أمير سعودي ومسؤول سابق في الموساد يناقشان نهج ترامب إزاء إيران
’بعد عدم تصديق ترامب على الاتفاق النووي وتعهده بالانسحاب منه في حال لم يقوم الكونغرس بأي تغييرات’، إفرايم هليفي يقول إن الاتفاق يجب أن ’يركز على المسألة النووية ولا شيء آخر’
إريك كورتيليسا 24 أكتوبر 2017, 14:47
رئيس الموساد السابق إفرايم هليفي (من اليسار)، والأمير تركي بن فيصل آل سعود، الرئيس السابق للمخابرات السعودية (وسط الصورة)، وميشيل فلورنوي، الوكيلة السابقة لوزير الدفاع الأمريكي للسياسات (من اليمين) خلال حلقة حوار أدارها المدير التنفيذي السابق ل ’منتدى السياسات الإسرائيلية’ ديفيد هالبرين في مركز ’معبد عمانو إيل ستريكر’ في مدينة نيويورك، 22 أكتوبر، 2017. (Screen capture)
واشنطن – في حين أن الاتفاق النووي مع إيران جمع إسرائيل والدول العربية السنية معا بطريقة لم يتخيلها الكثيرون قبل أعوام قليلة فقط، بدا الفرق واضحا عندما شارك مسؤولان سابقان في المخابرات السعودية والإسرائيلية المنصة في كنيس في نيويورك.
خلال الحدث الغير مسبوق يوم الأحد، ناقش الأمير تركي بن فيصل آل سعود، الرئيس السابق للمخابرات السعودية والسفير السابق لدى بريطانيا، وإفرايم هليفي، المدير السابق لجهاز الموساد، الإستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا لتعديل الاتفاق النووي، وتتطرقا أيضا إلى استمرار أنشطة إيران غير النووية المثيرة للجدل.
وقال بن فيصل: “إذا أردت الضغط على طهران، عليك أن تفعل كل ما يتوجب فعله للقيام بذلك وعدم التصديق هو إحدى الطرق لممارسة الضغط لجعلهم يرتقون ليس فقط لنص الاتفاق، بل لروحه أيضا”.
وأضاف أن “الموقعين على الاتفاق، عندما وقعوا عليه، صوروا صورة مقدسة بأنها ستتحول إلى مكان ودي ومنفتح ومضياف للغاية للتعامل معه، لكن ذلك لم يحدث”.
وتحدث بن فيصل خلال حلقة نقاش مع هليفي وميشيل فلورنوي، الوكيلة السابقة لوزير الدفاع الأمريكي للسياسات. الندوة التي نظمها منتدى السياسات الإسرائيلية، وهو منظمة ليبرالية متخصصة في شؤون الشرق الأوسط، أدارها المدير التنفيذي السابق للمنظمة ديفيد هالبرين.
وقال بن فيصل، الذي شارك المنصة مع مسؤولين إسرائيليين في السابق، للحضور إن المؤتمر هو أول مرة له في كنيس يهودي، وأعرب عن أمله بأن “لا تكون الأخيرة”.
في الوقت الذي قال فيه المسؤول السعودي السابق إنه يعتقد أن هناك “عدم وضوح” فيما يتعلق بسياسة إدارة ترامب الحالية، لكنه أشاد برغبة الإدارة في لعب دور مباشر أكبر في المنطقة واستعدادها لمواجهة الأنشطة الإيرانية خارج النطاق النووي.
ولكن هليفي، من جهته، حذر من هذا النهج وقال إن إسرائيل لم تكن ترغب في أن تسير الولايات المتحدة في هذا الطريق.
وبدلا من ذلك، أكد هليفي على ضرورة الإبقاء على الاتفاق، حتى لو كان ذلك فقط لمنع إيران من تطوير ترسانة نووية في الأعوام الـ -13 المقبلة. خلال هذه السنوات، ستكون هناك فرص للتعامل مع القضايا الأخرى.
وقال إن على الولايات المتحدة “التركيز على المسألة النووية ولا شيء آخر”. مضيفا أن “الاتفاق مع إيران لم يكن اتفاقا مثاليا. ولكن ذلك كان لأن إسرائيل لم ترغب في أن تشمل المفاوضات كافة البنود المدرجة على جدول الأعمال”.
وتابع هليفي كلامه بالتأكيد على أن إسرائيل قادرة على التعامل مع التهديد من إيران، البلد الذي يقول بشكل متكرر أنه يسعى إلى تدمير الدولة اليهودية.
وقال إن “إسرائيل غير قابلة للتدمير. نحن قادرون، إذا لزم الأمر، على حماية أنفسنا والخروج سالمين (…) لدي ايمان كبير بمؤسستنا الأمنية ومؤسستنا الدفاعية ومؤسستنا الإستخباراتية”.
في 13 أكتوبر، رفض ترامب إعادة التصديق على التزام إيران بالاتفاق، الذي يُعرف بإسمه الرسمية بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA). هذه الخطوة لا تلغي بحد ذاتها الاتفاق، لكنها تترك اتخاذ القرار بشأن تجديد العقوبات على إيران للكونغرس بعد فترة دراسة تستمر لـ -60 يوما.
وشرح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للصحافيين أن الإدارة تريد من المشرعين الأمريكيين تعديل “قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني” (INARA)، وهو قانون محلي يلزم البيت الأبيض بتقديم تقرير للكونغرس كل 60 يوما حول ما إذا كانت إيران ملتزمة بالاتفاق.
وستطلب الإدارة من مجلس الشيوخ استخدام فترة الشهرين لفرض “محفزات” جديدة بشكل أحادي على الاتفاق تهدف إلى إدامة بند انقضاء الاتفاق (أو ما يُسمى بـ”بند الغروب”) لفترة أطول ومنع إيران من تطوير واختبار صواريخ بالستية.
وفسر البيت الأبيض الخطوة بأنها محاولة لتوسيع تركيزه على طهران لنطاق أوسع من المسألة النووية، ليشمل أنشطة الجمهورية الإسلامية الأخرى المزعزعة للاستقرار أيضا.
وكرر ترامب تهديده أنه في حال فشل الكونغرس في سن التغييرات التي يسعى إلى إدخالها على الاتفاق، فقد يقوم بالانسحاب منه من تلقاء نفسه.
وحض بن فيصل إدارة ترامب على اتباع نهج أكثر صرامة تجاه الطاغية السوري بشار الأسد، وإقناع روسيا بسحب دعمها للنظام السوري، المسؤول عن مقتل أكثر من نصف مليون سوري خلال الحرب الأهلية المستمرة في البلاد.
وقال بن فيصل إن “الأسد هو الإرهابي الأكبر. لقد قتل أشخاصا أكثر من حماس وداعش والنصرة”. وأضاف: “بالتالي، يجب أن تركز الجهود على إقناع روسيا ليس التخلي بالضرورة عن السيد الأسد، ولكن الابتعاد عنه. إذا حدث ذلك، بإمكاننا تحريك الأمور في سوريا”.