الأحد 02-02-2025

لقمة العيش خط احمر

×

رسالة الخطأ

الكاتب : اسماعيل مسلماني

لقمة العيش خط احمر
الكاتب : اسماعيل مسلماني

واضح ان نسبة الفقر ترتفع في الوطن العربي والاسلامي بحيث يتم محاربة لقمة العيش كسلاح مسلط على الشعوب من البنية الفوقية للدولة ويعد من اخطر الاسلحة المس بكرامة الانسان وتحديدا لقمة العيش وهو الذراع المستخدم ضد شعبها بات يشكل قلقا وهاجسا لكل مواطن بحيث اصبح اهم ما يعيق تقدم الانسان وتطورة التهديد بلقمة العيش وبغض النظر عن بعض التفسيرات الرضى بقسمة الارزاق ما يجري في وطننا مخاوف الحرب ومخاوف الفصل من الوظيفة ومخاوف الهجرة ومخاوف العمل ومخاوف السياسة ومخاوف التعبير عن الراي ومخاوف الجوع...لقمة العيش صعبة. كلمات تختصر معاناة البسطاء والموظفون انها.كلمات تحمل معها واقعاً مؤلماً لفئة بقيت بعيدة عن أنظار مؤسسات المجتمع، وسلمت نفسها مجبرة لقسوة الحياة، ومشقة البحث عن (مصروف يومي) تسد حاجتها، وتكفيها مذلة السؤال.. فئة معدمة تخرج من بيوتها المتهالكة كل صباح، وهي تحمل جراحها وآهاتها بحثاً عن أي شيء يشعرها أنها باقية على قيد الحياة، وأنها ماضية لتعود، وبعيدة لتقترب من الفقر أخاً وصديقاً يواسيها بآلامه، وقسوته، وحرمانه، ثم تبقى مع كل ذلك تنتظر (لحظة التغيير)التي غابت عن الوجود، والوجوه، والظهور، وكأن الزمن يدور بعقارب صامتة، ومحزنة، وربما مخجلة.. وأن العمر يمضي بهم وسط رصيف يواسي فيه كل واحد منهم الآخر، ويبكيهم لحظة ما يغيب أحدهم عن مكانه مودعاً حياته دون أن ينصفه زمن المصالح والأنانية وزمن الانقسام .
تحرير العقل، وتحرير الفكر، وتحرير القرار، اولا تحرير الخبز، ولكن هذه هي الحقيقة وهذا ما أثبته الواقع، الإنسان ولد حراً ولكنه أخضع للعبودية، استعبد وارتهن، وأول أشكال الاستعباد كانت في لقمة العيش.
الانقسام الفلسطيني اصبح هاجسا بل اصبحت القرارات بيد غزة ورام الله يعيش شعبنا بين مطرقة غزة ورام الله والسندان الاحتلال فقطع الراوتب واحالة على التقاعد المبكر وقطع رواتب الاسرى واشهداء والجرحى وراوتب متدنية واسرى مضربون عدا عن البطالة تجاوزت اكثر من النصف والفقر طال معظم البيوت وغلاء المعيشة ومستلزمات الحياه وتحولت الناس الى البنوك والقروض والشيكات والغرق في مستنقع العولمة ناهيكم عن الانحلال والتفكك الاجتماعي وعزوف الشباب عن الزواج وارتفاع حالات العوانس قضايا اجتماعية والفساد المالي والاداري كلها تصب في خانة لقمة العيش تحولت قضيتنا الى سوق واستنزاف ومد يد العون الى دول متعددة (الشحدة) الكلمة الاكثر مذلة واهانة والمس بكرامة كل شعبنا ولا اريد الحديث عن المخيمات في الداخل والخارج الاكثر ظلما والاكثر ماساة ومعاناة ولا الحديث عن عائلات لم ترى اللحمة منذ شهورا واكل الخبز البايت بل وصل الامر البحث عن طعام في داخل الحاويات وضعنا تجاوز رواية البؤساء
ايعقل أن يكون كل غايتنا – ونحن نعيش أزهى عصور الحضارة والرقي بحيث إن منا من يعيش حياة أفضل كثيرًا من حياة ملوك وسلاطين الأزمنة السابقة ويصنف في زماننا أنه فقير أو محدود الدخل – أن نظل على قيد الحياة وأن نراعي ونحافظ على «لقمة العيش» حتى وإن كانت مغموسة بالذل والمهانة والانبطاح والانهزام وتقبل الاستبداد والظلم والاستكانة والخضوع والسكوت عن كلمة الحق، فيا لها من لقمة مُرة بغيضة الخوف عليها لا يمنعك من الموت بل يمنعك من الحياة بكرامةلاول مرة تصل قضيتنا امام منعطف خطير فلم تنجح السلطه وحماس بالتقرب من الشارع بل العداء والكراهية ارتفعت بسبب جملة قرارات يتم معاقبة وما يجري بغزة لا يقل عما يجري هنا نفس الممارسات تمارس اذا منع مهرجان فهناك منع واعتقال هناك واعتقال هناوان ايدت احد الطرفين فانت خائن مناكفة يدفع ثمنها الشعب يتعرض للاهانة والذل وما اصعب بكاء رجلا!يرجع الى البيت وليس بيده شيئا وطفلا جائعا يلعن هذا الزمان .
مبدأ كرامة الإنسان هو في الواقع الأساس المركزي لكل إيمان بحقوق الإنسان، وذلك لأن الأيمان في حقوق الإنسان هو لأيمان أن للإنسان، كونه إنسانًا، مجموعة من الحقوق التي نريد حمايتها من المجتمع، الدولة والآخرين. تمنح هذه الحقوق للبشر، لا لأن مجتمعًا معيًّنا اختار أن يمنحهم إياها، ولكن لأنهم يستحقون هذه الحقوق بسبب كرامتهم الإنسانيّة.
احترام الإنسان يعنيلا يجوز إهانته، إلحاق الأذى به أو إحراجه(وهذا هي حماية الإنسانية في كل إنسان)و لا يجوز المس بجسده، صحته أو حياته. (هذه هي الحماية من إصابات جسدية)ويسمح للإنسان بتطوير شخصيته، وأن يختار اختياراته، ويحدد كيف يعيش، حيث شاء، مع من شاء، ماذا يفعل، بماذا يؤمن، ويسمح له بالتعبير عن نفسه وأن يبدع.وانيمنح الفرد المساواة وعدم التمييز في المعاملة. (الحقّ في المساواة)وتحترم قيمته الذاتية ولا يلحق أي ضرر بسمعته. (الحق في السمعة الطيبة) وتحترم خصوصيته. (الحق في الخصوصية)والكل دعى القوى والحركتين والاكاديميين والطلاب والمؤسسات والشارع انهاء هذا الانقسام المسلط على رقاب شعبنا ومن المهم ان يكون دور السلطة الاحتواء وليس العقاب فالمستفيد وراء كل هذا الاحتلال والذي عجز ان ينفذه في بكل المراحل فنحن نقدم خدمة مجانية لهم فلقمة العيش خط احمر.

انشر المقال على: