لأول مرة.. "إسرائيل" تزعم تدميرها مفاعل نووي سوري عام 2007
زعم جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، مسؤوليته عن غارة جوية استهدفت منشأة في شرق الأراضي السورية، يقول أنها كانت "مفاعلًا نوويًا"، بدأت دمشق بتطويره سرًا، وذلك في العام 2007.
وكانت طائرات العدو قد شنت في فجر السادس من أيلول/سبتمبر عام 2007، غارة على الأراضي السورية، في محافظة دير الزور، في منطقة صحراوية ومهجورة، واتهمت سوريا آنذاك جيش الاحتلال بشن الغارة، محتفظةً بحقّ الرد في أيّ وقت يناسبها، فيما قالت أنّ الغارة لم تلحق أضرارًا ماديّة أو بشرية.
جاءت الاتهامات لسوريا آنذاك ببناء مفاعٍ نووي بدعمٍ من "كوريا الشمالية"، والذي نفته العاصمة دمشق منذ اللحظات الأولى، وأكدت أنّ القصف استهدف قاعدة عسكرية مهجورة في منطقة "الكُبر" بمحافظة دير الزور.
وكشف جيش الاحتلال النقاب، فجر اليوم الأربعاء 21 آذار/مارس 2018، عن مزاعمه، بأنّ مقاتلاته الحربية شنّت الغارة، بعد أن رفض التعليق على الاتهام السوري ذلك الوقت، حيث سمحت "تل أبيب" بنشر وثائقٍ سريّة تتعلّق بالغارة.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال، أنه "تم الكشف عن ضرب مفاعل نووي في مراحل البناء في سوريا، والعملية تمت بواسطة مقاتلات حربية بعد جهود استخباراتية وعملياتية معقدة ومتواصلة" زاعمًا أنّ "إسرائيل أزالت تهديدًا نوويًا، عليها وعلى المنطقة كلها".
وأضاف "أثمرت جهود استخبارية حثيثة بدأت في نهاية عام 2004 وتضمنت تعاون مع جهات أمنية مقابلة عن معلومات بالغة الأهمية أدت الى ضربة جوية دقيقة. الجيش قام بالاستعدادات لضرب المفاعل بشكل دقيق ونوعي بالاضافة الى الاستعداد لسيناريوهات تدهور أمني وتصعيد محتمليْن".
من جانبه، قال رئيس الاركان الصهيوني، غادي أيزنكوت الذي كان آنذاك قائد المنطقة الشمالية العسكرية: "الرسالة من ضرب المفاعل في العام 2007 هي، أنّ إسرائيل لن تتسامح مع بناء قدرات تشكل تهديدًا وجوديًا عليها" مضيفًا "كانت هذه الرسالة عام 2007 وهذه هي الرسالة لاعدائنا في المستقبل القريب والبعيد".
وتأتي المزاعم "الإسرائيلية" الجديدة، وتحذيرات قادتها، في ظلّ حديثها المتواصل عن أخطارٍ جديدة تعزّزها إيران في سوريا، بزعم وجود قواعد عسكرية إيرانيّة ومفاعلاتٍ تعمل عليها إيران في الأراضي السورية، فيما تواصل تحريضها المتواصل ضد الاتفاق النووي مع إيران.
ويعتبر هذا الاعتراف تهديدا لإيران، العدو الأول لكيان الاحتلال "الإسرائيلي".
من جهته، قال وزير الحرب "الإسرائيلية"، أفيغدور ليبرمان، إن على المنطقة بأكملها استيعاب الدرس من هذه الضربة.
كما أشار ليبرمان في بيان إلى أن "الدوافع لدى أعدائنا تنامت في السنوات الأخيرة ولكن قدرة قوات الدفاع الإسرائيلية تنامت أيضاً"، مؤكداً أن "الكل في الشرق الأوسط سيعمل جيداً لاستيعاب هذه المعادلة".
والجدير بالذكر أن قصف جيش الاحتلال للمنشأة النووية السورية "المزعومة" ، ليس الأول من نوعه إذ كان دمر عام 1981 مفاعل تموز في العراق، على الرغم من معارضة واشنطن حينها لمثل هذه الخطوة.
وتتضمن الوثائق التي رفعت "إسرائيل" السرية عنها وقامت بتوزيعها على وسائل الإعلام، مشاهد من عملية القصف الجوي، ومقطع فيديو لقائد العملية غادي أيزنكوت، يتحدث فيه عن تفاصيل الهجوم، إضافة إلى صور لبيانات سرية عن المنشأة السورية جمعتها استخبارات جيش الاحتلال.
الولايات المتحدة بدورها كانت أكدت عام 2008 أن الغارة المجهولة على المنشأة السرية شنتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، وزعمت في الوقت ذاته أن الموقع المستهدف كان "مفاعلًا نوويًا" سريًا قيد الإنشاء.
دمشق نفت تلك الاتهامات، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في عام 2011 إنه "من المحتمل جدًا" أن تكون جدران موقع "الكبر" قد أخفت مفاعلًا نوويًا يجري بناؤه بمساعدة من كوريا الشمالية.