2017-07-23
موقع الضفة الفلسطينية
القدس: 20-7-2017
ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، رواية اليافعين"طير بأربعة أجنحة" للأديبة نزهة أبو غوش، الصادرة عام 2017 عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، وتقع الرّواية التي صمّمها ومنتجها شربل الياس في 108 صفحات من الحجم المتوسط.
بدأ النقاش ديمة جمعة السمان فقالت:
"لماذا أنا بالذات"؟ سؤال استنكاري جاء على لسان يافع.. وهو السؤال الذي يطرح باستمرار من قبل هذه الفئة العمرية، حيث يشعرون دوما أنهم مستهدفون ممن حولهم، يشعرون بالظلم، يحتاجون لمن يتفهمهم ويدعمهم. عدوهم الأكبر هو الانتقاد، فلا يؤمنون بشيء اسمه النقد البنّاء. دائمو الشكوى، مزاجيون.
"لماذا أنا بالذات"؟ سؤال كان محور رواية اليافعين للكاتبة نزهة أبو غوش بعنوان "طير بأربعة أجنحة". فما أسهل على اليافع أن يلوم من حوله ويتهمهم بأنهم يكرهونه ويطلبون منه أمورا تعجيزية فقط لإثبات أنه فاشل.
كان مروان ابن الصف التاسع هو بطل الرواية. ويبدو أن الكاتبة لها خبرة جيدة فيما يخص الحالة النفسية التي يمر بها المراهق في هذا العمر الحرج. فهي مربية عملت في مجال التربية والتعليم، كما أنها أمّ وجدّة أيضا. وقد بدا واضحا من أنها قامت بتسمية عدد كبير من شخوص الرواية بأسماء أحفادها، الذين أهدت لهم هذا العمل الأدبي في بداية الكتاب. ممّا يدل على أن علاقتها بأحفادها مميزة، كما أنها تقوم بدورها كجدة على أكمل وجه. لقد رسمت شخصيات روايتها بفنية عالية، خاصة اليافعين منهم. فغاصت بالنفس البشرية، وأجادت في إبراز تناقضات المشاعر التي يعاني منها المراهق في هذا العمر الصعب، قبل أن تتشكل شخصيته كفرد بالغ واع لكل ما يدور حوله، يتقبل النقد، ويتقن فن التعامل مع الآخرين.
كما أجادت في إلقاء الضوء على الأسلوب الأمثل للتعامل مع المراهق؛ لتحفيزه وتقويمه دون أن يشعر بأي حساسيّة وبالتالي الرفض، فالتعزيز وسيلة سحرية تزيد من ثقة المراهق بنفسه، وتوطّد علاقته مع من حوله، وتساعده على اكتشاف مواهبه وتسخيرها لخدمة من حوله.
لقد اكتشف مروان أن كل من حوله يحبونه، أسرة، ومعلمون وزملاء وأصدقاء فقط بعد أن تعرض إلى حادثة أدخلته المستشفى، فإذا كل من حوله قلق عليه، جاؤوا للاطمئنان عليه بحب وود. فلماذا لا يظهر الحب والاهتمام للآخر وهو بيننا. لماذا لا نعبر عن هذه المشاعر إلا عندما نشعر أننا كنا سنفقد هذا العزيز علينا؟
هي رسالة بثتها الكاتبة للكبار قبل الصغار. رسالة تربوية تؤكد فيها على الأسلوب الأمثل للتعامل مع أبنائنا؛ لنأخذ بأيديهم كي يتجاوزوا هذا العمر الحرج دون أي عقد نفسية تصاحبهم مدى العمر، فنعمل منهم أشخاصا سعداء ناجحين متفوقين، طموحهم لا حدود لها، يحلقون بأفكارهم وأحلامهم، ليكون كل منهم طيرا بأربعة أجنحة.
وقال جميل السلحوت:
جاء على الصفحة الأولى: "رواية لليافعين/ طلاب الاعدادي". واليافع كما جاء في المعجم الوسيط: هو من اقترب من البلوغ، وهو دون المراهقة، أي ما بين سبع سنوات إلى عشر." وهذا الجيل يكون عادة من الصّف الثّاني إلى الرّابع الابتدائيّ.
الاهداء: أهدت الكاتبة اصدارها هذا إلى أحفادها، مع أمنياتها لهم بأن يكون حاضرهم أفضل من ماضيهم، وغدهم أفضل من حاضرهم. والاهداء للأحفاد يعطي العمل حميميّة أكثر، لأنّه كما قال المثل:" ما أغلى من الولد إلا ولد الولد" وأعتقد أنّ الكاتبة قد استفادت بعملها هذا من ملاحظاتها الثّاقبة لأحفادها وتصرّفاتهم في مرحلة عمريّة معيّنة، حتّى أنّ أسماء بعض أحفادها حملها بعض شخوص الرّواية.
المضمون: تتحدّث الرّواية عن مرحلة بداية البلوغ عند الصّبيان، وما يرافقها من طيش و"ولدنة"، خصوصا وأنّها مرحلة انتقاليّة من جيل الطفولة إلى مرحلة النّضوج الجسدي، وهي ما تعرف بمرحلة المراهقة. وسيلاحظ القارئ للرّواية، كيف أنّ مروان بطل الرّواية الرّئيس، يتخبّط معتدّا بنفسه، محاولا فرض شخصيّته، مشكّكا بكل من حوله، بدءا من والديه وأشقّائه، مرورا بزملائه وأقرانه، معتقدا أنّهم كلّهم يقفون ضدّه، ظنّا منه أنّه هو الوحيد الذي يعرف الصّواب ويتصرّفه، ثمّ لا يلبث أن يكتشف أنّه هو المخطئ، وقد جاء في الرّواية أنّ مروان تدرّج بشقاوة هذا العمر المحبّبة والمعروفة لدى الرّاشدين، وارتكب عدّة "حماقات" صبيانيّة، ليكتشف بالتّجربة مدى فداحة الأخطاء التي يرتكبها، والتي أوصلته إلى الوقوع عن درّاجة هوائيّة، ممّا أدّى إلى إصابته بكسور وجروح، ليعرف أثناء وجوده في المستشفى أنّ والديه وزملاءه يحبّونه، ويلتفّون حوله متمنّين له الشّفاء، وليبدع في هوايته "التّصوير" وليفوز بلقب "الطالب المميّز".
البناء الرّوائي: وردت في الرّواية عشرات الأحداث والحكايات التي حصلت مع مروان بطل الرّواية المراهق، وربطتها مع بعضها البعض، في بناء ووصف محكم لشخصيّة المراهق، الذي يتصرّف دون تحكيم للعقل، ودون حساب للعواقب، ثمّ يكتشف بنفسه ومن خلال التّجربة الأخطاء التي وقع بها، وليكتشف أيضا أنّ تخيّلاته تجانب المنطق، إلى أن يصل بنفسه إلى قناعات بأنّه إنسان له قدرات إيجابيّة، وأن الآخرين يحبّونه ويتمنّون له الخير، لكن كانت هناك مبالغات غير مبرّرة مثل الذي ورد على لسان مروان عندما اعتبر "الليلة هي ليلة الاعدام" ص25، بسبب أنّه دخّن سيجارة.
اللغة والأسلوب: استعملت الكاتبة لغة فصيحة بسيطة تناسب الفئة العمريّة المستهدفة، وكان أسلوبها انسيابيّا في السّرد، ومع ذلك فقد وردت في النّصّ بعض الأخطاء اللغويّة منها: "فهي تواجه كلّ جبهة على حدًىّ" ص17، و"كل طالب وطالبة على حدى في غرفتها"ص23 والصحيح "على حدة". و"كأنّه لم يحدث شيئا"ص30، والصحيح "شيءٌ" و"لم يعجبه سوى(بنطالون) ممزقّا"ص47،/ والصّحيح "ممزّقٍ" و"لم أتوقع منها أن تقول عنّي:قط أو فأر" ص50، والصحيح" قطّا أو فأرا"
وفد جاء التّعامل مع كلمة النّاس خاطئا أكثر من مرّة منها:"كل النّاس صارت حكيمة هذه الأيّام" ص22، و"لأنّ النّاس تختلف عن بعضها البعض"ص24، و"تختلف النّاس عن بعضها في النّموّ"ص26، ويلاحظ هنا التّعامل لغويّا مع "النّاس" كجمع التّكسير لغير العاقل، كقولنا " المدارس والأبنية والألعاب تختلف عن بعضها البعض" بينما النّاس عاقلون، والصّحيح في الجمل السّابقة الواردة في الرّواية هو قولنا:" كلّ النّاس صاروا حكماء هذه الأيّام" و"لأنّ النّاس يختلفون عن بعضهم البعض" و"يختلف النّاس عن بعضهم في النّموّ".
المونتاج: وقعت أخطاء في المونتاج في أكثر من موضع، حيث جاءت الجملة منقسمة في منتصف السطر ليقفز إلى سطر جديد تاركا فراغا في السطر السابق. وقد جاء ذلك في عدّة صفحات منها الصفحة 15،19،23، ومن المعروف عن مكتبة كلّ شيء أنّها تتميّز في اصداراتها عن غيرها من دور النّشر، ولحرصها على عدم الوقوع في أخطاء المونتاج، فإنّها ترسل "الكتاب ممنتجا" لمؤلّفه، ولا تدفع به إلى الطباعة إلا بعد موافقة الكاتب عليه.
وكتب عبدالله دعيس:
العنوان يحمل معنى الخيال الجامح الذي يحبّه الأطفال ويجذبهم للقراءة، وإن كانت هذه الرّواية واقعيّة بامتياز: شخصيّاتها من الواقع، وأحداثها من الواقع، وتعكس صورة حقيقيّة لما يدور في عالم المراهقين، وعلاقاتهم مع بعضهم ومع معلّميهم ومع والديهم وأعضاء أسرهم.
استطاعت الكاتبة أن تسبر نفسيّة طفل مراهق، وتتقمّص شخصيّته، وتكتب بلسانه، معبّرة عن خلجات نفسه، وعن المشاكل التي يواجهها في بيته ومدرسته وبين أقرانه، وأن ترسم صورة واضحة لما يراه هذا اليافع، ونظرته للأشياء من حوله وتعامله مع الآخرين.
تتطرّق الرّواية إلى مجموعة كبيرة من القيم التّربويّة، وتقدّمها للقارئ اليافع والشّاب وإلى الآباء والأمّهات بأسلوب مشوّق مثير جذاب، يتبيّن من خلاله القارئ مواضع الخطأ، ويستشفّ منه الصّواب، ويصل إلى ما تريده الكاتبة من تعزيز للقيم الإيجابيّة في المجتمع، دون وعظ ولا تلقين، بل عن طريق الحكاية المشوّقة التي لا تخلو أبدا من الإثارة والفكاهة.
الأمّ والأب القدوة موضوع هام تتناوله هذه الرّواية، فالأمّ هنا تنهى ابنها عن استخدام الحاسوب وتضييع الوقت بتصفّح الفيسبوك، بينما تقضى جلّ وقتها لتفعل ما نهته عنه، والأب يعاقب الابن بقسوة عندما يصل إلى علمه أن ابنه يدخّن، بينما هو أحد المدخّنين، تناقض لا يمكن أن يساهم في تربية الطفل تربية سويّة قويمة.
والوالدان في هذه الرّواية لا يدركان فعلا التّغيرات النفسيّة التي تحدث لابنهما خلال نموّه ودخوله سنّ المراهقة، ولا يحسنان معاملته، ولا يشعرانه أنّهما يفهمانه. لذلك فإنّ هذا الطفل يقوم بالكثير من الأعمال فقط من أجل لفت النّظر إليه وجلب انتباههما له، لكن ردة فعلهما تكون بعقابه واستخدام العنف اللفظي تجاهه. وهذه رسالة إلى الآباء والأمهات لحسن التعامل مع أبنائهم ومحاولة فهمهم، وأن لا يتصرّفا كشرطيين بل كأبوين، وأن يقوما بالتعزيز الإيجابي لأبنائهم بدل العقاب والأذى. وكذلك ضرورة التواصل الصحيح والإيجابي مع الأبناء؛ فكثير من المشكلات تنشأ بسبب ضعف التواصل بين الآباء وأبنائهم. وهنا أيضا يبرز دور الجدّة الإيجابي والمكمّل لدور الوالدين، فهي دائما داعمة للطفل وتضفي عليه الحنان والرعاية، التي قد يفتقدها في خضم انشغال والديه عنه.
وتتناول الرّواية أيضا دور المدرسة، والأساليب الخاطئة في التّعامل مع الطلبة في سنّ المراهقة، وما ينشأ عن ذلك من مشاكل لهم. وتركّز الكاتبة على أهمية تنمية المواهب لدى الطلبة وتعزيزها وتطويرها، وأن يدرك المعلمون مكامن القوّة لدى طلبتهم ولا يجعلوا العلامات في المواد الدراسيّة هي المقياس الذي يقيسون به الطّالب.
سيحلّق أبناؤنا عاليا بأجنحتهم التي نصنعها لهم عندما نفهم حاجاتهم ونراعي قدراتهم وننمّي مواهبهم ولا نقمعهم ونزرع روح الخنوع بهم. رواية واقعية مقنعة ومفيدة.
وقالت رفيقة عثمان:
تعمَّدت الكاتبة بكتابة خاصّة لليافعين، نظرا لقلَّة القصص والروايات التي تحاكي مشاعرهم وأفكارهم، باللغة العربيَّة، وهذه الفئة تُعتبر مهمَّشة في المجتمع، خاصَّة في الكتابات الأدبيّة التي تتطرّق لقضاياهم المُعاصرة.
نجحت كاتبتنا في التعبير عن مشاعر الفتيان والفتيات اليافعين، ونقل أفكارهم، بأسلوب راقٍ، فيه مفارقات أدبيَّة، بأسلوب هزلي ساخر أحيانا، ولغة سهلة سلسة جدّا.
اختارت الكاتبة نزهة أسماء الابطال، نسبة لأحفادها وحفيداتها، كما كان الإهداء لهم جميعا، وليس غريبا بأنَّ الكاتبة استوحت أحداث روايتها من مواكبتها لمراحل تطوُّر أحفادها اليافعين، حيث واكبت التطوُّرات التكنولوجيَّة المستخدَمة، والمعاصِرة مثل: التواصل الاجتماعي عبر استخدام الأنترنت والفيس بوك، والواتس أب. وما إلى ذلك.
من الممكن اعتبار الرواية، مرشدا لأهالي الأبناء والبنات اليافعين، والمعلّمين، في كيفيّة تعاملهم بطريقة حسّاسة، غير جارحة ولا محرجة؛ لأنَّ الأبناء والبنات في هذه السن، يعانون من حساسيّة مفرطة في مشاعرهم، ويتوجّب على الجميع معاملتهم بالحسنى، وتفهُّم أفكارهم ومشاعرهم، كما تتوجّه النظريّات التربويّة والنفسيّة؛ لا شك بأن الكاتبة تطرّقت لوصف معظم المظاهر النفسيّة والجسديّة للفتيات والفتيان اليافعين.
اختيار العنوان كان موفَّقا وجذّابا، "طير بأربعة أجنحة"، ممّا يوحي بالسعادة وبالتفاؤل، وإطلاق طاقة مكمونة بحاجة فقط للانطلاق، كما رمزت له الكاتبة صفحة 107، عندما ذكرت "كم أنا سعيد! لقد أصبحت طيرا بأربعة أجنحة أرفرف عاليا. أشعر أنَّني بطل رجع منتصرا من معركة حاسمة".
احتوت رواية "طير بأربعة أجنحة" على مضامين تربويّة متعدّدة:
نبذ العنف والتوجّه نحو المعاملة الحسنة، والتسامح، والتعامل بالصدق، وقول الحقيقة والمواجهة، كذلك إكساب روح الانتماء للوطن، وحب الأماكن المحيطة، وخاصّة الأماكن الأثريّة في القدس، ويافا، والتنويه الى تجنّب أصدقاء السَّوء، وحسن اختيار الأصدقاء، وتصوير ما يجري في المجتمع من تقليد أعمى للغرب في السلوك واللباس، واستخدام اللغة الاجنبيّة أكثر من اللغة الأمّ، وكذلك تشجيع التعبير عن الغضب، بالحديث عنه، وبالبكاء، والكتابة، بالإضافة إلى تشجيع تنمية مواهب الأبناء أو الطُّلاب في هذه المرحلة العمريّة، والأخذ بيدهم نحو الإبداع والتميّز، وعدم إهدار الوقت، نشر روح التعاون بين الأبناء، أو الطلاب.
تهتم الرواية نحو توجيه الأهالي وتوعيتهم بطرق التربية السليمة، وخلق أجواء تربويّة، واجتماعيّة سليمة، والانتباه لهم بهذه المرحلة العمريّة الحرجة، بتفهمهم والاستماع لهم واحتوائهم دائما، ومعرفة احتياجاتهم النفسيّة، وعدم إلقاء اللوم دائما عليهم، والمقارنة فيما بينهم، أمام الآخرين.
وقالت هدى خوجا:
لماذا طير بأربعة أجنحة؟
أليست جميع الطيور بجناحين اثنين!
العنوان مشوّق للقارئ ليبحث القارئ عن سرّ العنوان؛ الكاتبة كانت موفقة في اختيار الرّواية اسما وعنوانا ونصا. الخط كبير ومناسب لمرحلة اليافعين.
لوحة الغلاف مناسبة ؛ومتناسقة مع العنوان والمحتوى وخاصة ص 107وص 48
أهدت الكاتبة الرواية لأحفادها"أحبائي:معكم الحياة أجمل بكثير"
قسّمت الكاتبة الرّواية إلى عدّة مواضيع وحقول منها:
لماذا أنا بالذّات؟ الغضب المدفون، عودة خالتي، باقة الورد،عقاب جماعي،صور على الفيس بوك، ابن عمّتي من ولاية تكساس، بطل الكاراتيه إنسان عنيف، لحظة سعادة، القطّة سكّرّة، في المشفى،المفاجأة.
كانت الكاتبة موفقة في اختيار أسماء الشخوص، أوصلت الكاتبة الموعظة بأسلوب سهل وبسيط وجميل. الأسلوب شيّق من حيث المد والجزر والفرح والحزن، حيث كانت الشّخوص تتحرك بسلاسة واتقان وفن وجمال.
روح الدّعابة والضّحك والتّخيّل موجودة في الرّواية، مثال ص7-8"هل تبكي إذا فقدت صديقتك الهام؟أشرت ب: طبعا لا."
أشارت الكاتبة إلى أمور هامة يجب أخذعا بالاعتبار، وخاصة لفئة اليافعين ومنها أهمية الوقت، والزمن فالوقت كالسّيف ان لم تقطعه قطعك. ص10 " خسارة على الوقت الذي تضيعه سدى من حياتك يا مروان" الصّدق وعدم الكذب. ص18
" اسمع يا مروان ، سوف أعفو عنك هذه المرّة، فقط؛لأنك اعترفت، وقلت الحقيقة."
المحافظة على الصّحة البدنية. تقبّل التّغيرات الفيزيائية على جسم المراهق.
ليس كل إنسان يحتمل المزاح، والنّاس يختلفون عن بعضهم البعض.
وهنالك رسالة للأمهات منها تفهم الأبناء قدر الامكان والاستماع لهم.ص21
التّعاطف مع الحالة المادية للأسرة والاقتصاد وعدم التّبذير ص26
المقالب كان بها شيء من الفكاهة أضفى نكهة خاصة على الرّواية، مع بيان أثرها وسلبياتها. اللجوء إلى المرشد الاجتماعي بالمدرسة، والارشاد إلى تنمية المواهب والهوايات. مثال ص36-37 ومنها الرّياضة كرة القدم و(الجودو والكراتيه)، التّصوير تربية الحيوانات والطّيور والاهتمام بها.
الاهتمام بالمظهر العام والابتعاد عن اللباس غير المناسب مثال ص47-48
الابتعاد عن مظاهر العنف وأنواعه اللفظي والجسدي.الاستماع للنّصائح .
صقل الشّخصية وتنمية المواهب. الصّحبة الطّيبة والابتعاد عن صحبة الاشرار ورفقاء السّوء.الاعتذار عند الخطأ والاعتراف به. التّوثيق بالصّور ، وبيان معالم جماليّة مدينة القدس، والمعالم التّاريخيّة والتراث.
تصوير القطة سكرّة ولكن رفقاء السّوء وعنفهم أدى إلى نفوق الهرّة .
وفي النّهاية جاءت إجابة العنوان واختياره" يا إلهي ،كم أنا سعيد! لقد أصبحت طيرا بأربعة أجنحة أرفرف عاليا"ص107، ومحبّة المدرسة والمحافظة عليها ص108
" اللهم يا رب العالمين ، احفظ لي مدرستي ، من الغرق والحريق وكل شيء ضار!"
وقالت رائدة أبو الصوي:
بطل الرواية (مروان) ويومياته وشقاوته تشبه الطائر الجميل جدا والاجتماعي (الببغاء )، شخصية مروان كانت متقدة براقة تقدح منها النار، كان متمردا وذكيا .
نوعية الورق المستخدم في الرواية من أجود أنواع الورق .طويل المدى
يستفيد منه القاريء ويورثه لأحفاده .
مضمون الرواية مناسب جدا للمرحلة العمرية التي اختارتها الكاتبة (اليافعين)، رواية تتحدث عن يوميات غالبيتهم، غالبية الصور التي طرحتها الكاتبة بحكم خبرتي معهم من خلال عملي فترات متقطعة في المدارس والمخيمات الصيفية والصحافة، شاهدت العديد من تلك الصور، الشخصيات فقط تختلف .
الكاتبة نزهة أبو غوش متفائلة .وهذا جيد في زمن نحتاج به الى جرعات من التفاؤل، جعلت للطير أربعة أجنحة، ما أجمل هذا الخيال! خيال جامح .
عندما نفرح نقول (طرنا من الفرح ) مروان طار من الفرح بأجنحة الكاتبة (نزهةأبوغوش) طار من الفرح؛ ﻷنه حصل على التكريم.
في نهاية الرواية .
من منا لا يشعر بتلك المشاعر عندما يتحدث عنه الآخرون بحديث طيب
وتعزيز الثقة بالنفس .
في هذه الرواية ظهر ضوء في نهاية النفق يبشر بأن الجيل القادم رغم التقدم التكنولوجي لا يزال محافظا على ارثه الثقافي والحضاري.
وقالت هدى عثمان أبو غوش:
رواية هادفة تحمل رسالة تربوية لمعاناة المراهق وما يواجهه من صعوبات، ضغط نفسي، واجتماعي، وبالتالي نشوء صراع داخلي بينه وبين ذاته. تدور أحداثها ما بين المدرسة والبيت. ولذا نجد أن الرواية تطرح تساؤلات عدة من قبل البطل المراهق مروان طالب في الصف التاسع، والتساؤل العميق يبدو جلياً في بداية الرواية على لسانه حين يقول "لماذا أنا بالذات " ومن هنا تبدأ سلسلة الأسئلة التي يهاجم بها المجتمع ( المدرسة والبيت ) وذاته، ويبدأ الأسلوب السلبي والعنيف الذي يستخدمه مروان في محاولة منه لجذب نظر الآخرين، إلا أن الفشل كان حليفه .
كشفت الكاتبة من خلال الرواية مدى مخاطر الفيس بوك والواتس آب حين يتم استخدامه بشكل سلبي، وتطرقت إلى الأفكار المتناقضة بين الجيل القديم والحديث من ناحية رؤيتهم للتطور والملابس المرقعة .
أحسنت الكاتبة في بناء شخصية البطل مروان، فكان السرد على لسانه حتى نهايتها، فصورت لنا حالته النفسية إذ كان يلجأ للوسادة يشكو لها همومه واحتياجه الشديد للإهتمام به، والتعزيز الذاتي من قبل المجتمع، ولذا كان يشعر بالغيرة والحقد من إخوته وأصدقائه الذين يحظون بإهتمام وتشجيع من قبل الأهل والمدرسة.
فكم تمنى أن يسمع كلمة شجاع التي لو تحققت لرفعت من معنوياته النفسية المحطمة بل بالمقابل يتم توبيخه على سلوكه العنيف الذي يتذمر منه أصدقاؤه والأهل.
ومن ناحية أُخرى تظهر شخصيته حنونة إذ تعاطف مع ظروف أهله الماديّة، فكان يبادر بوسائل التوفير للأُسرة (إطفاء الضوء قبل خروجه من الغرفة، وقضاء نصف ساعة بالحمام بدل الساعة....) وشرائه لأُمه باقة ورود بمناسبة يوم ميلادها، كذلك عطفه وخوفه على القطة "سُكّرة" أثناء التنكيل بها من قبل أصدقائه حين رجاهم بالكف عن إيذائها، لكنهم لم يصغوا له فماتت .
أُسلوب الكاتبة قريب للقارئ مشوق، يجعلنا نتابع بشكل انسيابي دون ملل؛ لنرى ماذا ستكون نهاية البطل؟ وقد أضافت الأغاني المشهورة كقصيدة "أُمي يا ملاكي" والقصائد كقصيدة " قم للمعلم" متعة لروح القارئ وكان بطل الرواية كممثل مظلوم يقف على خشبة المسرح يستجدي المجتمع بالمناداة والحوار الداخلي (المونولوج)، ويناجي الله ويصف الأحداث التي تجري معه وحوله بلسان الأنا.
جاء العنوانُ مفاجئاً للقارئ إذ لم تكن هناك إشارات توحي لمعنى طير بأربعة أجنحة، حتى نصل إلى النهاية، فنعلم من خلال حصول مروان على لقب الطالب المتميّز الذي غمرته السعادة كثيرا، وحلّقت به نحو السماء فتمنى لو أن الله يمنحه جناحين ليطير بالشعار إلى أهله، وبعد أسطر قليلة جدا نشعر بقفزة سريعة حين يعبّر مروان عن سعادته بأنه أصبح له أربعة أجنحة .
وقالت نسب أديب حسين:
اختارت الكاتبة أن تكتب لمرحلة عمرية صعبة، وتُشكّل تحديًا للكاتب في التمكن من فهم تميّز طباعها وتقلباتها واهتماماتها، إذ تحتاج الكتابة لليافعين في مرحلة جيل المراهقة، فهم الأبعاد النّفسيّة للشبان واهتماماتهم في الوقت المعاصر. وهذه المهمّة لا بدّ أن تكون أصعب على الكاتب البالغ والذي تفصله مراحل عمريّة عن هذا الجيل، لدى الكاتبة خبرة في الكتابة الأدبيّة كما لا بدّ أنّها استفادت من تجربتها مع أحفادها الذين أهدتهم هذا الكتاب، وتتمتع بخيال ورؤية تربوية ساعدتها في كتابة هذه الرواية.
عملت الكاتبة من خلال بطلها مروان، على التّطرق إلى العديد من القضايا التي تشغل بال المراهق من التغيّر الجسدي، وتعامل المحيط والشعور الذاتي اتجاه الآخرين، ومحاول إثبات الذّات أمام الأهل والزملاء والأساتذة والحبيبة. وجاء طرح مواضيع معاصرة مقنعا وجاذبا، ولا بدّ أن يكون مخاطبا للجيل الذي خُصصت لأجله الرواية، مثل الفايس بوك وانشغال الوالدة به (صفحة 6-8)، استخدام جل الشعر(ص١٩) وارتداء البنطلون الممزق "ص46"
هذا وحاولت الكاتبة تمرير رسائل تربوية بأسلوب سلس بعيد عن التقريرية أو لغة النصح المباشرة، فتحدثت عن أهميّة الصدق، وأهميّة وجود شخصيّة داعمة تسمع المراهق وتتفهمه، وأهمية التوجه لمرشد اجتماعي في المدرسة، وعقبة التّهور واتباع أصدقاء السوء بما قاد في الرواية من قتل القطة، وكسر البطل لذراعه.
هذا وقدمت الرواية حلولا مناسبة للمشاكل التي يلقاها البطل، ونصيحة ممارسة الهواية نصيحة مهمّة، وتتبيّن هذه الأهميّة وفائدتها في نهاية الرواية، مما أضاف الكثير لرسالة الرواية، كما أنّ دعوة الكاتبة إلى عدم الاستخفاف بأيّ هواية كانت هي دعوة مهمة.
أما لغة الرواية فهي سلسة، واستخدام ضمير المتكلم ووجود الحوارات الداخلية تجعل البطل أقرب إلى القارئ، وتدفع القارئ لأن يتعاطف معه ويتفهمه. كما أنّ أسلوب عرض الأحداث وطرحها جاذب وممتع سواء في عرض أحداث درامية أو فكاهية.
في رأيي الرواية مناسبة جدا لجيل المراهقة، وهي مهمّة للآباء الذين لديهم أبناء في جيل المراهقة، إذ تحمل العديد من الرسائل التربوية الموجّهة. وهنا يجدر الثناء على الكاتبة على هذا العمل المتميز، وتقديم رواية لهذه الفئة العمرية التي تعاني مكتبتنا العربية من شح في الاصدارات الموجهة اليها.
وكتبت ديانا أبو عياش:
هذه الرواية التي تخص اليافعين من أبنائنا بدأتها الكاتبة بالدخول الى عالم الفيسبوك، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الكاتبة تتماشى في اصداراتها مع التقدم العلمي والتكنلوجي، الذي له تأثير بالغ على مجتمعنا بدءا بالأطفال وانتهاء بالامهات والاباء.
تدور القصة التي أجرتها الكاتبة على لسان بطلها مروان الطالب في الصف التاسع، تدور حول أساليب التربية بنصائح عديدة تخص مواضيع وعقبات تواجه جيل المستقبل من المراهقين والمراهقات، ومنها على سبيل المثال:
- تحري الصدق : فبطلنا هنا يوقع نفسه في ورطة مع أبيه من جهة وأمّه من جهة أخرى، ويتخبط هنا وهناك مفكرا كيف سيخرج منها، ولا يجد إلا الصدق لينجيه من عقاب أبيه، الذي يسامحه على أن لا يغلق هاتفه مع غيابه عن البيت لئلا يسبب لأهله القلق......فيقول:
"راح أَبي يستعجلني بصوته الممتلئ حنقا، وغضبا .
برجلين مرتجفتين، وشفتين جافّتين، وقلب يختبئ في داخله بعض الخبث؛ أَسرعت نحوه، ثم أَلقيت عليه تحيّة الصّباح، ثم قبَّلت يده، وقلت له بصوت منخفض ورقيق:
"أبي أَرجوك سامحني، أَنا آسف. لم أَذهب عند صديقي حمدي ليلة أمس، بل خرجت من البيت، ودرت في شوارع المدينة دون هدف؛ لأَنّني شعرت أمس بالملل والضّجر، وتعبت جدًا من كثرة الدّراسة للامتحانات. أَعدك بأَن لا أَعيدها بعد اليوم أبدا".
- تأثير المواد الكيميائية من كريمات وجل على البشرة والشعر......حين يقول:
" صحيح. أَضافت أُمي، ثم أَن هذه الأَشياء هي مستحضرات كيميائية، تضرّ بجلدة الرّأْس، وتسبب سقوطًا للشّعر في المستقبل، وأمراضا، لا أُريد أن أذكرها"
- سن المراهقة وما يتبعه من تغيرات فسيولوجية وهرمونية تؤثر على نفسية وتصرفات الأبناء وكيف يجب التعامل معهم بعيدا عن العنف .
- مشكلة التدخين التي يبدأها معظم المدخنين في هذه السن الحرجة، خصوصا اذا كان الأهل من المدخنين.
- مرافقة أصدقاء السوء وتأثيرهم على أخلاق وسلوك الفرد.
بعد طرحها للمشاكل تدخلنا الكاتبة في طرق الحل المناسبة والمؤسسات الأولى التي تساعد في حلها قبل أن تتفاقم، والتي تتمثل في تعاون كل من المدرسة والأسرة، فتأخذنا الى:
- دور المدرسة في ارشاد ومساعدة الأطفال وتوجيههم الاتجاه السليم نحو حل المشاكل التي تواجههم، وممارسة الهواية التي يحبونها، لأنهم لا بد سيبدعون فيها، ويطورونها ليستفيد منها غيرهم، هذا إضافة الى استغلال وقت الفراغ بشكل ايجابي.....فيقول مروان:
" ظلّت آلة التّصوير معلّقة بكتفي. رحت ألتقط كلّ صور تثير إِعجابي، واهتمامي. تذكّرت الأُستاذ زاهر، عندما نصحني بممارسة هواياتي. فعلا إِنّها نصيحة ثمينة. قال لي: إِنّ المواهب يا مروان مثل الرّياضة، والموسيقى، والقراءة والكتابة؛ وغيرها، تهذّبّ الذّات، وتهذّب الغرائز، وتبعدنا عن العنف".
وللقدس في نفس الكاتبة قيمتها العظيمة لذا نجدها تؤكد على أهميتها حين كتبت على لسان مروان تقول:
"لم أترك شيئا في مدينة القدس إلا وقد صوّرته: المسجد الأقصى، كنيسة القيامة، الكنيسة الجثمانيّة المذهّبة، والأّسوار، البوّابات السّبع. بائعة العنب، وبائعة البقدونس والنعناع الجالسات على مسطبة باب العامود، بائع الكعك والفلافل، جنود الاحتلال وهم يفتّشون المارّة، ويسألون عن هويّات، أو تصاريح، أو.. التقطت صورا لأطفال بؤساء، وصورا أُخرى لأطفال سعداء، أعني، يجوز أنّهم سعداء. وصوّرت كلّ النّساء المعتصمات داخل الأقصى؛ من أجل حمايته. صوّرت جدّتي صورة (فيديو)، وهي بحالة عصبيّة شديدة، تلوم، وتلعن، وتعاتب الدّول الّتي تتفرّج علينا، ولا تتحرك لإنقاذ الأقصى المهدّد من قبل المحتلّ، كما أنّها قالت كلمات لم أقدر على استيعابها عن سوريا. لم أرَ جدّتي يوما بهذه العصبيّة، وبهذا الشّكل. قالت كلمات بصوتها المتأجّج:
- "الله يخرب بيتكم، شو؟ ما في حيا؟ ما في ناموس؟ والله إِشي بقهر، بعدين مش حرام عليكم قاعدين بتتفرجوا على هالعالم اللي عم بتموت؟ شو ذنب هالأطفال في حلب؟ ليش مكتفين ايديكم يا واطيين؟ شو؟ الدّم العربي صار ميّة؟ وين راحت الأُمم؟ الله لا يوفقكّم."
ولم تنس الكاتبة أن تحث على ضرورة العطف على الحيوانات وعدم ايذائها ، فكان موضوعا جيدا طرحته بشكل مميز وقوي حين بينت كم أن هناك من الأطفال من لا يقدر ألم الحيوان ، ويتعامل معه كأنه كرة قدم أو لعبة جامدة .
أحببت في هذا الصدد ان أنوه الى قصة او مقولة ان للقط سبعة ارواح فباعتقادي ان المقولة الناس فهمتها خطأ والمقصود ان روح القط كحيوان أليف هي تسوى سبعة ارواح بما يعني انك اذا قتلت القط فكأنك قتلت سبعة ارواح بريئة، وليس انه اذا قتلت القط سيفقد روحا ويبقى له ستة ارواح.
العنوان والغلاف: عندما قرأت العنوان ورأيت الصورة على الغلاف هيئ لي أنها قصة خيالية فيها مخلوقات غريبة الشكل.
الأسلوب: أسلوب الكتابة وطريقة الطرح مباشرة وسهلة وسلسة وهذا يحسب للكاتبة كونه موجه للاطفال، لكن بصراحة كنت أتمنى أن يكون هناك مرونة أكثر في طريقة الطرح، بما يعني الدخول في المواضيع المطروحة بخيال يزيد تشوق الطفل للقراءة، فالطفل تجذبه الأمور الخيالية والمغامرة الهادفة أكثر من المباشرة في ابداء النصيحة،على سبيل المثال: ادخال أسلوب النطق على لسان الحيوانات كالفرس، أو الفيل أو الأسد أو العصفور ، فمثلا لو جعلت القطة (سكّرة ) تتوسل وتبكي كي لا يرميها ذلك الطفل المستهتر عن السطح وتشرح له أن لها روحا إن فقدتها لن تعود إلى الحياة، وأن الله سيعاقبه على هذا الأمر.
أخيرا وليس آخرا أعجبني التدرج في كيفية التعامل مع الطفل مروان الذي كان في بداية الأمر طفلا مشاغبا متنمار مستهترا ومسببا للمشاكل، من خلال المقالب التي كان يفتعلها للجميع، بحيث تم امتصاص سلبيته وتوجيهه إيجابيا من قبل الأهل والمدرسة حين شجعوه على ممارسة هوايته في فن التصوير، حتى أصبح الطالب المتميز في المدرسة، طبعا هذا ليس غريبا على الكاتبة نزهة أبو غوش كونها عملت في سلك التدريس، وتعاملت مع الطلبة ولها من الأعمال الأدبية عدد غير قليل من روايات وقصص للأطفال واليافعين.