زيارة حاخامات متطرفين لتونس تثير جدلاً وسياسيون يتهمون الحكومة بالتطبيع مع إسرائيل
حسن سلمان
تونس – «القدس العربي»:
اتهم سياسيون تونسيون الحكومة بالتطبيع مع إسرائيل، مطالبين بالتحقيق في زيارة حاخامات متطرفين إلى كنيس الغريبة، فيما أكد نشطاء يهود أن الحاخامات هم يهود تونسيون يعيشون في الخارج، مشيرين إلى أنه سبق لهم زيارة تونس في وقت سابق لأكثر من مرة.
وتداولت وسائل إعلام صوراً قالت إنها لحاخامات إسرائيليين متطرفين شاركوا في موسم حج الغريبة، الذي انتهى أخيراً في جزيرة جربة، جنوب شرق تونس.
واعتبر زهير المغزاوي، أمين عام حركة الشعب، أن دخول حاخامات إسرائيليين إلى تونس «فضيحة تمت تحت أعين الحكومة».
وأضاف: «ما حدث هو تطبيع حقيقي للحكومة مع العدو الصهيوني ومع شخصيات صهيونية تستغل شعارات التسامح الديني لتمرير مشاريع تطبيعية».
واستدرك بقوله: «مشكلتنا ليست مع اليهود-فهم أخوة المسلمين ولهم الحق في أداء الزيارة السنوية لمعبد الغريبة – بل مع الحركة الصهيونية التي تسعى بكل جهدها أن تطبع وتقيم علاقات تطبيع وتستغل المناسبة للتغلغل في النسيج المجتمعي والسياسي في تونس».
ودوّن عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد: «على النيابة العمومية فتح تحقيق عدلي في زيارة صهاينة يرتكبون انتهاكات جسيمة في حق الشعب الفلسطيني وآخرون يحرضون على الكراهية ضد الفلسطينيين والعرب بجزيرة جربة، بمناسبة المزار السنوي لكنيس الغريبة. وعلى السلطات التنفيذية للدولة فتح تحقيق إداري في أي إخلال أو تواطؤ أو تسيب أو اختراق تسبب في هذا الانتهاك الصارخ لسيادة تونس. وعلى البرلمان مساءلة الوزراء المعنيين».
وأضاف: «تونس ترفض التطبيع مع إسرائيل ومع الصهيونية. فلا تزال إسرائيل دولة احتلال تنتهك الحق الفلسطيني وحقوق الإنسان الفلسطيني القومية والجماعة والفردية، ولا تزال إسرائيل مارقة وغير ممتثلة لقرارات مجلس الأمن 573/1985 و 611/1988، التي أدانت بموجبه المجموعة الدولية انتهاك إسرائيل السيادة التونسية واستباحتها سلامة الأراضي التونسي وارتكابها جريمة العدوان على تونس وجرائم الاغتيال السياسي في حق شهداء مجزرة حمام الشاطئ بمقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد. وطالبت دولة الاحتلال بالامتناع عن الاعتذار والتعويض لتونس».
فيما أكد نشطاء تونسيون أن الحاخامات المذكورين هم يهود تونسيون يقيمون في الخارج، حيث كتب جاكوب بيريز: «هؤلاء أصلهم من جربة وقد هاجروا إلى إسرائيل. وهذه ليست المرة الأولى التي يزورون فيها جربة. يكفي من الصيد في الماء العكر».
فيما طالبت ناشطة تدعى إلهام العبيدي باستغلال هذه الزيارة في معرفة موقف الحاخامات المذكورين من «جرائم الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية»، مضيفة: «بما أنهم من رجال الدين..ألا يمكنهم وقف الجرائم الفظيعة التي ترتكب في حق أشخاص عزل يدافعون عن أرضهم وعرضهم؟».
وكان روني الطرابلسي، وزير السياحة التونسي، أكد أن موسم الغريبة كان ناجحاً، مشيراً إلى أن عدد زوار الكنيس تجاوز 5 آلاف شخص لهذا العام، لكنه قال إن هذا العدد ما زال دون المأمول، مشيراً إلى أن كنيس الغريبة قادر على استقطاب 20 ألف زائر سنوياً.