السبت 23-11-2024

شهر زاد لا زالت تروي في اليوم السابع

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

شهر زاد لا زالت تروي في اليوم السابع
القدس: 9-11-2017 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس كتاب "شهرزاد ما زالت تروي" للأديب الفلسطيني فراس حج محمد، تقديم الدكتورة هيفاء الآغا وزيرة شؤون المرأة الفلسطينيّة، ويقع الكتاب الصادر عام 2017 عن دار الرقمية في 230 صفحة من الحجم الكبير.
بدأ الحديث مديرة الندوة ديمة جمعة السمان فقالت:
شهرزاد لا زالت تروي.. والشاعر "فراس حج محمد" ينصت بإمعان ويحلل بوعي وإخلاص الصّديق الطيّب:
مجموعة منتقاة من المقالات كشفت عن وجه المرأة الحقيقي الإنساني، الذي غُيّب بفعل الواقع الذّكوري الذي أبى أن يتعامل معها ككيان بل كأنثى.
باقة مختارة بعناية من المقالات أعادت للمرأة ثوبها الإنساني الحقيقي، الذي يليق بها وبعطائها وإبداعها وحكمتها وذكائها وقدرتها، على أن تكون الند للرجل بكفاءة ورقي الانسان الواعي، الذي يثبت نفسه بفكره وزنته الدقيقة للواقع الذي يحياه بحلوه ومرّه.
مجموعة من المقالات واللقاءات والنصوص الابداعية المتنوعة جمعها الشاعر فراس الحج محمد بانتقاء شديد.. شممت فيه رائحة اعتذارغير مباشر للمرأة.. وكأنه أراد أن يقول أن هناك من لا زال يستمع للمرأة بأذن واعية تقدر جهودها وكفاءتها وقدرتها التي لا حدود لها.
افتتح فراس الحج محمد كتابه بمقالة تحمل عنوانا لافتا: (كلنا يحتاجك يا شهرزاد). ويرمز هنا إلى نموذج المرأة الاستثنائية، التي لها قدرة أن تأخذ الدور القيادي بامتياز وتتحمل مسؤولية مجتمع يحتاج إليها وإلى وجودها، تماما كما فعلت (شهرزاد) حيث نجحت أن تنقذ بنات جنسها وعائلاتهن من جبروت وعقد شهريار النفسية بذكائها وحكمتها ورزانة عقلها، فردته إلى رشده وصوابه، وعاد مجتمعها يشعر بالاستقرار والأمن والأمان بفضل مبادرتها التي كان من الممكن أن تفقدها حياتها، استعدت شهرزاد أن تكون قربان فداء لجميع النساء. ويتساءل هنا الكاتب: لماذا نرتد إلى موروثات قديمة؛ لنناجيها وعندنا المرأة العصرية التي حققت كثيرا من الانجازات، وتخلصت من أوهام الماضي، ذلك الماضي الذي صنعته عقول متمرسة في التخلف والعصبية. ومتى سيفهم الجميع أن المرأة لن تكون دون رجل، وبأنه لا حياة لرجل دون امرأة توجهه وترعاه، وتكون له معلمة وأمّا وأبا وزوجة وحبيبة. فالمرأة هي كل هذا، لذلك لا غنى للبشرية عن هذا النموذج الرائع من المرأة، فهي كل المجتمع لا نصفه .
قسم الكاتب مختاراته الى ثلاثة فصول: حمل الأول اسم "المرأة وضرورة الحضور الانساني"، ضم سبعة عناوين، جميعها تؤكد على أن الحياة لا تحلو دون المرأة، فهي التي تعطيك الدافعية لتكون متميزا، فاعزف لحنها، واغرف من فيض رحيقها، لعلك ترضى.
كما أنه عرّج على مقاييس الجمال الأنثوي قديما وحديثا، فالجمال نسبي، واختلفت الانسانية في حكمها على الجمال مع مرور الزمن. وقد قصد الجمال بشقيه الجسدي والنفسي الأخلاقي الروحي.
وفي مقالة تحدث فيها عن واقع المرأة العربية قبل الاسلام، ذكر الكاتب بأن المرأة كانت تؤدي وظائف اجتماعية وتربوية واقتصادية وسياسية على درجة من الأهمية، فلم تكن مجرد متاع تباع وتشترى. فقد شكلت المرأة في العهد الجاهلي عنصرا إيجابيا ومحور حياة، فقد كانت كيانا وجوديا محترما، لها رأيها السّياسي والاجتماعي، ولها ثروتها الاقتصادية تساهم في المجتمع وتعمل فيه، تتمتع بالحقوق التي منحها اياها المجتمع.
الكاتب يرى أنه لا يمكن أن تحتل المرأة تلك المكانة في الشعر الجاهلي، ونظل ندّعي أنها مهانة. فهي التي تربعت على عرش المعلقات.
أما بيع المرأة وشرائها في أسواق النخاسة في العصر الجاهلي، فقد كانت من تبعات نظام الرّق المعمول به آنذاك، والذي لم يفرّق بين الرجل والمرأة. أمّا حرمان المرأة من الميراث فقد كان اجراء عمليا لئلا تنتقل ثروة القبيلة إلى القبيلة الأخرى.
ويؤكد الكاتب أننا إذا أردنا تغيير وضع المرأة في أي مجتمع فلا بد أن نغير في الفكرة التي يقوم عليها هذا المجتمع. كما يؤكد بأن سوق الرقيق يعود من جديد، وبأن الحضارة الحديثة لم تحرر الانسان بل استعبدته، لأنها حررت البشرية من القيم الانسانية، فهي منحطة وتبعد كل البعد عن الرقي، عادت تعيش العبودية بمفهوم جديد، فقد حولت الانسان إلى عبد لشهواته وأفقدته إنسانيته حتى أن بعض الحيوانات تخجل من سلوكيات هؤلاء. فالأمر ليس مقتصرا على المرأة بل على الرجل أيضا.
وينهي الكاتب الفصل الأول بمقال استوقفني كثيرا.. فيبدو أنه لم يستطع أن يخلع ثوبه التربوي كمشرف تربوي يعمل في وزارة التربية والتعليم العالي، حيث يحذر "الكاتب التربوي" الوالدين من أن يقتصر دورهما على الحراسة الليلية، وعلى تسمين أبنائهم وكسوتهم على حساب تربيتهم، فالطفل يحتاج إلى تربية، يحتاج إلى أن نغرس فيه مجموعة من قيم الحوار والحرية والكرامة والصبر والتطلع نحو المعالي، والارتباط بأعالي القمم والخروج من قماقم الخرافات والتوافه، يحتاج أن نحتضنه بالمحبة والحنان والتفهم، فلا شك أننا قصرنا، ويطالب الجميع بالصحوة من كابوس سيقض مضاجع أمّة بأكملها.
أمّا الفصل الثاني من الكتاب، فقد حمل اسم " الأدب بروح المرأة"، تحدث من خلال مقالات عدة تناولت منتوج باقة من الأديبات. وهنا يؤكد الكاتب أن ملاحظاته لا تنقص من أهمية ما أنتجنه من أدب، وأنه ليس أكثر من وجهة نظر للقارىء والناقد.
وفد أعجبتني الزاوية التي تناول الكاتب من خلالها المرأة وكتاباتها، فقد كان نقده موضوعيا، راقيا ، مهنيا، بعيدا عن عنصرية الرجل التي طالما عانت منها المرأة، خاصة الشرقية.
لقد مثل كتاب ( في قلب هذا الكتاب أعيش) للمؤلفتين بيسان شتية وأسيل ريدي نموذجا للكتابة الحرة على مستوي اللغة (لغة عامية) وعلى المجتمع، حيث جاءت كتابة حرة تجسد النفس الانسانية عامة، وليس الانثوية فقط. حرية ممنوحة لكل شخص، يكتب ما يشاء ليعبر عن نفسه كما يحلو له دون الشعور بأي رقابة سوى قناعاته الشخصية، حتى لو كان كتابا رديئا. وهنا يثير الكاتب جدلا، فالحرية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين! وتبقى وجهة نظر تستحق النقاش مطولا بعمق. فالكتابة الفيسبوكية هل هي نعمة أم نقمة؟ حيث كانت الباب الذي تسربت منه شتى الكتابات، فمنها الغث ومنها السمين، وقد كان هذا الباب هم المحفز للكتاب، وخاصة الشباب منهم.
كما تناول الكاتب في مقال حمل عنوان: " هوامش على كتاب حليب أسود للكاتبة إليف شفاق"، التي اختارت أن تدعى باسم أمها. انتسبت لأمّها لأنها كرهت ديكتاتورية أبيها.
هنا يؤكد الكاتب أنه تعلم من كتابات "اليف شفاق" الكثير، فكتاباتها عميقة تحمل مضامين فلسفية، بأسلوب غير مباشر، علمته أن يكون "أمّا" حانية على أبنائه، وهو الذي يضيق ذرعا بمشاكساتهم التي تحرمه من الشعور بحالة من الهدوء، وبالتالي تقمع قلمه.
وتحدث عن الشاعرة آمال رضوان من خلال مقال تحدث فيه عن نشاطها وحضورها القوي والبارز في المشهد الثقافي، عبر المواقع الأدبية الالكترونية الرّصينة ومتون الصحف والمجلات العربية.
كما كان له قراءة نقديّة في ديوان "ترانيم على وتر الألم" للشاعرة إيمان بدران، حيث استعرضه شكليا ومعنويا، وأشاد ببعض مواضيع ديوانها وتجوالها في حدائق الذات ودخولها ساحات المقاومة، ولكنه قدم نقدا غير خجول بأن الديوان يعاني من ضعف في الرتابة الموسيقية، تمثلت في إخلالات الوزن والقافية، وضعف في البناء اللغوي والنحوي، وكثرة في الأخطاء الاملائية والمطبعيّة.
كما كان له وقفة مع ديوان " شامة بيضاء" للكاتبة إيمان زيّاد، حيث اعتبر الكاتب أن نصوصها بلغت مستوى عاليا من الشّعرِية الشفيفة. والملاحظ هنا أنها لم تعنون قصائدها، بل اكتفت بإعطاء كل نص من نصوصها رقما، ما جعلها تثبّت هذه الجملة في الفهرس: " ثمة حزن بين أرقام... وفرح". وقد ضم الديوان ثلاث قضايا رئيسة: أوّلها قضايا تمس الذات الأنثوية، وثانيهما قضايا عامة تعيشها المرأة في المجتمع، وثالثها تتطرق إلى حال السياسة بشكل عام. وهذا يدل على أن المرأة تنوع في كتاباتها، مما يعكس تنوعا في أفكارها بقالب فني يوصف بالابداعي.
أمّا الشاعرة إيمان مصاروة، فقد كتب عنها الكاتب متمنيا لها شأنا كبيرا في الساحتين العربية والفلسطينية، وربما العالمية، ولكنه أكد على أنها تحتاج إلى بذل جهد مضاعف على المستوى الفني.
وضمّ الفصل الثاني من الكتاب أيضا رسالة وجهها إلى التربوية الصحفية والكاتبة حنان باكير، والتي عرفت بأنها ناشطة في مجال تدوين الذاكرة الفلسطينية، حيث برعت في ذلك. كان عنوان الرسالة: " إلى أمّي حنان باكير تحية عطرة بفلسطين بدماء شهدائها، ورحيق جراحها النازفات. وجه من خلالها نقدا لاذعا للساسة المستصغرين الباهتين السائمين تجتر علكتها بين فكين تسوست من كثرة الفساد ونواخر السوس الوطنية.
وقد تناول الكاتب أيضا فنّ الاندماجية الذاتية وأثرها في تركيبة النص من خلال التطرق إلى ديوان " أمشي على حروف ميّتة" للشاعرة الإيرانيّة ساناز داودازاده فر، إذ جاء بدون عناوين فرعية أو إشارات توحي بالانتقال بين نص وآخر. ولعل هذه التجربة في إخراج النّص بهذا الشكل تفرضه طبيعة النصوص المنبثقة من رؤية خاصة ذات تجربة واحدة. وما يميز النصوص، أنه عند قراءة النص تشعر أنه يحدثك وأنت جالس بقربه، يحدثك بهدوء كما لو أن العالم يصغي باهتمام منقطع النظير.
ترى، متى تصبح المرأة حادّة كنصل؟ جاء الجواب في مقال ضمّه إلى المجموعة المنتقاة، حيث كتب عن كتاب " زهرة في حوض الرّب" للكاتبة " سعاد المحتسب، الذي فتح أوجاعا حادة تعاني منها، فهي أم فقدت صغيرها بعد صراعه مع مرض السرطان، ومعاناتها كامرأة فقدت رجلين: الحبيب الراحل والأب البعيد. كما أن نصوصها تطرقت إلى النظرة الذكورية والتسلط الأبوي في المجتمع.
نصوص إن دلت على شيء، فإنما تدل على أنها امرأة لن تنكسر أبدا مهما تكالبت عليها الأوجاع، بل سيجعل ذلك منها امرأة حادة كنصل، وستأبى أن تحولها الفصول إلى غبار.
أمّا عن قصة خبز الفداء للأديبة الراحلة سميرة عزام، فقد كتب عنها مقالة بعنوان:( خبز الفداء وسر الحياة بعد الموت) فالكاتبة – بذكاء- اعتمدت من خلال عنوانها على الدلالة الدينية المسيحية للخبز الذي هو رمز للحياة في الديانة المسيحية، من خلال بطلة قصتها سعاد التي بدت غير عادية، وبدت أشبه بالاسطورة، وأعطتها سمات المسيح في فدائه غيره بجسده ودمائه.
وقد أكّد الكاتب من خلال مقال كتبه عن المجموعة القصصية القصيرة جدا " جريمة نصف زرقاء" للكاتبة صابرين فرعون بأن الكاتبة حققت أناقتها الخاصة التعبيرية على شتى المستويات، الفكرة واللغة والعناصر، فأعادت الألق لهذا الفن الذي يراه الكاتب غير مجد بالحياة.
وقد كان للكاتبة صونيا عامر حصة في مجموعة الكاتب أيضا، حيث ألقى الضوء على دواوينها الثلاثة التي تُظهر اهتمام الكاتبة بقضايا الآخرين، تفكر بما يفكرون، تتفاعل معهم، فلا تبدو وحيدة أو منعزلة. أتقنت وصف الشعور الانساني، عندما يتأرجح بين الفرح والذّهول.
أمّا الشّاعرة الشابة عبلة جابر التي ترتاد ندوة الخليل الثقافية، والتي مثلت فلسطين في مسابقة " أمير الشعراء" على مستوى الوطن العربي، فقد أكد الكاتب أنها ستظل على مرمى الحلم والأمل، ففلسطين والعروبة والانسانية تحتاج إلى شاعرة لها هذا النفس المتحدي القابض على الجمر.
وانتقل الكاتب من كتابات عبلة جابر إلى قصة عبلة الفاري " مجنون حيفا"، حيث أبرزت الكاتبة من خلالها مأساة شعب بأكمله، وراعت بذكاء عدم السقوط في فخ المباشرة والتقليدية في الطرح. كما أكدت الكاتبة على أهمية الاعتكاف في محاريب العلم والابداع، فالموهبة وحدها لا تكفي.
وقد وصف الكاتب رواية " الخطيئة المغفورة" للكاتبة عبير عودة بأنها أقرب إلى الخاطرة منها إلى الرواية، فالرواية ليست مجرد حكايات عاطفية ونصب مناحات استدرارا لعطف القاريء أو دغدغة مشاعر الموجوعين دون أن يكون هناك دهشة الهندسة الروائية أو فلسفة ورؤيا أبعد من لغة جميلة وحكايات واقعية عن شهداء يرتقون إلى العلا، كلما حان موعد لوجبة دم احتلالية دسمة.
أمّا الراحلة الشاعرة فدوى طوقان، فقد خصّص لها جزءا كبيرا من كتابه، فقد قام بتحليل لبعض قصائدها التي تحدّثت عن الحزن والهم الذاتي، وعن هدم الاحتلال لبيوت المواطنين الفلسطينيين، وعن السّجن وآلامه، وعن الحرية، والتّصفية الجسدية، والانتفاضة الفلسطينية.
وما فاجأني أن فيروز الفنانة اللبنانية ذات الصّوت المخملي كانت حاضرة في الكتاب كحالة إنسانية دائمة الهطول في نهارات بني الانسان، مثقفين وكتابٍ وموظفين وطلابٍ وعشاقِ وصوفيين ودينيين ولا دينيين، ستظل فيروز تشدو تغازل أرواحنا المجهدة، فتستند الحياة صلبة، وتشد عزيمتها، فلا يتوقف نبضها عميقا حساسا مجبول بأناتنا المتعبة التي نحن إلى راحتها بين يدي حبيبة نستحضرها في الصوت واللحن ومكامن البوح من صاحبات فيروز، لنرى كل شيء كأنه هناك، وهنا لا محالة، تعانق شيئا من ذكريات وأمنيات يتقاذفها الوقت وفنجان القهوة الدافىء.
أمّا الشاعرة الجزائرية ليلى رابح فقد أكد الكاتب على أنها صاحبة موهبة، من خلال مجموعتها القصصية الأولى التي حملت عنوان ظل امرأة في ظل رجل، وأن القصص التي ضمتها المجموعة هي بذور أعمال قصصية ناجحة، ولكن قد تكون أكثر نضجا لو عملت الكاتبة على تفجير ما في هذه القصص من إمكانيات موضوعية وإشكالية وأسلوبية لنتوصل إلى ما يشبه الدراما المسرحية، ولو عملت الكاتبة على تثوير ما في القصة من مناطق إبداع كامنة، ليظهر ذلك في عمل جديد مرسوم بعناية، فسيكون أمرا محسوبا للكاتبة في أعمالها الأدبية القادمة.
مايا أبو الحيات كانت حاضرة ضمن المجموعة المختارة من خلال قصة ( وليد 2020) باللغتين العربية والانجليزية. النص يناقش فكرة هامة جدا بأسلوب بسيط وسلس وممتع، ويركز على قيم تربوية وتعليمية نحن في أمس الحاجة لترسيخها في وعي الاجيال الجديدة بعيدا عن أسلوب الوعظ والارشاد المباشر. إلا أن القصص اكتفت بما هو واقعي، حيث كانت نهاياتها حادة ومفتوحة على الموت، وكان يلزمها التفكير بأمل يُصنع في تلك النصوص، حتى تساعد الناس على البقاء والعيش بتفاؤل.
وقد حضرت أيضا الشاعرة نازك الملائكي، من خلال قصيدتين ((دعوة إلى الحياة)) و((قيس وليلى)) ، والمعروف أن الشاعرة تركت بصمة في التاريخ الأدبي والثقافي العربي، وأصدرت ما يزيد عن عشرة كتب بين الشعر والدراسة.
الكاتبة في نصوصها دوما تنتصر للمرأة ولا تهاجم الرجل. بل يكونان جنبا إلى جنب في أيقونة الحياة.. تمثل كتاباتها اتزانا على حد العلاقة بين الجنسين.
أمّا الكاتبة المصرية الدكتورة نهلة زيدان الجوراني فتطرح سؤالا جدليا فلسفيا في غاية الأهمية: هل يمكن للكتابة أن تغير وجه العالم؟ لا شك أن القناعة التي تتفرس في رؤيا الكاتب البصيرية كفيلة بالدفاع عن هذا الظن. بأنّه ثمة ما يدفع الكاتب لاختيار موقف ما يكون حريصاعلى إيصاله للقارىء، متوخيا بكل ما أوتي من حرارة فكرية وفنية أن يتخذ القارىء القناعة نفسها. إنه أمل يراود الكتّاب في أن تصلح كتبهم وجه العالم المغضن بالشرور والآلام.
وينهي الكاتب الفصل الثاني بكتاب " برد دافىء) للكاتبة وفاء إبريوش، حيث يعتقد أنها كتبت بعين المرأة وبروح الأنثى ما تعانيه المرأة وما تحسه، وبأن الكلمات تقفز على الوجع لنتخطاه، ولكننا نغرق فيه ونحس وخزه في كل جسد، وفي كل روح. وقد أكد على أن كتاباتها مثالا للكتابة النسوية الملتزمة التي تشبع الفكر والعقل وتهذب المشاعر وتنميها وترعاها بحسن الرعاية.
أّمّا الفصل الثالث فقد خصصه لكل ما كتبه عن الأديبتين فاطمة نزال ومادونا عسكر من مقالات وحوارات أدبية، كشفت عن علاقة تجمعها تحمل كل مودة واحترام وتقدير، خاصة وأن الكاتب هو من شجع الكاتبة نزال على المضي في الكتابة والنشر بعد اكتشاف قدرتها الأدبية على صفحات التواصل الاجتماعي، كما أنه حثها على النشر باسمها الحقيقي بعد أن كانت تنشر تحت اسم مستعار( زهرة البيلسان). والكاتبة فلسطينية تقيم في السعودية، وأمّ لثلاث بنات، خبيرة تجميل، درست علم الاجتماع والترجمة، وتتقن اللغتين العربية والانجليزية، هي تكتب لترتاح، فتكتب القصة القصيرة والقصيرة جدا والشعر والمقالة والخاطرة. منحتها وسائل التواصل الاجتماعي فرصة تجديد موهبتها بعد ركود، لتكتب قصصها وتنشرها في عدد من المواقع الأدبية والصحف العربية.
أمّا الكاتبة مادونا عسكر وهي أديبة لبنانية تعتنق الديانة المسيحية، درست اللغتين العربية والفرنسية، وقد درست علم اللاهوت الذي ساهم في منحها حرية فكرية مسؤول، وساعدها في التعمق أكثر في النفس البشرية، وكيفية تخطيها لذاتها لتصل الى المطلق. ويظهر في كتاباتها البعد الأنساني والروحي، إذ أن محور علم اللاهوت ليس الله وحسب، بل الانسان أيضا. كما درست وتعمقت في وعلم الحديث القرآن الكريم.
والجدير بالذكر أن الكاتب فراس الحج محمد يحفظ معروفها ولن ينساه أبدا، فقد دعمته، ووقفت معه تتحسس ما به من ألم إثر انهزامات عاطفية عنيفة عانى منها بشدة، فكانت تحتمل هذياناته المتتابعة – على حد قوله- دون ملل. وقد عالجت فتاة تعرضت لأزمة عاطفية من خلال جلسات عبر المواقع الاجتماعية، وأنقذتها من محاولة الانتحار.
هكذا يرى الكاتب الصديقة اللطيفة الرقيقة الأديبة مادونا عسكر التي تتصف بالوعي والرقي الانساني بكل معانيه.
في كتابه ( شهرزاد لا زالت تروي) ترك الأديب الشاعر التربوي فراس حج محمد "شهرزاد الحديثة العصرية" تروي بحرية، واستمع إليها جيدا كصديق طيب يكن لها المحبة والتقدير..
بعيدا عن نظرة شهريار، فهو يعترف أن للمرأة العديد من التجارب الانسانية والابداعية التي تستحق أن تسجل. فستظل المرأة مبدعة ما بقيت الحياة، ولن تكون أثاث في البيت. هي لا تحتاج أن تناضل أكثر، فهي ليست في معركة إثبات ونفي، ووجود وعدم.
وينهي الكاتب مجموعته بجملة لو أدركها شهريار لما كان حال المرأة كما هو عليه الآن: "ستظل الحياة ما دامت المرأة تعيش في كياننا وتمنحنا الاتزان لنستطيع الاكتمال."
وقال سامي قرّة:
يقول الكاتب البريطاني فرانسيس بيكون: "نتذوّق بعض الكتب وأخرى نبتلعها، وفقط القليل منها نمضغها ونلتهمها بنهم ثم نهضمها. أي بعض الكتب نقرأ أجزاء منها فقط، وبعضها نقرؤها كلها لكن دون فضول أو اهتمام حقيقي، والقليل منها نقرؤها كاملة بتمعن واجتهاد وعناية". أعتقد أن كتاب شهرزاد ما زالت تروي لمؤلفه الأستاذ فراس حج محمد ينتمي إلى الفئة الثانية من الكتب التي يتحدث عنها بيكون، أي أننا من وجهة نظري نقرأ الكتاب لكن دون اهتمام أو فضول وكأننا في رحلة مملة تفتقر إلى عناصر التّشويق.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، وعدا الفصل الأخير يحتوي الكتاب على مجرد انطباعات ذاتية مكتوبة بشكل اعتباطي، وباقتضاب شديد عن مكانة المرأة العربية في التاريخ العربي القديم والحديث، ويحتوي الفصل الثاني على مقالات نقدية، بعضها يطول وبعضها يقصر، لعدة كاتبات منهن الشاعرات، كاتبات القصّة القصيرة والرّواية (باستثناء فيروز بالطبع) دون أن يبيّن للقارئ سبب اختياره لأولئك الكاتبات دون غيرهن. من وجهة نظري لا يوجد رابط منطقيّ بين الفصل الأوّل والفصل الثاني، وعامة يفتقر الكتاب إلى الوحدة العضويّة.
لا يقدّم الفصل الأول من الكتاب أي جديد، وهو يعجّ بالكليشيهات أو التعابير المبتذلة الفضفاضة التي تشير إلى مكانة المرأة، ويبدو أن اهتمام الكاتب كان منصبّا أكثر على تسليط الضّوء على الشكل الخارجي للمرأة وجمالها، فيما لم يحظ الحديث عن قدرات المرأة العقلية وقوّة شخصيتها سوى القليل. فالمرأة بالنسبة للمؤلف "أيقونة عشق" يتلذذ بجمالها الرجل ابتداء من آدم إلى توفيق الحكيم (ص 16). بل أن المؤلف لا يسميها إمرأة بل يدعوها "أنثى" (ص 17) وهي الكلمة التي تستخدم للدّلالة على الجانب البيولوجي للمرأة وعلى جسدها وعلى خصوبتها. فكلمة "أنثى" تستخدم للدّلالة على المرأة التي تحبل وتلد، كما في الآية الكريمة 45 من سورة النّجم في القرآن الكريم: "وأنّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى". والمسألة نفسها يتطرق إليها الكاتب في مقالته بعنوان "مقاييس الجمال الأنثوي عند العرب" (ص 18) وكيف يتغنّى الشعراء العرب بالجمال الجسدي للمرأة: "امرأة دقيقة الخصر ضامرة البطن غير عظيمة البطن ولا مسترخية، وصدرها براق اللون متلألئ الصّفاء كتلألؤ المرآة" (ص 18). وبحسب الكاتب، "فالشّاعر العربيّ لا يحبّ أن تكون المرأة متلوّهة، تدلق مشاعرها في كل مناسبة، بل يحب المرأة المتزنة التي تعشق بصمت، وتحبّ بكل جوانحها، ولكن دون أن تتردّى في سعير الغرام المفضي لقلة الحياء" (ص 20). أي بكلمات أخرى ممنوع على المرآة أن تعبّر عن حبّها، فعليها أن تكون سلبيّة في عشقها أمام الرّجل، وأن لا يكون لها شخصيّة مساوية لشخصيّة الرّجل على الأقلّ في التّعبير عن الحبّ.
يتحدّث الكاتب عن صورة المرأة في الإعلام (ص 25) وعن التغير الكبير في الأدوار الاجتماعية ما بين الرّجل والمرأة (ص 28). وهو يدّعي – مع شيء من الصّحة في حديثه – بأنّ النظام الرأسمالي والحضارة الحديثة (ص 29) هما المسؤولان عن تغير الدّور التقليدي للمرأة متجاهلا قدرات المرأة الذاتية في تقرير مصيرها، والخيارات التي تقوم بها من أجل تحسين أوضاع حياتها، وتحقيق ذاتها والتأقلم مع واقعها.
يشير عنوان الرّواية إلى شخصية شهرزاد، وهي آخر جواري الملك شهريار في حكايات ألف ليلة وليلة. كانت شهرزاد شديدة الذّكاء والبراعة المطلقة في تأليف القصص، وكانت تروي لشهريار الملك حكايات مسلسلة حتى ينتهي الليل، وكانت شهرزاد تروي القصص على أجزاء مترابطة حتى تضمن عدم قتلها. لم ينجح الأستاذ فراس حج محمد في تسليط الضوء على دلالة شخصية شهرزاد وأهمّيتها، كما فشل تماما في توضيح العلاقة بين شهرزاد والكاتبات والمطربة اللواتي يتحدث عنهنّ في كتابه. يفتخر المؤلف بفكر ودهاء ومكر شهرزاد (14) وهو بذلك يشدّد على الصورة النّمطية للمرأة، أنّها ماكرة وداهية يتوجب الحذر منها – تمامّا كما فعلت حواء بدهائها ومكرها، وأقنعت آدم من أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر حتى هلك – ويغفل الدّور الهامّ الذي تؤدّيه شهرزاد. نعم، شهرزاد مفكرة، لكنها ليست داهية وليست ماكرة. هي ذكية وتتمتّع بخيال خصب يساعدها في سرد القصص المثيرة. فهي حكواتية من الطراز الأول. فهي ليست شخصية خيالية فحسب، بل هي أيضا أداة أدبية لسرد الحكايات والمغامرات والدروس الأخلاقية والعبر، التي يحبها الكبار والصغار على حد سواء.
إضافة إلى قدرة شهرزاد على السرد الروائي الذي أثّر بدرجة كبيرة على شهريار، وجعله يغّير من فكره تجاه المرأة ويتزوج شهرزاد، تتمتع شهرزاد بقوة شخصية واستقلالية تُمكّنها من اتخاذ قرارها بنفسها وعدم الانصياع إلى أمر أبيها بالتراجع عن رغبتها في الذهاب إلى بلاط شهريار الملك. فشهرزاد وضعت اللبنة الأولى لاستقلالية المرأة وحرية قرارها ورأيها. لا يبيّن الأستاذ فراس حج محمد هذا الجانب الهامّ من شخصية شهرزاد في كتابه. فالقصد من وراء كتابه على ما أظن هو أن الكاتبات العربيات في المجتمع العربي يؤدّين نفس الدور الذي تؤديه شهرزاد، أي عن طريق الكتابة وعن طريق الأدب يمكن للمرأة تحرير ذاتها وإنقاذ نفسها من جبروت الرجل، بل وأيضا الارتقاء بقدراته العقلية والفكرية. وكما تقول الدكتورة عالية يونس في جامعة زايد في دولة الإمارات: "أصبحت شهرزاد تروي الحكايات نتيجة غريزتها الطبيعية في حبّ البقاء". فالأدب والقصص والحكايات والروايات والشعر وغيرها من الوسائل الهامّة، التي يمكن أن تستخدمها المرأة من أجل تغيير واقعها.
يستخدم المؤلف عبارات وجمل تتّسم بالعمومية كأن يقول مثلا "بيّنت المرويات التاريخية العربية ..." (ص 21) دون أن يعطي ولو مثالا واحدا على تلك المرويّات، وقوله "والأدلة ساطعة على ذلك ..." (ص 21) دون إعطاء ولو دليل واحد، وغيرها من الجمل والعبارات. فهذا أسلوب غير أكاديميّ ويفتقر إلى المصداقية.
لا يوجد رابط واضح بين الفصل الأول والفصل الثاني. ويحتوي الفصل الثاني على مقالات نقديّة لبعض المؤلفات معظمهنّ فلسطينيات، ومطربة واحدة هي السيدة فيروز. ويفترض المؤلف أن يكون القارئ قد قرأ ما كتبت المؤلفات اللواتي يتحدّث عنهنّ، وهذا افتراض مشروع. وبالفعل لن يستطيع القارئ أن يقدّر أو يستوعب كل ما يقوله المؤلف دون معرفة مسبقة عن المؤلفات وعن كتاباتهن. من ناحية أخرى، أرجو أن يكون الكتاب قد أثار فضول بعض القراء كما أثار فضولي، وحثهم على الاطلاع على ما كتبت أولئك الكاتبات، خاصة الكاتبات اللواتي لم يحققن شهرة كبيرة بعد.
من ناحية أخرى، بعض المقالات انطباعية أكثر منها تحليلية. فهناك فرق كبير في مستوى النقد بين ما يقوله الكاتب عن فدوى طوقان ونازك الملائكة وإيمان بدران، وبين ما يقوله عن فيروز أو آمال عوض أو صابرين فرعون أو عبلة جابر أو عبير عودة. في الحالة الأولى يتحدث المؤلف بثقة كبيرة ويستفيض في التحليل، ويعطي الكثير من الأمثلة النصية على ما يقول. أمّا في الحالة الثانية فيبدو على المؤلف أنه غير واثق مما يقول، ويكتفي ببعض التصريحات العامة الجذابة التي برأيي لا تقدّم ولا تؤخر. ومن هذه الجمل أعطي مثالا واحدا فقط مأخوذ من مقالة بعنوان "صونيا عامر وكتبها الثلاثة": "وهذه هي مهمة الأديب العضوي الذي يعيش همّ الناس، لا لينقل أوجاعهم فقط، بل ليساعدهم، وليكون لهم عونا وسندا في إشعال فتيل الأمل في النفوس" (92). جملة جميلة لكنها لا تفي بالغرض عند تقييم الأداء الأدبي للأستاذة صونيا عامر. وبعض المقالات ليس فيها عمق في التحليل ومن أمثلة ذلك المقالة بعنوان "إيمان مصاروة تلك الشاعرة اللطيفة" (ص 75) والمقالة بعنوان "الخطيئة المغفورة ولغة البوح والشجن" (ص 104). وبعض المقالات ليس نقدا بالمرة مثل المقالة بعنوان "رسالة إلى أمي حنا بكير" (ص 76). وبعضها يبيّن انعدام حيادية الكاتب فيما يكتب مثل المقال عن الأستاذة صونيا عامر. وبعض المقالات تخلو تماما من الأمثلة الدّاعمة لما يقوله المؤلف مثل المقالة بعنوان "الأناقة التعبيرية في جريمة نصف زرقاء" (ص 89).
تركّز جل اهتمام الأستاذ فراس حج محمد على النقد الشكلي أو الفني الذي يرتكز على التحليل اللغوي. وفي هذا السياق يسلط المؤلف الضّوء على الخصائص التي تجعل من العمل عملا أدبيا. فهو يتحدث عن الأخطاء النّحوية التركيبية، وعن جزم الفعل المضارع، وعن القواعد النّحويّة، وعن الرّتابة الموسيقية في الألفاظ، وعن الأخطاء المطبعية، وعن رفع ما حقه النّصب، وعن أشباه الجمل، واستخدام اسم المفعول مذكّرا مع أنّ حقه التأنيث، والتفعيلة، واستخدام الفعل المضارع، ووزن البحر الكامل، الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي، إلخ. فلنقرأ هذه الجملة مثلا مأخوذة من مقالته عن نازك الملائكة: "لم تكن هذه المقاطع متساوية، أو أنها واحدة في النغم الموسيقي، فجاءت المقاطع (1/2/4/5/7/8/9) متساوية في عدد الأبيات؛ إذ أن كل مقطع يتكون من بيتين له قافية مختلفة عن بقية مقاطع القصيدة" (ص 140). بالطبع هذا نقد موضوعي وشرعي، لكن بالنسبة للقارئ العادي فمثل هذا النقد لا يساعده على فهم أنه شريك مع الأدباء في الإنسانية، وأن الإنسانية مفعمة بالوجدان، وأن الشعر وقراءة الأدب هما الجمال بحد ذاته، وهما الحبّ والرومانسية التي نحيا من أجلهما.
من ناحية أخرى، يتحدث المؤلف لكن باختصار عن الدلالات السياقية للغة وأسلوب الكاتبات، خاصّة عندما يتحدث عن فدوى طوقان. فمن ناحيته، وهذا جيد، هنالك علاقة وثيقة ما بين التعبير اللغوي والواقع المُعاش، إذ عن طريق اللغة تستطيع الكاتبة أن تعكس واقعها. يقول الأستاذ فراس حج محمد عند حديثه عن الكاتبة الجزائرية الأستاذة ليلى رابح، بأنه عن طريق اللغة "يقدم المضمون، وبها ترسم الشخصيات" (130). وهذا ما يسميه بالتوظيف اللغويّ.

وقالت هدى عثمان أبو غوش:
لأنه ليس شهريار الظلم والاستعباد،لأنه صاحب الحرف اليقظ المنير المتعطش للحريّة والمساواة، فإنه يرى أن يحتفل بالثامن من آذار على طريقته، وفي محاولته للإحتفاء بتاء التأنيث ونون النسوة، التي منذ اخترعت اللغة صار للغة والفكر انحياز جمالي خاص كما يقول، فإنه يقدم كتابه المميّز المخصص لإبداعات الكاتبات في مجموعة مقالات يحمل عنوان "شهرزاد ما زالت تروي"إنه الكاتب الشاعر الفلسطيني فراس حج محمد .
يُقسم الكاتب الكتاب إلى ثلاثة فصول، فالفصل الأول يُفسر من هي شخصيّة شهرزاد وعلاقتها بشهريار، ويتساءل عن شهرزاد اليوم، هل أخذت حقها في الإنصاف؟ويدحض فكرة أن المرأة في الجاهلية كانت مسلوبة الإرادة، ويعلّل ذلك بعدة أسباب بأنها كانت عنصرا إيجابيّا لها رأيها السيّاسي والإجتماعي، ويتطرق حول مفاهيم الأُسرة في ظل حضارة رأسماليّة، حيث أصبح المجتمع يسير خلف مفاهيم جديدة للأُسرة وأصبح الفرد يربي ذاته من خلال مشاهداته فقط، فأصبحت الأُمومة والأُبوة حراسة ليليّة .
ويُفسّر لماذا يتوجب على الرجل الإهتمام بالمرأة، ويُثني على أهميتها فيستحضر أمثلة من الدّين وكتب المبدعين.
أمّا في الفصل الثاني فإنه يُكرّس عدة مقالات للتطرقإلى أُسلوب وفكر الكاتبة من خلال عرض إحدى الكتب لها، وتحليله لمجموعةقصائدوكتاب ما .
واللافت للنظر أن الكاتب يعرض عدة كتب ذات ميّزة وأهمية أدبيّة، وقد اخترت للتحدث بايجاز بعرض بعض أرائه حول الكاتبة والكتاب.
من خلال طرحه للكتب المختلفة رأيت توحُد المواضيع التي تنصب حول فلسفة الذات والحريّة، وتسليطه الضوء على عناوين الكتب اللافتة للنظر ليس بمحض الصدفة، وإنما لعرض مدى دلالاتها على شهرزاد الأُنثى في مطالبتها للحريّة .
فقداختار الكاتب كتاب" في قلب هذا الكتاب أعيش" للمؤلفتين بيسان شتيه وأسيل ريدي، حيث تقدمان نصوصا حرّة من التصنيف التجنيسي، وفسّر اختيارهما لهذا العنوان لإنحصار التعبير عن حريّتهما خارج نطاق الكتاب والكتابة الإلكترونيّة والفيسبوكيّة، ومن هنا فإنهّما يعيشان في قلب الكتاب .
الكتاب الثاني "حليب أسود" للكاتبة الإيرانيّة إليف شفاق، ويتساءل الكاتب متى صار الحليب أسود؟ فيتضح فلسفة الإسم في أنّ المكتئبين من الكتّاب وحدهم من يرى ذلك. ويبدي الكاتب دهشته وإعجابه بهذا الكتاب ويعترف بإفادته له فيعبّر عن مدى مضمون وعي الكتاب .
أما الكاتبة آمال عوّاد رضوان فإنّ الكاتب يرى أنّها أغنت المشهد الثقافي عامة، فحضورها لافت للنظر، وكتابها "أدموز وتتشترينّ" يستحق القراءة والتأمل، ويدفع القارئ للدهشةاللغويّة والشعر، فهي تكتب بتقنيّات مختلفة بحيث جعلت النّقاد يلتفتون إليها.
مثال آخر للشاعرات المبدعات ديوان "أمشي على حروف ميتة" للشاعرة الإيرانيّة ساناز داودزاده فر، فقد كان ديوانها بلا عناوين فرعيّة أو إشارات توحي بالإنتقال بين نص وآخر، ويعلّل الكاتب ذلك ربّما لطبيعة وشكل النصوص المنبثقة من رؤية خاصة ذات تجربة واحدة،وما يميّز الديوان هو كل شيء مختلف ونقيض، ولكنه متشابه مع ذاته فتجد همس اللغة تتمايل مابين الأُنثويّة والذكوريّة.
وفي ديوان" زهرةفي حوض الرّب" للكاتبة المقدسيّة سعاد المحتسب، انتقد الكاتب العنوان وحلّل الكتاب، ورأى أن يكون هنالك مبرر ما لإختيار العنوان؛ ليكون صالحا لجميع النصوص، كما وانتقد تحديد الكاتبة لتصنيف الكتاب على أنّه نصوص ليس شعرا.
وفي المجموعة القصصيّة "جريمة نصف زرقاء" أشاد الكاتب بقدرة الكاتبة اللغويّة والبلاغيّة، ورأى أنّها ربحت الرهان مع النّقاد والقرّاء، وهي أيضا أنيقة أناقة واضحة في كشف المستور وتعريّةالعيوب، وفي تنوع المضامين التي تناولتها النصوص، وأشاد إلى عنوان الكتاب المميّز، الذي يرى أنّ التشبت بهذا العالم الأزرق ينجح في تحويل حياتنا الثقافيّة إلى مجرد "جريمة نصف زرقاء" .
وقد أسهب الكاتب في التطرق إلى دواوين الشاعرة الفلسطينيّة فدوة طوقان من تحليل وأُسلوب قصائدها.
وأيضا هنا يتطرق إلى العناوين ففي عنوان قصيدة "المغرّد والسّجين" تكمن الإستعارة ويكون شكلا لها. فهو مغرّد وسجين وهنا يكمن التناقض .
وفي كتاب" لا شيء يستدعي الأناقة" للكاتبة الفلسطينيّة منى نعمة الله النابلسي ينتقد الكاتب النهايّة المغلقة والمفتوحةعلى الموت، ويحثّ الكاتبة على النهايّة التي توجب التزام التفكير بأمل يصنع في تلك النصوص، وعدم الإكتفاء فقط بالواقع.
وفي المجموعة القصصيّة" أُكسجين"للكاتبة المصريّة د.نهلة زيدان الحوراني يرى الكاتب العنوان موفقا، حيث وُجد الأُكسجين في كل القصص، فكل الشخصيّات تجمعها احتياجها للأُكسجين سواء كان ذلك في حبِّها للحياة أو الحريّة أو الحبّ.
وكتبت رفيقة عثمان:
المبالغة في إطراء النساء، والأحكام الذَاتيّة:
صنّف الكاتب عمله بمقالات عديدة حول كتابات نسائيّة متعدّدة، حيث استعان بوسائل الاتّصال الاجتماعي خاصّة "الفيسبوك"، الذي أتاح له التّعرّف عليهن، وإجراء الحوارات، حول أعمالهن الأدبيّة، وسيرتهن الذاتيّة؛ ومن ثمّتقييم أعمالهنّ الأدبيّة سواء كانت شعرا أم نثرا.
من القراءة للكتاب، عبّر الكاتب عن مشاعره الفيّاضة، والإطراء الجميل، لدرجة المبالغة في المدح. ترك انطباعا بأنّ التعبير العاطفي طغى على النقد الموضوعي.
هذا النوع الأدبي الذي قدّمه الكاتب، يعتبر تخصّصا نادرا، في الاهتمام والتعمّق في الأدب النسائي، والتقييم الفردي الإيجابي، من منظوره الشّخصي؛ معتمدا على خبرته الخاصّة، وتجاربه، واستخدام عناصر النقد المألوفة، مع توصيات؛ لتحسين جودة العمل الأدبي.
أطلق الكاتب أحكاما غيابيّة، على الكاتبات، بذكر كلمة عمل رائع، كاتبة رائعة؛ كما ورد صفحة: 46، كما فعلت أليف شفاق في "حليب أسود" بلا أي مواربة أو كناية أو جملة مجازيَة. كأنه كتاب "رائع" من هذا كثير. كذلك: صفحة 185،" كانت فاطمة نزّال موهبة حقيقيّة، ولم تكن مجرّد هاوية، فطبيعة كتابتها تشي بأنّها ذات باع طويل في الكتابة". "لذلك وجدت من الواجب الأخلاقي أن تظهر للنور كاتبة بهذا التميّز، فلم يخب الأمل فيها، وبيّضت الوجه، وسطعت في سمائنا نجما لا يخبو!". كذلك "، أطلق عنوانا منفردا حول لطف الشّاعرة ايمان مصاروة: "ايمان مصاروة تلك الشَّاعرة اللطيفة ". صفحة 74، تنبَأ الكاتب بمستقبل ذي شأن عظيم، " غدا ربّما وفي قريب عاجل سنسمع أنّ إيمان مصاروة شاعرة فلسطينيّة سيكون لها شأن كبير في السّاحتين العربيّة والفلسطينيّة، وربّما العالميّة، ولكنّها تحتاج الى مزيد من بذل جهد مضاعف فنيّا وحضورا قويّا".
صفحة 197: " كل عام وانت المرأة القدِّيسة المفعمة حبّا وإنسانيّة، ودمت ودام التألّق والحضور يا سيّدة النّور السّرمدي".
خلاصة القول: برأيي تعتبر هذه المقالات مقالات ذاتيّة، وغير علميّة، لا تتميّز بمواصفات البحث العلمي، الذي يستند على المصادر العلميّة المتعدّدة، لدعم والفرضيات، والأحكام التي أصدرها الكاتب، معتمدا على أحاسيسه وفكره الشخصي. بالغ الكاتب في المدح والإطراء لمعظم النساء الواردة أسماؤهن في الكتاب.
الكشف عن الجمال الدّاخلي للمرأة، وكيانها:
كرَّس الكاتب جهده بالبحث عن الجمال الدّاخلي والفكر والأصوات الدّاخليّة للمرأة، والذي عبّر الكاتب عنه صفحة: 44:" فأنا أيضا كأي كاتب، كأي إنسان على وجه هذه الأرض، فيه أصوات كثيرة، سأستمع على أصواتي الدّاخليّة المقموعة..". أشاد الكاتب بقدرة المرأة ككاتبة، بالتعبير عن المرأة أفضل من الرجل بكثير، بالتعبير عن خوالجها الداخليّة، ومشاعرها الدّفينة. كما ذكر صفحة: 156، ربّما كانت الكاتبة (نهلة زيدان) مهتمّة برسم المرأة من الدّاخل فعبّرت عن حقيقة المرأة كما تشعر بها"؛ لأنّ كتابتها تعرّف القارئ الرجل على المرأة، ويمنحها " حق أن تكون امرأة كاملة في إنسانيّتها، تحب وتكره، تسافر وتكتب، تختار وتقرّر، وتسبح ضد التّيّار إن رأت في ذلك ضرورة للتغيير والتعبير". ان اختيار الكاتب لهذه الشّخصيّة، وتشجيعه على تغيير أفكار الرجل النمطيّة عن المرأة العربيّة، فهو دليل على تماهيه، وتضامنه مع المرأة كامرأة ذات كيان، وفاعلة في المجتمع.
اللُّغة والأسلوب في المقالات:
مجّد الكاتب السرد القصصي، في معظم المقالات، ومدح القدرة اللغويّة، عند الكاتبات: صفحة 156: "اللغة تسير وفق إيقاع سردي متناغم يمنحها الوحدة الشعوريّة الهادئة بعيدا عن الضجيج والثرثرة، وبذلك تزجي الكاتبة نهلة للقرّاء على جناحين من فكرة وسرد بلغة تتسرّب على النَفس لعلها تحدث التغيير المطلوب". صفحة 101، عبلة الفاري: " عبر لغة سلسة فيها السواد والحزن والألم"،" يحفل الإهداء بألفاظ الظلم والوجع والألم، وتشعرك كل تلك الألفاظ بذلك الإحساس الكبير والمعاناة التي خزّنتها الكاتبة"، "لغة سلسة واقعيّة لا تحفل بالزركشة، وإنما بسيطة هادئة ... وتتناغم مع أحلامنا التي لا نريد لها الانكسار أو الموت". " أسلوب الكاتبة رقيق يهز المشاعر، وهي انعكاس الوثبة العامة في نفوس من عايشها". صفحة 101. كذلك صفحة 77: الشاعرة الإيرانيَّة (ساناز داو دازادة فر، "تتهامس في الديوان لغة ما ليست أنثويّة تماما، وليست ذكوريّة.. لغة محمّلة بأفكار صاخبة بصمت هاجس وهامس".
صفحة 52: "التصنيف الشعري، بما اشتملت عليه من لغة ايحائيّة وصور فنيّة، وصياغات تجعل النص العائم على سطح اللغة شعرا كامل الاهليّة". كما ذكر صفحة 175: فاطمة نزّال، " إنَّ الزخم وااصور الحبلى بالخيال والأضواء."
المرأة في نظر الكاتب:
أطلق الكاتب لمشاعره العنان، فأظهر انحيازا للمرأة، سواء كان مصرّحا به، أو فضحته سياق النصوص الأدبيّة، وما بين السطور، كذلك أظهر نزعة عاطفيّة نحو المرأة في كل المواقف، وأبرز الإيجابيّات الأنثويَّة، التي يراها بإنصاف بالمقارنة مع الرجال.
نظرة الكاتب لا تتعارض مع روح الدين الإسلامي؛ الذي أنصف المرأة أمَا وزوجة وابنة وأختا، آية 12 " وضرب الله بها مثلا للَّذين آمنوا" كما ورد في سورة التحريم آية 12.
كما صرّح الكاتب في مقدّمته قائلا: " المرأة كل المجتمع وليس كما يشاع أنَّها نصف المجتمع، فهي أرضنا التي نزرع فيها غراسنا الطيّبة، وهي كهفنا الذي نلجأ اليه شعورا بالأمان والاطمئنان، وهي فاكهة الحياة وورودها وزينتها، وليست شهوة عابرة في فراش شهريار المهووس بالمتعة المجرّدة والقتل العبثي الماجن". كذلك أنهى كتابه بقوله: "ستظل الحياة ما دامت المرأة تعيش في كياننا وتمنحنا الاتّزان لنستطيع الاكتمال".
وظَّف الكاتب لغته القويّة، ومشاعره الرّقيقة، نحو تحريك العواطف بمحتوى النصوص وهنا أقدّم تحيَّتي وشكري للكاتب على مشاعره الفيَّاضة في احترام وتقدير المرأة، والاعتزاز بمكانتها الأنثويّة والنسائيّة، وبسيرتهن الذَاتيّة. تميّزت النظرة للمرأة بالاهتمام بعقلها وعصارة فكرها.
عنوان الكتاب:
لم يرق لي اختيار الكاتب للعنوان، طالما كانت المرأة في نظر الكاتب نظرة إيجابيّة، تعتبر شهرزاد امرأة ماكرة ولعوبا، ومراوغة، حبّذا لو تساير العنوان مع مكانة المرأة وعزّتها، كما أجاد بها في كافّة النصوص. كذلك صرّح بنهاية الكتاب، " بأنه أراد ان يكون صديقا طيِّبا للنساء".
خلاصة القول: إنّ التواصل عبر الفيس بوك، أتاح للكاتب الفرصة، لاستقطاب صديقات أديبات من أقطار مختلفة، وجعلت الصداقة معه، أن يقوم في مشروع الكتابة عنهن.
في رأيي: المعلومات المعطاة عبر الفيس بوك لا تفي بالمصداقيَّة الكافية لاستخلاص العبر، وتعميمها علميّا، والأخذ بها كمسلّمات.
شهرزاد ما زالت تروي في اليوم السابع
القدس: خصصت ندوة اليوم السابع الثقافية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس أمسيتها مساء الخميس القادم 9 تشرين الثاني –نوفمبر الحالي؛ لمناقشة كتاب "شهرزاد ما زالت تروي" للأديب الفلسطيني فراس حج محمد، تقديمالدكتورة هيفاء الآغا وزيرة شؤون المرأة الفلسطينيّة، ويقع الكتاب الصادر عام 2017 عن دار الرقمية في 230 صفحة من الحجم الكبير.
ممّا يذكر أنّ ندوة اليوم السابع ندوة ثقاقيّة أسبوعيّة مفتوحة للجميع.
وكتبت هدى خوجا:

سلّط الكاتب الضّوء على قضايا هامّة في أدب المرأة.لماذا شهرزاد بالذّات؟و ماهي الصّفات المثاليّة للمرأة من خلال شهرزاد؟أشار الكاتب لبعض الإجابات من خلال ص14"كانت شهرزاد ألف ليلة وليلة امرأة استثنائيّة وخاصّة؛ ذكيّة وحكيمة ومتمردّة، عرفت كيف تكون رمزا لكل بنات جنسها ".
ركّز الكاتب على دور المرأة في المجتمع، وعدم إهمال دورها في الحياة، وليس اعتبار ذكرى يوم المرأة يوما عابرالأن المرأة كل المجتمع .
عرج الكاتب على عدّة صفات جمالية للمرأة عند العرب، منها النّواحي الجسمية والصّفات المعنويّة مثل الخجل والنّواحي النّفسية والذّكاء وشدّة الملاحظة.
استخدم الكاتب أسلوب الأسئلة السّابرة والاستفهام لبيان مكانة المرأة المحورية، مثال ص28 "وما بين طرفي المعادلة الإنسانية الممتدّة ما بين البديهية الطبيعية والتطور الحديث، تعود الأسئلة المؤرقة للظّهورمرّة أخرى؛ من مثل هل ينحصر دور المرأة فيما هو معروف تقليديا بالحمل والانجاب والتربية؟وهل هذا الدور لو اقتصرت عليه المرأة سيقلّل من شأنها أو من أهميتها؟ وهل هناك تعارض بين دورها التّقليدي هذا والأدوار الاجتماعية والسّياسية والاقتصادية الأخرى؟وهل هي فعلا عبر تاريخها اقتصرت على هذا الدّور التّقليدي؟
كانت العناوين متميّزة ولافته للنظر والتفكير والاستفزاز.مثال العنوان "عزيزتي نحن لا نربي"ص31، هل يقتصر دور الآباء على توفير الحاجات الماديّة؟ هل الأهم توفير المال أم الأمان للأبناء؟
أمّا الفصل الثّاني فقد ركّز على إبداع المرأة، من خلال عدّة مجموعات من النّثر والشّعر؛ لأديبات ومؤلفات متميّزات،والحضور النّسائي في المحافل الثّقافية،مثال: الشّاعرة ابتسام أبو شرار " خروج من ربيع الرّوح"لغة مقدّسة وأوجاع أدبية. ص39-40حيثصاغت الشّعر بلغة فكرية حياديّة، فلم تقع فريسة البوح الأنثوي.الشّاعرة آمال عوّاد وحضورها في المشهد الثّقافي،والمواقع الأدبية الالكترونيّة الرّصينة، والملاحق الثّقافيّة.أما الشّاعرة إيمان بدرانفقد تميّزت في حسن توظيف الأساطير القديمة في شعرها،أمّا الشّاعرة إيمان زيّاد في " شامة بيضاء"فقداحتوت على نصوص متنوّعة ومتناسقة وانثوية خاصّة.وقد برزت الكاتبة سعاد المحتسب من خلال كتابها "زهرة في حوض الرّب"أكثر تماسكا وتمرداوالحدة كالنصل.
واكتسبت المرأة معنى مقدسا من خلال خبز الفداء؛ وسر الحياة بعد الموت لسميرة عزام، والانتصار للمرأة وقضاياها.وعن وضوح الأناقة التعبيرية فقد تجلت في "جريمة نصف زرقاء" للكاتبة صابرين فرعون.وتتناغم الأحلام مع عبلة الفاري في " مجنون حيفا".
وبين الهم الذّاتي وشعر المقاومة تبرز الشّاعرة المبدعة فدوى طوقان على عدّة أصعدة منها:الحزن والتّحرير الاجتماعي والانطلاق، والانسان والأرض والدار، والسّجن وآلامه والحريّة، والانتفاضة والتّصفية الجسدية،والبعد الذاتي والوطني والانساني.وقصّة الفكرة والمتعة معا في قصّة وليد للكاتبة " مايا أبو الحيّات"
اتّسم أسلوب الكاتب وعرضه بالأناقة والجمال والموضوعية، مع التّركيز على إبداع المرأة من خلال الشّعر والنثر ومناقشة وتحليل عدّة دواوين شعريّة؛ بطريقة مشوّقة ومتنوّعة ومتلائمة مع النّصوص.

انشر المقال على: