الغرة: التصعيد قادم ضد الوكالة وقد نلجأ لدعوة 13 ألف موظف للنزول إلى الشارع
أكد رئيس الجمعية العمومية في اتحاد الموظفين العرب محمد الغرة، أن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من التصعيد ضد الإدارة العليا لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة عبر تنظيم العديد من الفعاليات والمسيرات التي ستجوب الشوارع بأكثر من 13 ألف موظف، احتجاجاً على سياسية فصل الموظفين في برنامج الطوارئ وتقليص الخدمات.
وأوضح الغرة، في تصريح لوكالة "فلسطين اليوم الإخبارية"، مساء الثلاثاء، أن الإدارة العامة للوكالة لا تزال تصر على قرار فصل الموظفين في برنامج الطوارئ البالغ عددهم قرابة 956 موظفاً رغم طرح العديد من الحلول للعدول عن القرار.
وشهد يوم أمس الاثنين اعتصام مفتوح لموظفي برنامج الطوارئ في الأونروا داخل المقر الرئيسي للوكالة في غزة احتجاجاً على قرار فصلهم وسياسة تقليصات الخدمات للاجئين، وتم حجز مدير العمليات في الأونروا ماتياس شمالي في مكتبه، قبل أن يتمكن من الخروج اليوم بمساعدة رجال الأمن في الوكالة وحكومة غزة..
وقال الغرة: "إن العديد من الشخصيات الاعتبارية تدخلوا كوسطاء للتوصل إلى حلول جذرية للمشكلة إلا أن كافة جهودهم لم تفلح ولم تحدث أي اختراق إيجابي في الموضوع لتعنت الوكالة في موقفها، ورغم ذلك فإن اتحاد الموظفين والجمعية العمومية تدعم أي حوار مع الإدارة العليا للوكالة بهدف العدول عن قرار فصل الموظفين".
وأضاف: "طالما لم تُحل المشكلة ولم تتراجع الوكالة عن قرارها التعسفي؛ فإن الأيام القادمة مرشحة لمزيدٍ من التصعيد"، مبيناً أن يوم غدٍ الأربعاء سيشهد فعالية كبيرة مساندة للاعتصام الموجود داخل الوكالة سيضم الآلاف من الأخوات.
وكشف الغرة عن إعداد برنامج لينظم الفعاليات المساندة للاعتصام على مدار الأيام القادمة حتى تتراجع الوكالة عن فصل الموظفين، قائلاً: "ربما نلجأ لدعوة 13 ألف موظف في الأونروا للنزول إلى الشارع لثني الوكالة عن التقليصات الخطيرة التي تمس الأمن الوظيفي للموظفين والتي قد تمتد إلى الخدمات أو تأجيل العام الدراسي القادم.
وشدد الغرة، أن العديد من الحلول العملية تم طرحها من أجل تغطية رواتب الموظفين في برنامج الطوارئ إلا أن تلك الحلول لم تلق بال من إدارة الوكالة مما يؤكد أن أسباب الأزمة ليست مالية كما تزعم الوكالة بل هي سياسية قائمة على العمل لإنهاء قضية اللاجئ الفلسطيني ضمن ما يُسمى "صفقة القرن".
ومن الحلول التي تم طرحها وفقاً لرئيس الجمعية العمومية هي "تبرع راتب يوم من كافة الموظفين لصالح الأخوة في برنامج الطوارئ، إضافة إلى إجراء بعض التقشفات في رواتب كبار الموظفين، كما تم طرح تقليص نسبة استهلاك السولار المستخدم في المناطق الخمس، إلا أن تلك الحلول لم يأخذ بها".
وتابع قوله: "نستغرب بشدة موقف الوكالة الذي يزعم أن سبب التقليص هو الأزمة المالية"، مبيناً أن رفض الأخذ بالحلول التي تم طرحها يضعنا أمام تساؤل كبير وهو، لماذا تصر الوكالة على موقفها الرافض للعدول عن قرار فصل الموظفين في برنامج الطوارئ؟ لافتاً إلى أن الجميع يتوقع أن يكون السبب سياسي ويأتي ضمن استراتيجية تعتمد على تفريغ المؤسسة –الوكالة- من محتواها وموظفيها.
وفيما يتعلق بالمطلوب من الشعب الفلسطيني لمواجهة تقليصات الوكالة قال الغرة: "المطلوب من الكل الفلسطيني أن يهب هبة واحدة في وجه الإدارة العليا للوكالة للدفاع عن ملف اللاجئين الذي يتم استهدافه بكل قوة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومن الاحتلال "الإسرائيلي" اللذان يصران على الغاء اسم اللاجئ الفلسطيني بأي شكل كان.
واعتبر الغرة، سعي أمريكيا و"إسرائيل" على شطب صفة اللاجئ الفلسطيني، شكلاً من أشكال الحرب ضد الفلسطينيين لإسقاط هذا الملف كما يحاولون إسقاط ملف القدس من القضية الفلسطينية.
وشدد الغرة، أن الشعب الفلسطيني أمام تحدي كبير إما أن يقف الكل الفلسطيني في مواجهة مخططات الاحتلال "الإسرائيلي" وإما أن نفشل في الحفاظ على ملفات القضية الفلسطينية، التي تتساقط واحداً تلوا الأخر.
وكان العشرات من موظفي الوكالة منعوا مدير العمليات، ماتياس شمالي من الخروج من مكتبه أمس، احتجاجا على سياسة التقليصات ووقف وظائف العاملين، إلا أنه تمكن اليوم الخروج من مكتبه، بحماية من مرافقيه، وأمن "الأونروا" العامل في غزة.
ومن الجدير ذكره أن اتحاد موظفي وكالة الغوث حذر، من أن تقليصات تطال وقف رواتب آلاف من الموظفين في كافة المناطق، ووقف كامل المساعدات المقدمة للاجئين.
وأوضح الاتحاد أن شمالي أبلغ أعضاء الاتحاد بأنه سيتم توزيع رسائل على الموظفين العاملين على بند الطوارئ الأربعاء المقبل بالاستغناء عن (13%) منهم فورا، و(57%) دوام جزئي والباقي سيتم توزيعهم على البرامج.