مصالح أميركا وإسرائيل أكبر
من علاقات أوباما ونتنياهو!
يبدو أن أسبوعًا واحدًا فقط كان كافيًا لإثبات أن احتمال أن ينتقم الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال ولايته الثانية من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بسبب تأييد الأخير منافسه الجمهوري، ضئيل للغاية.
ومثلما شدّد أكثر من محلل، من المستحيل أن تملي خصومة شخصية اتجاهات السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، كما أن تحالف المصالح الإستراتيجية بين أميركا وإسرائيل أكبر وأهم من علاقات زعيميهما.
وفي ما يتعلق باستئناف العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، فإن موضوعات مثل الملف النووي الإيراني، والحرب الأهلية في سوريا، والعلاقات الشائكة للولايات المتحدة مع روسيا والصين، تبدو حاليًا ملحة أكثر، وهي التي ستحتل صدارة جدول أعمال الرئيس الأميركي الجديد - القديم.
مع ذلك، لا بُد من متابعة كيف ستؤثر نتائج الانتخابات الأميركية في مستقبل العلاقة بين إسرائيل والجالية اليهودية في الولايات المتحدة. فقد أظهرت تلك النتائج أن 70 % من أبناء هذه الجالية صوتوا للحزب الديموقراطي ومرشحه، وأن الباقين الذين صوتوا للحزب الجمهوري ومرشحه محسوبون على المعسكر اليميني، وبالتالي فإن مصلحتهم في أن ينجح اليمين الإسرائيلي في العودة إلى سدة السلطة في الانتخابات القريبة (في 22/1/2013) أصبحت الآن مضاعفة، ولو في سبيل تعويض الخسارة التي منوا بها في انتخابات بلدهم.
ومن الأسرار المفضوحة أن اليمين اليهودي الأميركي يقف وراء الكثير من "النجاحات" التي أحرزها اليمين الإسرائيلي، ولا سيما في مجال نزع الشرعية السياسية عما يسمى بـ "اليسار الصهيوني".
وأشار أحد أساتذة قسم الإعلام في جامعة "بن - غوريون" إلى أن استطلاعًا للرأي أجراه بين طلبته بيّن أن معظمهم يعتبر الساسة اليمينيين أكثر وطنية من الساسة المنضوين تحت كنف معسكر الوسط - اليسار. وبرأيه يدل هذا الأمر، في ما يدل، على أن الذي يتمسك بمطلب استمرار بقاء المستوطنات في الأراضي المحتلة خاضعة للسيادة الإسرائيلية، مع ما يعنيه ذلك من إمكان أن يؤدي إلى نشوء دولة ثنائية القومية، هو في نظر هؤلاء الطلبة أكثر صهيونية من جميع القلقين على الطابع الديموقراطي للدولة.
وتنعكس مثل هذه السيرورة أيضًا على الحراك الحزبي عشية الانتخابات العامة القريبة، حيث برز أخيرًا جنوح كل من يحيموفيتش زعيمة حزب العمل، ولبيد زعيم حزب "يوجد مستقبل" الجديد، نحو اليمين. فقد أعلنت الأولى أن حزبها لم يكن يومًا يساريًا، واقترح الثاني التشدّد في المفاوضات مع الفلسطينيين لدفعهم نحو التنازل عن القدس الشرقية "مثلما تنازل محمود عباس عن حق العودة"!