط عام 1967 وقيام دولة فلسطينية.
وكان كوشنر على متن رحلة يوم الاثنين التاريخية من تل أبيب إلى أبو ظبي، ومن هناك توجه إلى المنامة والرياض للدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل. لكن البلدان أبلغاه أنهما ليس على استعداد بعد لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية عقب اجتماع كوشنر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، “تم بحث آفاق عملية السلام في المنطقة وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام العادل والدائم”.
وأشاد مارك شناير، وهو حاخام مقيم في نيويورك وله علاقات وثيقة بالعديد من دول الخليج ويدافع منذ فترة طويلة عن التطبيع مع إسرائيل، بالسياسة السعودية الجديدة لكنه شدد على أن الرياض تظل ملتزمة بالقضية الفلسطينية.
وقال لتايمز أوف إسرائيل: “إعلان اليوم تاريخي ويشير أيضًا إلى بداية الدفء في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل. في حين أنهم لا يزالون ملتزمين تجاه الشعب الفلسطيني فإن هذه الخطوة الأولى هي خطوة كبيرة ويجب الاحتفال بها”.
وقال ستانلي مورايس، القائم بأعمال مدير الشؤون الدولية في شركة “إل عال”، لتايمز أوف إسرائيل: “نأمل أن تكون التقارير الإعلامية صحيحة، مما سيسمح لرحلات ’إل عال’ بالتحليق فوق الأجواء السعودية. نحن بحاجة لمعرفة كيف يمكن تنفيذ ذلك والتصريح به رسميًا”.
ويوم الإثنين، نقلت رحلة “إل عال” رقم 971 وفدا أميركيا إسرائيليا مشتركا إلى أبو ظبي لإجراء محادثات مع مسؤولين إماراتيين لوضع الأساس للاتفاق بين إسرائيل والإمارات قبل توقيع اتفاق سلام في الأسابيع المقبلة.
وقبل دقائق من الإقلاع، أعلن الطيار تال بيكر عما توقعه الكثيرون: ستعبر طائرة بوينج 737-900 فوق المملكة العربية السعودية.
وقال، أولا باللغة الإنجليزية ثم بالعبرية: “تسجل هذه الرحلة حدثين مهمين في تاريخ دولة إسرائيل وفي المنطقة يبشران بخطوة أخرى نحو السلام الإقليمي – لأول مرة تحلق طائرة مسجلة في إسرائيل فوق المملكة العربية السعودية، وبعد رحلة طيران بدون توقف من إسرائيل، تهبط في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
“مدة الرحلة مع المسار المختصر فوق المملكة العربية السعودية ستكون ثلاث ساعات ونصف الساعة، بدلا من ما كان يمكن أن تكون رحلة تستمر لحوالي ثماني ساعات أثناء توجهنا شرقا”.