17 أكتوبر.. تاريخ لا تنساه فلسطين
يوافق اليوم الذكرى الـ 17 للعملية الاستثنائية التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتمكن عناصرها من قتل وزير إسرائيلي بسلاحٍ كاتمٍ للصوت.
تلك العملية النوعية جاءت ردًا على اغتيال الأمين العام للجبهة آنذاك أبو علي مصطفى، والذي سُميّ الجناح العسكري للجبهة على اسم الشهيد.
ورغم مرور سنوات طويلة على تلك العملية، إلا أن الجبهة الشعبية مستمرةُ بدفع ذلك الثمن عبر استمرار اعتقال أمينها العام أحمد سعدات المحكوم 30 سنة و40 قياديًا آخر يقضون أحكامًا مختلفة.
تفاصيل العملية
بعد تجرؤ الاحتلال على اغتيال أبو علي مصطفى بقصف مكتبه في رام الله، قررت الجبهة الرد والثأر بعد مرور 40 يومًا على الاغتيال، وكان الوزير رجبعام زئيفي هو الهدف.
دخل منفذو العملية حمدي قرعان ومجدي الريماوي الفندق الذي كان فيه زئيفي في مثل هذا اليوم قبل 17 سنة، وحجزوا غرفة في ذات الفندق ليلاً وبحوزتهما مسدسات كاتمة للصوت.
وفي الصباح التالي تأكد أحد المنفذان من وجود الوزير "زئيفي" في مطعم الفندق لتناول الأفطار، ثم كمنوا له بعد صعودهم إلى الطابق الثامن باتجاه غرف رقم 816 وهي الغرفة الذي يقيم بها الهدف.
وما إن وصل الوزير الإسرائيلي لغرفته، نادى المنفذان زئيفي بـ (غاندي) فالتفت إليهما وسددوا له خمس طلقات نارية في صدره ورأسه، ليلقى حتفه على الفور، فيما غادر المنفذان فورًا.
وشكل اغتيال زئيفي، الجنرال السابق في جيش الاحتلال، والوزير الذي دعا إلى سياسة "الترانسفير" ضد الفلسطينيين وأحد أهم مؤسسي "إسرائيل"، ضربة كبيرة في الوسط الإسرائيلي من ناحية سرعة الرد ونوعية الهدف.
وشكل اغتيال زئيفي ضربة كبيرة لصورة دولة الاحتلال أمام الفلسطينيين أولاً، الذين رفعت العملية من الروح الوطنية لديهم، بغض النظر عن انتماءاتهم في فلسطين والشتات. ومثلت صدمة للاحتلال، إذ عبّر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، آرييل شارون، في ذلك الوقت، حين قال: "كل شيء تغيّر"، مع إطلاقه وابلاً من التهديدات ضد الفلسطينيين ورئيسهم في ذلك الوقت الراحل ياسر عرفات.
وترجم اغتيال زئيفي كلمات أحمد سعدات في حفل تأبين أبو علي مصطفى في سرية رام الله، حين قال "قسماً يا رمز عزتنا، الرأس بالرأس، والعين بالعين"، لتتم بعد اغتيال زئيفي ملاحقة السلطة الفلسطينية لسعدات والخلية المنفذة، قبل اعتقالهم لاحقاً لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي في 14 مارس 2006 بعد اقتحام سجن أريحا شرقي الضفة الغربية.
ولا يزال رموز عملية الاغتيال البطولية يقبعون حتى اليوم وراء قضبان سجون الاحتلال، وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة أحمد سعدات، الذي تعرض للاعتداءات متكررة من قوات القمع، وسبق أن تم عزله عدة مرات.
ووضعت كتائب الشهيد عز الدين القسام اسم أحمد سعدات، على رأس صفقات تبادل الأسرى، والتي لم يكن أخرها صفقة الجندي "جلعاد شاليط عام 2011"، لكن "اسرائيل" رفضت الإفراج عنه فيها، إلا أنه من المعروف أن اسم سعدات بالإضافة لقادة مقاومة أخرين سيكون ضمن قوائم أسماء الأسرى في صفقات قادمة.
واليوم، فإن عوائل الأسرى "مجدي الريماوي، وحمدي قرعان، تفتخر بما قدم أبناؤها للوطن، رغم ما يعانونه من مضايقات من قبل سلطات الاحتلال، أو بعض المؤسسات والبنوك الفلسطينية في حياتهم الطبيعية، إلا أنهم أقوياء صامدون، لا يزالون يتشبثون بالأمل.