انتخابات نقابة الأطباء... فتح تدفع ثمن القمع والإقصاء
الضفة الغربية-المركز الفلسطيني للإعلام
شكلت نتائج انتخابات نقابة الأطباء في فلسطين الجمعة 8-3-2019 صعقة كبيرة لحركة فتح التي خسرت الانتخابات بشكل صارخ.
وسيطر المستقلون بشكل مباشر على 70% من المقاعد، وبشكل غير مباشر على أكثر من 15% أخرى نتيجة اندماجهم في قوائم التزكية التي تشكلت منها الـ30% المتبقية بالتوافق مع حركة فتح.
ولم تكن نتيجة انتخاب نقيب الأطباء بأقل صدمة لحركة فتح عن نتائج مجالس النقابة، حيث يجري انتخاب النقيب بشكل منفصل عن انتخاب الأعضاء، حيث تصدر المشهد الدكتور شوقي صبحة المقموع والمفصول مقابل منافسه مرشح فتح كمال الوزني.
وبتحليل أكثر عمقا للنتائج، فإن شكل التنافس على الانتخابات كان على النحو التالي، كتلة للمستقلين في المحافظات نافست كتل حركة فتح، وفي هذه المواقع جميعا خسرت حركة فتح بشكل قاس، فيما لم تقدم حركة حماس والجبهة الشعبية قوائم، ودعم أنصارها كتل المستقلين، ودعم كلاهما أيضا النقيب الفائز.
نتائج صادمة لفتح
أما المحافظات التي لم تفز بها كتل المستقلين، فهي المحافظات التي لم تجر فيها انتخابات أصلا، نتيجة التوافق على كتل وطنية بالتزكية بين حركة فتح والمستقلين، وشكل المستقلون الوزن الأكبر بها، ومنها جنين على سبيل المثال، والتي نجحت فيها الكتلة الوطنية بالتزكية بسبعة مقاعد بالتوافق مع حركة فتح.
لكن هذا لم يعن أي فوز لحركة فتح، إذ إنه ورغم ذلك فإن نتائج انتخابات نقيب الأطباء في جنين لم تعكس ما عكسته قائمة التزكية، حيث حصل النقيب شوقي صبحة على 122 صوتا لصالح 24 صوتا فقط للوزني، وهذا يعني أنه لو لم تكن قائمة تزكية في جنين لكانت نتيجة الانتخابات وفق ذلك؛ هي اكتساح قائمة المستقلين لستة مقاعد من أًصل سبعة بجنين.
هذه النتيجة مشابهة لما حصل في طولكرم، حيث حصل المستقلون على سبعة من أًصل تسعة فيما حصل النقيب صبحة على 210 أصوات مقابل 49 فقط للوزني، وحتى في نابلس فقد حصل صبحة على 297 مقابل 127 للوزني علما أنها منطقة الوزني ومعقله الجغرافي.
وبتتبع المناطق التي جرت فيها الانتخابات بالتزكية بكتلة تقودها حركة فتح فقد كان ذلك لأسباب لا تعكس التزكية، بمعنى أنها بنيت على انسحاب مرشحين من حلبة الترشح خوف الضغط والترهيب لإصرار فتح على عدم وجود انتخابات وحسم الأمور بالتزكية، وإبعاد المستقلين عن حلبة المنافسة، وهذا سبق وأن تكرر في الانتخابات البلدية وغيرها من الانتخابات.
يشار إلى أن الانتخابات لم تجر في رام الله والقدس لعدم اكتمال النصاب، ومن المقرر أن تجري بعد أسبوعين بمن حضر.
لماذا؟
أطباء عديدون علقوا بعد صدور النتائج قائلين لمراسلنا: "نحن بحاجة إلى نقابات لا تكون ذراعا للسلطة، فإن لم يقم أبناء فتح بالدفاع عن النقابات فنحن بحاجة إلى من يقوم بهذه المهمة".
فيا علق آخرون بأن فتح دفعت ثمن ما جرى من عمليات قمع للحركة النقابية في الضفة خلال السنوات الماضية، فما جرى من فصل وإحالة للتقاعد المبكر للقائمين على حراك وإضراب المعلمين في 2016، وما يجري من استمالة واحتواء لقادة الاتحادات النقابية سواء في اتحاد المعلمين أو الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين أو غيرها من الأجسام، أوجد حالة من الغضب الشديد في أوساط الفئات الاجتماعية المختلفة.