"الإسكان الإسرائيليّة" تسحب جنسيات 140 عربيًا من النقب
تاريخ النشر: 15/08/2020
تحرير: عدي محاميد
وصلت قضية سحب جنسيات عرب النقب إلى مراحل متقدمة بسحب جنسية 140 مواطنًا عربيًا منهم، من أصل أكثر من 10 آلاف شخصًا سلبت مواطنتهم منذ العام 2015، بحجة أخطاء موظفين في وزارة الداخلية الإسرائيلية.
ونشرت أول أمس الأربعاء، تفاصيل جلسة "لجنة الداخلية وحماية البيئة الإسرائيلية"، التي كشف فيها النقاب عن سحب جنسيات 140 عربيا من جنوبي البلاد، والتهديد بسلب جنسيات 360 آخرين .
ويشار إلى أن معظم مسلوبي المواطنة هم من عشيرة العزازمة، التي تقطن جنوبي النقب، ويسكن غالبيتها في قرية شقيب السلام ووادي النعم وبير هداج مسلوبة الاعتراف.
وتعد خطوة سحب الجنسيات حلقة جديدة في مسلسل الملاحقة لعرب النقب القاطنين خارج خط 40 الجنوبي، وهي القرى العربية الوحيدة الموجودة خارج منطقة السياج التاريخية، التي هجر إليها العرب خلال الحكم العسكري.
وفي تصريح لمدير سلطة السكان الإسرائيلية، رونين يروشالمي، قال: "فحصنا مصداقية تسجيل جنسية 2626 شخصا واتضح أن 500 منهم سجلوا بالخطأ لأنهم لا يستوفون المعايير، ومن بين الـ500 حصل 360 على جنسية بصورة سريعة، فيما لم يحصل 140 على جنسية، لأن 134 منهم لم يعودوا إلينا و6 لأسباب أخرى".
وعقب عضو الكنيست الإسرائيلي عن القائمة المشتركة، سعيد الخرومي، لـ" عرب 48": "القصة بدأت في خمسينيات القرن الماضي، عندما تم تسجيل السكان في مدينة بئر السبع، بلغ عدد القبائل هناك عدة آلاف، منع الحكم العسكري العديد منهم من الوصول للتسجيل، وكان عليهم التزود مسبقا بتصريح من الحاكم العسكري من أجل السماح بوصولهم إلى بئر السبع، ولم يكن لدى الأهالي الوعي الكافي للمسألة ".
وأضاف الخرومي: "تسجل الأهالي في النقب على مراحل وحصلوا على جنسيات ومواطنة عادية، وشاركوا في المرافق العامة وعملوا ودفعوا الضرائب، ولكن بعد عشرات السنوات جاءت الدولة وسلبت منهم مواطنتهم بدعوى أخطاء في التسجيل وعدم استيفائهم المعايير".
وتابع الخرومي: "عملنا على الملف برفقة النائب عايدة توما، وتم حصر الملفات الى 2500 مواطنًا، واليوم الـ140 سلبت منهم مواطنتهم بحجة تصحيح الخطأ ويطالبون ببدء معاملات تحصيل المواطنة من جديد، وهذا التعامل غير مقبول ولا إنساني، والصحيح هو إعادة المواطنة للأهالي والعمل على تحسين شروط حياتهم لاحقًا".
وأنهى الخرومي بقوله: "اعتقد أن المحرك لهذا العمل هو عنصرية موظفين أو غبائهم فليس المعقول أن قضية بهذا الحجم هي خطأ تقني".
ومن جهته، ذكر رئيس اللجنة المحلية في قرية بير هداج وتم سحب جنسيته على يد السلطات الإسرائيلية، سليم الدنفيري، لـ"عرب 48"، قوله أمام اللجنة "قمت بالتصويت للمرة الأخيرة منذ 25 عامًا حملت مواطنة إسرائيلية بشكل طبيعي، لكن بين ليلة وضحاها سلبت مني بطاقة الهوية ورفض إعطائي جواز سفر، وقيل لي أني لست مواطنًا في الدولة، أعيش هنا وولدت هنا وعائلتي تحمل المواطنة".
وقال الدنفيري: "محاولة انتقام مستمرة بكل شكل ممكن من عرب النقب الجنوبي يربطون المواطنة بمكان السكن وبوجود ملفات جنائية أو تعدد الزوجات أو أي شيء يمكن ربطه لسلبنا حقوقنا والتضييق علينا والعشرات من عرب الجنوب يعانون نفس المعاناة".
وأنهى الدنفيري" لا أشعر أنني في دولة ديمقراطية في النهار اقتحامات لقريتي بير هداج وهدم منازل وملاحقة، ومن ثم سحب جنسياتنا لأننا باقون في أرضنا".