هل تُقدم "إسرائيل" على تجاوز "عباس" لتجنب خيار الحرب على غزة؟
وصلت الأمور في قطاع غزة مؤخراً، إلى درجة خطيرة وفقاً للجانب "الإسرائيلي" خاصةً بعد زيادة الضغط الفلسطيني من خلال مسيرات العودة وكسر الحصار، لمحاولة الوصول إلى حل للوضع الإنساني، واعتبار الاحتلال المسؤول الأول عن وقف تفاهمات التهدئة.
وبالرغم من تلويح "إسرائيل" بالاستعداد لعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، فإن الرئيس محمود عباس، هو مسؤول عن عرقلة ما يتم الاتفاق عليه لتخفيف الحصار عن القطاع، فتحاول "إسرائيل" وضع خطة لتجاوز الرئيس عباس، وقد يكون ذلك أفضل الخيارات لـ"إسرائيل" من شن عملية عسكرية واسعة وتكبده خسائر لا يُحمد عُقّْابها.
مختصان في الشأن "الإسرائيلي"، اعتبرا أن تهديدات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بشن عملية عسكرية على قطاع غزة تحمل عدة رسائل موجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تزامناً مع تدهور الحالة الإنسانية في القطاع.
وقال نتنياهو لوزراء الكابينت أمس الأحد: "إنه في حال تفاقمت الأزمات الإنسانية والاقتصادية بقطاع غزة، فمن المتوقع حدوث تصعيد عسكري بالجنوب". وأضاف: "ونحن نستعد لعملية عسكرية بالقطاع، وهذه ليست مجرد كلمات فارغة".
"تعنت عباس"
المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، أكد أن تصريح نتنياهو يأتي على ضوء تعنت أبو مازن في منع أي تسهيلات على غزة وتهديده لشركات الوقود الصهيونية بقطع علاقاتها مع السلطة في حال ورّدت وقود لغزة دون إذن من السلطة.
وأوضح لافي أنّ نتنياهو يُحمّل أبو مازن مسؤولية أي حرب أو تصعيد على غزة، مشيراً أنه يريد يظهر أمام العالم أن دولة الاحتلال قامت بكل جهد ممكن للتخفيف عن غزة وإبعاد شبح الحرب لشرعنة ذهابها للحرب إن حدثت.
"تعميق الانقسام"
وأشار إلى أن نتنياهو يرسل رسائل ردع للمقاومة في غزة مفادها أن دولة الاحتلال رغم أنها لا ترغب بالحرب ولكن جيشها مستعد لكل الاحتمالات، مبيناً أنها دعوة من دولة الاحتلال الى المقاومة بعدم رفع سقف التصعيد لمسيرات العودة أو الفعل العسكري.
وتابع لافي:" تصريح نتنياهو يهدف للكشف عن أفعال ابو مازن من قبل الاحتلال الصهيوني لتعميق هوة الانقسام، والعمل على استحالة جسرها.
"الضغط على عباس"
وفي السياق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي طلال عوكل، إن "إسرائيل" ليس معنية بشن حرب على قطاع غزة، بل معنية بالدرجة الأولى بتحسين الأوضاع، مشيراً إلى كل ذلك يأتي تنفيذاً لصفقة القرن بأن تكون الدولة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأكد عوكل في حديثه لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن تهديد بشن حرب على غزة هدفه بالأساس الضغط على رئيس السلطة أبو مازن حتى يكون شريكا في عملية التهدئة والبدء في إعادة تأهيل قطاع غزة.
"تأهيل غزة"
وتابع قائلاً: "الاحتلال يريد أن تحدث تهدئة بمشاركة السلطة الفلسطينية للبدء في إعادة تأهيل قطاع غزة، لكن السلطة تعطّل التهدئة والمصالحة، لذلك نتنياهو يحرّض على أبو مازن للضغط عليه لأنه يشكل عقبة أمام إتمام صفقة القرن في غزة.
ولفت عوكل، إلى أن الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" تستعجلان وتحاولا عدم تضييع الوقت للبدء في إعادة تأهيل قطاع غزة، مشيراً إلى الاحتلال سيشرع بعدها بخطوات كبيرة بإعلان السيادة على جزء كبير من الضفة الغربية، سياسة أبو مازن تشكل عقبة أمام فتح ملف غزة.
وذكرت القناة الثانية العبرية، أمس الأحد، بأن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ربط بين الازمة الانسانية في قطاع غزة ومعارضة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتوصل الى تهدئة مع قطاع غزة ومنح القطاع تسهيلات.
ووفقاً للقناة الثانية، فمن المتوقع ان يتم تحضير الجيش لعملية عسكرية ضد قطاع غزة.
وحذر نتنياهو وزراء الكابينت قائلا لهم: "ان لم يتم حل الازمة الانسانية في قطاع غزة من المحتمل ان تكون هناك عملية عسكرية ضد القطاع".
وجاء تحذير نتنياهو بسبب الخطوات التي يقوم بها ابو مازن لإفشال التهدئة مع حماس، حيث قال نتنياهو خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية: "أبو مازن يخنق قطاع غزة، ولكن إن تقلص حجم الازمة الانسانية في القطاع أمر مرغوب فيه، ولكن هذا أمر غير مؤكد حدوثه لذلك علينا أن نستعد عسكريا وهذه مقولة ليس قط مقولة عابرة".