الأربعاء 27-11-2024

مشعل يبكي ويسجدُ على أرض غزة

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

غزة- دوت كوم- خاص- وصل ظهر اليوم الجمعة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الى قطاع غزة في زيارة تاريخية، بعد نحو اسبوعين من انتهاء الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة.
ورافق مشعل في زيارته القطاع نائبه الدكتور موسي أبو مرزوق، وعدد من اعضاء المكتب السياسي للحركة، حيث كان في استقبالهم بمعبر رفح البري رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية، والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، والعديد من قادة حماس بينهم "محمود الزهار" و "خليل الحية"، وقيادات العمل النسائي في حماس.
وبكى مشعل اكثر من مرة عقب وصوله ارض غزة، وسجد على أرضها قبل ان يتقدم نحو الوفود التي انتظرته عند المعبر، وبدا متأثر جدا منذ لحظة اجتيازه معبر رفح.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، أنه حاول مراراً وتكراراً زيارة قطاع غزة قبل أن يصلها اليوم الجمعة لأول مرة في حياته، معتبراً زيارته لغزة "شهادة ميلاد جديدة له".
وأشاد مشعل في مؤتمر صحفي عقده في معبر رفح بحضور الوفد القيادي الكبير الذي رافقه اضافة لرئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية وعدد من قيادات حماس والفصائل الأخرى، بتضحيات الشعب الفلسطيني الكبيرة.
وقال "ايها الاهل والأحبة في غزة الصمود والإباء والرجال العظماء والأمهات والأخوات .. ان غزة بأرضها المخضبة بدماء الشهداء وبشعبها الصامد الذي صنع ملحمة .. ان غزة بملاحمها المتلاحقة التي استعصت على كل البطش الصهيوني .. ان غزة بقيادتها برجالها برئيس وزرائها ابو العبد وإخوانه في الحكومة، وبقيادة حماس والفصائل التي التحمت طوال السنوات الماضية خاصة في الحرب الاخيرة .. ان غزة بشهدائها وبناتها ابلغ من كل كلام .. والله العظيم لن اوفي غزة حقها ولا بعض حقها فأي كلام يقف امام الشهداء وأمام البطولة والدماء والأرواح الزكية والأمهات اللواتي قدمن فلذات الاكباد والشهداء تلو الشهداء أي كلام يقف امام عظمة غزة".
وأضاف "يا ربنا لك الحمد.. اعود لغزة وأقول أعود وان لم ازر غزة من قبل، فإنها في قلبي، لأنها لم تفارقني .. غادرت الضفة عام 67 وعدت اليها عام 75 .. وهذه اول مرة ازور فيها فلسطين بعد 37 سنة وأتشرف بغزة وأهلها لأول مرة".
وتابع "الحمد الله الذي اكرمنا بعد نصر مجيد .. احببت زيارة غزة في العام الماضي بعد المصالحة في مايو 2011 ولكن الله قدر هذه اللحظة وأردت زيارتها قبل الحرب وجهزنا الترتيبات ولكن لم يرد الله ذلك".
واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس زيارته لغزة بأنها "شهادة ميلاد جديدة له" قائلاً "اقول والله هذه ولادتي الثالثة اما الاولى عام 56 وهي الولادة الطبيعية، والثانية حين من الله عليَّ عام 97 بالحياة بعد محاولة نتنياهو اغتيالي لكن قدر الله اقوى .. ولكن اليوم، السابع من ديسمبر 2012 هذه اعتبرها ولادتي الثالثة .. وأسأل الله ان تكون ولادتنا الرابعة يوم تحرير فلسطين".
وأضاف "مدينون لكم يا شعب غزة وأهلها وفصائل المقاومة وللأبطال والشهداء .. لولا انتم ما زرنا غزة بقدر الله .. أول الغيث قطرٍ ومن ثم ينهمر .. اليوم غزة وغداً رام الله والقدس".
من جهته، رحب رئيس وزراء الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، ونائبه د. موسي أبو مرزوق، والوفد المرافق لهما، قائلاً "باسم اهلنا وشعبنا الفلسطيني في كل مكان باسم الشهداء الابرار والمقاتلين من ابناء هذا الشعب والكبير والصغير نرحب بالقائد الكبير والزعيم من زعماء هذه الامة الاخ ابو الوليد".

وأضاف "هذه لحظة تاريخية وانعاطفة تاريخية في سيرة الشعب الفلسطيني نحو العودة الى كل فلسطين ..اليوم انتم اخونا على ارض وتحت سماء فلسطين تتنسمون عبير فلسطين انها الخطوات الواثقة نحو العودة والصيحة في وجه الاحتلال، لا بقاء لك على هذه الارض المباركة".
وتابع "هذه قيادتنا وشعبنا والالتحام بين ابناء شعبنا .. هذه ثمرة من ثمرات شعبنا وانتصار غزة والضفة والقدس ومخيمات اللجوء .. هذه لحظة اللقاء بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد وقيادته .. نرسم لوحة من لوحات العز والعودة والتحرير .. الكلمات تبقى متواضعة امام هذا الحدث التاريخي .. ان دخول ابو الوليد وإخوانه هو حدث تاريخي للشعب الفلسطيني وللأمة".
وكان وفد من قادة حركة فتح قد شارك في استقبال مشعل عند معبر رفح الذي شهد استنفارا وانتشارا امنيا مكثفا على امتداد الطريق الرابط بين المعبر ومنزل الشيخ الراحل احمد ياسين حيث تكون وجهته الاولى في غزة.
ويرافق مشعل إلى جانب نائبه كل من عزت الرشق، ومحمد نصر، وصالح العاروري، ومن المقرر أن يتوجه الوفد بداية الى منزل مؤسس الحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين، وخليفته الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ونائب القائد العام لكتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري، وكذلك أحد قادة الكتائب الشهيد "محمد الهمص" الذي عمل إلى جانب الجعبري ومشعل، بالإضافة إلى عائلة الدلو وعوائل شهداء وعدد من الجرحى.
وأعرب عدد من قادة حماس قبيل وصولهم إلى القطاع عن سعادتهم البالغة بالزيارة، حيث قال أبو مرزوق عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "نحن الآن فى الطريق إلى غزة وأول خطواتنا فى رفح حيث المولد والأسرة .. الخواطر متزاحمة ما بين التاريخ وما نحن بصدده خرجت فتى وأحلام فى معظمها متعلقة بفلسطين واليوم اعود إليها مع كوكبة من قيادة حركة ليس لها من هم سوى فلسطين".

وقال عزت الرشق " سألت أبو الوليد للتو.. عن مشاعره ونحن نقترب من غزة فقال: انتظر وصول غزة بفارغ الصبر.. وربنا يتممها على خير.. وربنا يجعلها خالصة لوجهه الكريم".
ووصفت صحيفة هآرتس العبرية الزيارة بأنها "تاريخية" وقالت "مشعل يصل اليوم حماسستان".
وينتشر الآلاف من عناصر كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، بالإضافة لعناصر أجهزة أمن الحكومة المقالة بغزة، على طول طريق صلاح الدين الرئيسي في القطاع لتأمين موكب مشعل والوفد المرافق له، وسط حضور جماهيري وشعبي على جانبي الطريق.
ومن المقرر أن يُلقي مشعل غد السبت، الكلمة الرئيسية في مهرجان الانطلاقة التي قال مصدر قيادي في الحركة أنه "سيحدد من خلالها ملامح المرحلة المقبلة لبرنامج حماس السياسي على صعيد المصالحة الفلسطينية وغيرها من التطورات السياسية المحيطة بالقضية".
وتكتسب زيارة قادة حماس غزة، أهمية كبرى حيث تتزامن مع ما حققته حماس في المعركة الأخيرة من "انتصار" أمام الاحتلال عقب اغتيال قائدها الجعبري، وكذلك اعتزام مشعل الخروج من المكتب السياسي للحركة وتمسكه بهذه الخطوة على الرغم من المحاولات الكثيرة لإقناعه بالعدول عنها.
وهدد القيادي في حركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي، اسماعيل الاشقر، إسرائيل برد قاسي غير متوقع في حال أقدمت على اغتيال مشعل أو أي من الشخصيات التي ترافقه.
وقال الأشقر في تصريحات للموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن حركته لا يوجد لديها أي ضمان بأن لا تتعرض إسرائيل إلي مشعل أو لأي من اعضاء الوفد القيادي المرافق له، مشدداً على أن "إسرائيل ستدفع الثمن باهظاً في حال فعلت ذلك".
ووصل مساء أمس الخميس إلى قطاع غزة 14 فرداً من عائلة مشعل لحضور حفل الانطلاقة، من بينهم عقيلته "أمل البوريني" وأبنائها وبناتها ووالدتها "نازك"، في حين وصلت زوجة الدكتور موسي أبو مرزوق وأبنائها قبل قليل إلى مدينة رفح حيث تقطن عائلة زوجها.

وتُعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها مشعل والرشق إلى قطاع غزة، فيما تُعد الثانية لنائبه الدكتور موسى أبو مرزوق منذ مغادرته مسقط رأسه رفح في بداية السبعينيات، حيث تمكن من زيارة ذويه في مدينة رفح جنوب القطاع بتاريخ 28 شباط 2009، واستمرت تلك الزيارة ثلاث ساعات فقط وأحيطت بسرية تامة وبحراسة من المخابرات المصرية التي كان يتمتع ابو مرزوق بعلاقات واسعة مع قياداتها ويخوض معهم مفاوضات عسيرة بشأن إنهاء صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
كما تعتبر هذه الزيارة الثانية للقيادي وعضو المكتب السياسي لحماس "صالح العاروري" الذي زار غزة منذ نحو شهر ونصف، ومكث فيها أياماً قبل أن يغادرها إلى جانب ممثلين الحركة في لبنان واليمن وغيرها من الدول.

انشر المقال على: