الجمعة 29-11-2024

ما هي سيناريوهات التعامل مع أول سفينة من غزة لكسر الحصار؟

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

ما هي سيناريوهات التعامل مع أول سفينة من غزة لكسر الحصار؟

تنطلق صباح الثلاثاء، أول رحلة بحرية من ميناء غزة إلى العالم بهدف كسر الحصار الإسرائيلي يقودها مرضى وطلاب وخريجون، كاسرة القالب التقليدي لكسر حصار غزة المتواصل منذ عام 2007، والذي اعتاد العالم عليه بتسيير سفن لكسره من خارج غزة إليها.
ويتزامن انطلاق الرحلة البحرية مع الذكرى الثامنة لمجزرة سفينة مرمرة التركية التي ارتكبتها بحرية الاحتلال في المياه الإقليمية قبالة قطاع غزة في 29 مايو 2010، والتي أدت لاستشهاد عشرة متضامنين أتراك جاؤوا لرفع الحصار عن غزة.
وتؤكد الهيئة العليا لكسر الحصار عن غزة أن الرحلة "تحمل أحلام الشعب الفلسطيني وتطلعه إلى الحرية والاستقلال، وتحمل معه أحلام إنهاء الحصار والظلم لغزة وخروجها من عزلتها وإجبار الاحتلال على إنهاء معاناة 2 مليون إنسان، كما أنها تأتي تطبيقًا لكل معايير حقوق الإنسان التي تكفل حرية التنقل والسفر".
وسيكون شاطئ غزة أو المياه الإقليمية داخل عمق البحر المتوسط على موعد مع العديد من السيناريوهات مع أو قبل انطلاق هذه السفن، بعضها "سيناريوهات قوية إيجابية تتمثل في الكشف عن طرق جديدة في مسيرة العودة، وأخرى قاتمة تتمثل في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي السفينة".
ويقول عضو هيئة كسر الحصار المنظمة لرحلة المسيرة علاء البطة لوكالة "صفا": "إن الرحلة ستكون عبارة عن سفينة صغيرة تحمل بضع عشرات من الحالات الإنسانية التي تحتاج للسفر، من المرضى والطلاب والخريجين، وتحمل رسالة بطابع إنساني بحت".
ويصف البطة الرحلة بأنها "حراك مدني كالحراك المستمر للمدنيين في غزة على حدود القطاع مع أراضي الـ48 المطالب بحق العودة ورفع الحصار".
ويتمنى أن "تغلب لغة العقل ويتم السماح للسفينة بالإبحار والاستمرار في مسيرتها كونها تحمل حالات إنسانية، وأن يتم التعامل معها كحراك مدني سلمي"، مؤكدًا أنه تم التواصل مع عدة جهات دولية وإبداء الاستعداد لاطلاعها على حمولتها قبل الإبحار.
ومع مخاوف البطة من استهداف السفينة، إلا أنه يشدد على أن الرسالة من انطلاق السفينة ستصل للعالم، "وهي أن على المجتمع الدولي للتحرك لكسر حصار غزة، وأننا نعاني من آخر احتلال في العالم، ويجب العمل على إنهائه كما تضمن ذلك القوانين والأعراف الدولية".
"ستحمل حقيقتيْن"
وقبل نحو أسبوع وتحديدًا الأربعاء الماضي، استهدفت طائرات الاحتلال سفينتين لكسر الحصار كانتا ترسوان داخل حوض الميناء بغزة، ما أدى لاشتعال النيران فيهما، وهي قد تكون رسالة مبكرة من الاحتلال لمنظمي الرحلة "باستهدافها لا محالة"، كما يقول المحلل السياسي هاني حبيب.

ويؤكد حبيب في حديثه لوكالة "صفا"، أن هذه الرحلة ستتميز في كونها محاولة تكشف عن طريقة جديدة في مسيرات العودة الكبرى التي من ضمن أهدافها الاّنية كسر حصار غزة، وتضرب في نفس الوقت بعرض الحائط الشعار التقليدي بأن حصار غزة يتم كسره من الخارج عبر تسيير سفن من العالم إلى القطاع.
ويضيف أن هذه الرحلة ستحمل حقيقتيْن للعالم: "أولهما استمرار تمسك أبناء الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة وعلى رأسها حق العودة والعيش بكرامة، وثانيًا حقيقة للمجتمع الدولي بأنه من يتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار هذا الحصار والتحرك من أجل كسره".
وعن نجاح هذه الرحلة، يعتبر المحلل السياسي أنه يكمن في الإقدام والنوايا الأساسية والرسالة التي يحملها المنظمون، والتي تتمثل في فعالية وتأثير هذه المبادرة في العالم الحر والحراك الدولي تجاه كسر الحصار عن غزة.
وتسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة بازدياد نسبة الفقر بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى نحو 50%، في وقت ارتفعت أعداد الخريجين العاطلين عن العمل إلى 150 ألفًا.
وتنتظر غزة أسطول حرية جديد انطلقت سفنه في 15 مايو الجاري من الدنمارك، والتي تواصل إبحارها لشهرين وصولًا للقطاع نهاية يوليو المقبل.
فرضية الاستهداف
ورغم أن حبيب "يجزم" بأن "اسرائيل" ستستهدف السفينة التي ستبحر من غزة لا محالة، إلا أنه يرى في نفس الوقت أنها ستعمل لهذه الخطوة ألف حساب، خاصة وأن استهدافها سيؤجج العالم تجاه الاحتلال ويزيد من حركة التضامن العالمية تجاه غزة.
وعن سيناريو الإبحار يقول: "أتوقع الاحتمال الأكبر وهو ضرب هذه السفينة وبعض المراكب قبل الإبحار في المناطق الساحلية المتاخمة لقوات بحرية الاحتلال، وحتى إذا تم سيرها فستعترضها هذه القوات داخل البحر وتمنعها من الإبحار للخارج".
ويضيف "لا أستبعد سقوط شهداء أو اعتقالات، فكل الاحتمالات مع هذا الاحتلال واردة دون استثناء، حتى لو كان على متنها مرضى"، مستحضرًا مجزرة قوات بحرية الاحتلال التي ارتكبت بحق متضامني سفن كسر الحصار وعلى رأسها مجزرة سفينة "ما في مرمرة" التركية عام 2010.
ولكن حبيب يؤكد أنه وفي الحالتين فإن الرسالة من هذه الرحلة ستكون وصلت للعالم الذي سيكون شاهدًا على إجرام "اسرائيل" وبالتالي فإنه لا داعي لإرسال نشطاء جدد من المؤكد أنهم سيكونون ضحايا لإرهاب "اسرائيل".

انشر المقال على: