![](https://wbpalestine.com/sites/default/files/styles/article_image/public/mhmd_knn_6.jpg?itok=7U-0fqzO)
كَيّ الوَعي
محمد أبو أسعد كناعنة *
على فضائية الميادين تقول السيدة سندس صالح المرشحة في القائمة المشتركة: "نحن نريد اسقاط اليمين الاستيطاني".. طبعا كل دعابة القائمة المستركة تتطرق لليمين وحزب الليكود وبنيامين نتياهو ومن لفّ لفهم من أوباش التيار اامسمى "يمين" وهنا تكمن خطورة هذا الكلام، فإذا كانت السيدة سندس لا تدري فمن يقف وراءها يعي جيدا ما يفعل، وكون هذا الكلام على فضائية كالميادين فهذا يعني أنه سيدخل الى بيوت وعقول ووعي ملايين العرب؛فهل حقا هم، اي القائمة المشتركة، يواجهون اليمين الاستيطاني وسيُرَجّحون كفة "اليسار غير الاستيطاني" برئاسة جانتس وجنرالاته، أفهم ان المعركة الانتخابية بحاجة الى أكشن والى هدف يتم تصويب الأسهم علية ليتشارك الجميع في قتله؛ ونتنياهو من أفضل الأهداف في هذه المعركة، فاللعبة ع المكشوف وهو أكبر المستفيدين من هذه الدعاية ضده، لأنّهُ أيضا يذهب بدعاية المشتركة الى شارعه النَتِن والمتعطش للفاشية ويلعب ذات اللعبة وهكذا يكسب الطرفان ويبقى الخاسر الأكبر في هذه اللعبة هو الفلسطينيين وتحديدًا في الداخل اامحتل عام 48 فإرتفاع كنسوب الفاشية في الشارع البهودي برافقه قوانين عنصربة واجراءات انتقامية ولا يقابلها في شارع النضال الكنيستي غير الصراخ وتمزيق اوراق A4 فارغة من الحبر حتى ويبقى الوقوف على نشيد "هتكفا" الصهيوني سعيًا للتأثير في تلشارع الإسرائيلي بحسب راي أصحابه.
السيدة سندس تقول ما تقول وتتناسى او لا تدري ما حثل هنا على مدار إثنانِ وسبعين عامًا، "اليسار" هو من خاض معركة التطهير العرقي بعصاباته الإجرامية ما قبل اانكبة وبعدها، هو من بنى أولى المستوطنات في الضفة الغربية والجولان والقدس وغزة، هو من زاد في الاستيطان، بناءًا وميزانيات وموازنات وحفَزَ الصهاينة على الذهاب الى المناطق المحتلة عام 67 لبقوي الاستيطان هناك وهو من بدأ بسياسة الشوارع الالتفافية في الضفة وايضا في الجليل، هو من صنع المجازر في يوم الارض وكفر قاسم واكتوبر ال 2000 وغيرها وغيرها.
واليمين الاستيطاني هو من اقتلع يميت من سيناء واقتلع مستوطنات غزة(للمعلومة فقط لا اكثر) فكيف نساهم بوعي في كي وعي الأجيال في الوطن العربي، الميادين كقناة من المفترض انها منحازة للعروبة وللمقاومة يجب أم لا تساهم في هذا اللغط والتشويه، الاعلام امانة ورسالة وان تفتح الهواء لتيار يسعى لجعل جانتس رمزًا "للسلام" وبديلا لنتياهو فهذا خطا وخطيئة، تداركوها لأنّها أمانة في أعناقكم.
كل توصية وانتم بخير
*عرابة البطوف _ الجليل / فلسطين
27.02.2020