إلغاء قمة "فيشغراد": تصريحات إسرائيلية "عنصرية ومخجلة" عرب ٤٨ أعلنت التشيك عن إلغاء قمة "فيشغراد" التي كان من المقرر أن تنطلق، يوم غد الثلاثاء، في إسرائيل، وذلك بعد إعلان بولندا عدم مشاركتها في القمة، احتجاجا على تصريحات لرئيس الحكومة ووزير الخارجية الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والقائم بأعمال وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، اعتبرها البولنديون عنصرية. وقال رئيس الوزراء التشيكي، أندريه بابيش، إن القمة المقررة هذا الأسبوع بين إسرائيل ودول مجموعة "فيشغراد" الأوروبية الأربع، لن تعقد بعد انسحاب بولندا، بسبب خلاف مع إسرائيل حول التصريحات الرسمية الإسرائيلية التي تتعلق بالمحرقة. وقال بابيش لوسائل الإعلام التشيكية، إن الأمر سيتحول إلى "محادثات ثنائية تجريها كل دولة بمفردها ولن تكون هناك قمة فيشغراد 4 مع إسرائيل". وفي وقت سابق، ألغى رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس مورافيتسكي، مشاركة بلاده في قمة مجموعة "فيشغراد"، ووصف تصريحات كاتس حول دور بولندا خلال محرقة اليهود بأنها "عنصرية". وقال مورافيتسكي إن "كلام وزير خارجية إسرائيل عنصري وغير مقبول (...) من الواضح أن وزير خارجيتنا (ياتسك) شابوتوفيتش لن يذهب إلى القمة"، بعد أن اتهم وزير خارجية إسرائيل البولنديين بأنهم معادون لليهود. ومنذ اختياره وزيرًا للخارجية بالوكالة، كرّر كاتس أكثر من مرّة التصريح بأن البولنديين تعاونوا مع النازيين، وقال في إحداها "إنني ابن لعائلة ناجية من المحرقة، لن ننسى ولن نغفر أن كثيرًا من البولنديين تعاونوا مع النازيين"، واقتبس كاتس تصريحًا لرئيس الحكومة الإسرائيليّة الأسبق، يتسحاك شامير، جاء فيها "البولنديون أرضعوا معاداة السامية من حليب أمهاتهم". وجاءت تصريحات كاتس بعد ساعات من قرار الرئيس البولندي إلغاء مشاركته في قمة "فيشغراد" احتجاجًا على تصريحات مشابهة لنتنياهو، خلال جلسات قمة وارسو، الأسبوع الماضي. هذا واستدعت وزارة الخارجية البولندية، اليوم الإثنين، السفيرة الإسرائيلية، آنا أزاري، في العاصمة وارسو، للتوبيخ، بعد تصريحات كاتس؛ وذلك للمرة الثانية في غضون أربعة أيام يتم فيها استدعاء أزاري من قبل الخارجية البولندية، بعد احتجاجات الجمعة، على تصريحات نتنياهو. واحتجت بولندا على أقوال كاتس بأن "البولنديين رضعوا معاداة السامية مع حليب أمهاتهم"، واعتبرت السلطات البولندية هذه الأقوال "عنصرية وغير مقبولة". وطالبت الحكومة البولندية بأن يتراجع الوزير كاتس عن هذه الأقوال كشرط لمشاركة وارسو في قمة المقرر عقدها في القدس، بين إسرائيل ومجموعة "فيشغراد". وكانت سفيرة بولندا في تل أبيب، قد أوضحت في وقت سابق، أن مورافيتسكي يتردد في اتخاذ قرار فيما إذا كان سيوفد وزير خارجيته إلى هذا المؤتمر أم لا، و"ذلك في انتظار رد إسرائيلي لائق"، واعتبرت أن تصريحات كاتس "مخجلة وعنصرية، وغير مقبولة على الإطلاق". وفي اتساق مع الموقف الرسمي الإسرائيلي الصادر عن نتنياهو وكاتس، كتب رئيس حزب "يس عتيد"، يائير لبيد، على حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "منا بحاجة إلى وزير خارجية جديد حتى تقال الحقيقة، طوال أربع سنوات تجنب نتنياهو أن يقول بشكل مباشر إن السبب وراء تقديم البولنديين المساعدة للنازيين، هو أن معاداة السامية كانت جزءاً لا يتجزأ من المجتمع البولندي. هذه ليست عنصرية، بل هي حقيقة تاريخية مؤلمة. لن يعلمونا هم ما هي معاداة السامية ". وصرّح وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في مؤتمر لمنتدى رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية: "لا يمكنك بناء مستقبل مشترك على محو التاريخ"، وأضاف "لدينا تاريخ طويل مع بولندا شهد صعودا وهبوطا متواصلا في العلاقات". وتباع أن "الحقائق تؤكد أنه خلال فترة الهولوكوست، الفترة التي سبقته ولحقته، شارك العديد من البولنديين بنشاط معاد للسامية وبقتل يهود، بينما أنقذ بولنديون آخرون يهود. كانت الأمة البولندية ضحية للنازيين، فيما كان هناك متعاونون معهم". والقمة المُشار إليها تجمع قادة مجموعة فيشغراد (بولندا، تشيكيا، سلوفاكيا، المجر "هنغاريا") مع نتنياهو. وأعلن نتنياهو الأحد تكليف كاتس، وزير المواصلات، بمهمة القائم بأعمال وزير الخارجية، بعد أن تولى نتنياهو هذا المنصب لسنوات. ويوم الجمعة تم استدعاء السفيرة الإسرائيلية في وارسو للتوبيخ، بعد تصريحات لنتنياهو اتهم خلالها البولنديين بالتعاون مع النازيين إبان المحرقة " الهولوكوست"، ولكن نتنياهو أعلن في وقت لاحق أن تصريحاته تم تحريفها. وكان الرئيس البولندي، أندريه دودا، قد أعلن أنه في حال تبين أن نتنياهو قد صرح أن البولنديين ساعدوا النازيين أثناء المحرقة، فيجب إلغاء قمة دول "فيشغراد" التي يفترض أن تعقد في إسرائيل الأسبوع القادم.