الأزمة بين عباس والبرغوثي إلى السطح بعد فك الاضراب..و بيان فتحاوي مضاد لبيانه
04/06/2017
أمد/ رام الله: ظهرت الأزمة بين القائد "الفتحاوي" الأسير مروان البرغوثي والرئيس محمود عباس أمس إلى السطح، إذ نشرت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" بياناً باسم أسرى "فتح" يشكرون فيه عباس على وقوفه إلى جانب إضراب الأسرى عن الطعام، وينتقدون مباشرة البرغوثي على عدم توجيه الشكر إلى الرئيس في بيان سابق حمل اسمه، حسب صحيفة "الحياة" اللندنية.
وجاء في بيان أسرى "فتح" الذي نشرته الوكالة الرسمية: "نحن، منذ لحظة اتخاذنا قرار خوض معركة الأمعاء الخاوية... كان رهاننا على قيادتنا وجماهيرنا الفلسطينية البطلة من دون تمييز". وأضاف: "في هذا البيان الفتحاوي، لا بد لنا أن نؤكد احترامنا الكبير والعظيم للأخ القائد العام لفتح ولرئيس دولتنا الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) لمساندته ووقوفه معنا وإيعازه إلى مؤسساتنا التنظيمية والرسمية في السلطة الوطنية الفلسطينية وسفاراتنا وبعثاتنا الديبلوماسية بدعمنا بالوسائل كافة".
وتابع: "أما بالنسبة إلى الأخ الأسير البطل مروان البرغوثي، ففي الوقت الذي نقدر فيه جميعاً نضالاته... نستهجن ما جاء في البيان الذي نسب إليه، والذي تمت تسميته البيان الأول باسم الأسرى المضربين عن الطعام... والذي تضمن شكراً لأحرار العالم ولكل من ساند الأسرى، متناسياً ذكر قيادة الحركة وعلى رأسها الأخ الرئيس أبو مازن».
وفي انتقاد مباشرة للبرغوثي، قال البيان: "فلكل جواد كبوة، إذ كان يجب أن يشير إلى أصغر شبل وزهرة، وعلى رأس الجميع قائدنا ووالدنا سيادة الأخ الرئيس أبو مازن الذي لم يدخر جهداً ووقتاً إلا واستغله في سبيل دعم قضيتنا".
وظهرت الخلافات بين البرغوثي وعباس منذ توزيع المناصب في اللجنة المركزية لحركة "فتح" عقب عقد المؤتمر العام السادس للحركة نهاية العام الماضي، إذ تم استثناء البرغوثي من أي منصب في اللجنة المركزية، علماً أنه حصل على أعلى الأصوات في المؤتمر.
وطالب أنصار البرغوثي بتوليه منصب نائب رئيس الحركة، لكن عباس واللجنة المركزية كان لهما رأي آخر، إذ تم اختيار محمود العالول لتولي منصب نائب الرئيس.
وخرج اعتراض البرغوثي على توزيع المناصب في اللجنة المركزية، في حينه، إلى الرأي العام على شكل بيان أصدرته زوجته المحامية فدوى البرغوثي طالبت فيه اللجنة المركزية بـ "مراجعة" قرارها. وقالت فدوى في بيانها: "حركة حماس اختارت أسيراً محرراً هو يحيى السنوار ليقودها في غزة، في حين الأمين عام للجبهة الشعبية أحمد سعدات أيضاً يقبع في زنازين الاحتلال الإسرائيلي، ورغم ذلك تصر اللجنة المركزية للأسف على أن مروان غائب".
واعتبر كثيرون إضراب الأسرى الذي قاده البرغوثي خطوة احتجاجية من جانبه موجهة إلى قيادة "فتح" على تجاهله في توزيع المناصب في اللجنة المركزية.
ولقيت دعوة البرغوثي إلى الإضراب المفتوح تجاوباً في صفوف النواة الصلبة للحركة الأسيرة في السجون، والتي لا تخفي عدم رضاها عن أداء قيادة الحركة والسلطة. واتسمت مشاركة قيادة "فتح" في الفاعليات الشعبية التضامنية مع الأسرى، بالرمزية، وهو ما أثار عدم رضا البرغوثي ومعسكره.
وأجرى مسؤولون في السلطة اتصالات واسعة مع الجانب الإسرائيلي بهدف التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإضراب منذ أيامه الأولى، إلا أن البرغوثي ومعسكره اعتبروا هذه الاتصالات محاولة من السلطة لإنهاء الإضراب خشية حدوث تداعيات أمنية وسياسية واسعة في الشارع الفلسطيني أكثر مما هي حرصاً على حياتهم.
ولدى انتهاء الإضراب، صدر بيان عن حملة البرغوثي حمل اسمه، وأشاد فيه بالجهات التي دعمت الإضراب من دون ذكر الرئيس عباس الذي لم يخف غضبه من هذا الموقف، ووجه في الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نقداً حاداً للأصوات التي "اتهمت" القيادة الفلسطينية بالتقصير في مساندة الأسرى المضربين. وقال أن فريقاً من السلطة توصل إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي في اليوم الخامس عشر من الإضراب، لكن قيادة الإضراب رفضته.
وشهدت قيادة "فتح" في السجون انقساماً إزاء الإضراب، إذ عارضه عدد من قيادة الحركة ورفض المشاركة فيه. وفي نهاية الإضراب، حدث خلاف بين قيادة الإضراب في شأن الاتفاق المعروض من الجانب الإسرائيلي، إذ أيد فريق التوصل إلى الاتفاق فيما عارضه البرغوثي، لكنه عاد وقبل به خشية حدوث تصدع في قيادة الإضراب.
نص بيان "اسرى فتح" الذي نشرته "وفا"
وفيما يلي نص البيان:
قال تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابا). صدق الله العظيم
يا جماهير شعبنا الفلسطيني البطل يا أهلنا الأوفياء لدماء الشهداء، نحييكم بتحية فلسطين الوطن والشعب والعلم والهوية.. يا جماهيرنا الفتحاوية الابية العظيمة.. يا ابناء حركة فتح صانعة القرار.. يا تلامذة أبو جهاد وأحفاد أبو عمار.. يا من تجملت أخمسات البنادق في سواعدكم في ظل الكفاح والنضال المستمر.. ايها الفتحاويون الصابرون الصامدون بالرغم من الجراح والقيد والمعاناة، يا من تسطرون في كل يوم أروع لوحة في التضحية والفداء والوفاء لدماء الشهداء.. وفي اياديكم بيارق النصر خفاقة.. نحييكم بتحية الصمود الاسطوري الذي تسطرونه في وجه عدونا الجبان وسياساته القمعية.. نحييكم وانتم الحق الذي سيهزم الباطل والظالم وطغيانه.. نحييكم بما يليق بكم ولمكانتكم العظيمة التي تسكن ضمائر وقلوب كل الأحرار والشرفاء وبعد :
نحن أسرى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .. نحن من جئنا من جمر الدرب ولهيب الحرب وملأنا سماء فلسطين نجوما وأقمارا لا حدود لها سوى النصر.. نحن من لا زالت مواعيدنا زاخرة بساعات من عيلبون الانفجار ومن وحي معركة الكرامة والانتصار.. ومن معركة الامعاء الخاوية التي خضناها مؤخرا لنكون دوما في الطليعة و لنكون اصحاب النداء والقرار خلف قيادتنا لذلك اضأنا من آلام جوعنا ومن مياهنا وملحنا شعلة الفجر الفلسطيني من وهيج الثورة ومن نيران الثورة الخالدة حتى النصر.. فبعد واحد و أربعون يوما من الاضراب المفتوح عن الطعام طلت فتح برجالها وأبطالها وجنودها في كل مواقعهم النضالية داخل معتقلات العدو وخارجها من اعماق الجرح كسنبلة تشق يابس الصخر فكانت فتح كما دوما دم ينزم مفاصل الصخر والحجارة .. فتح ابداع الكفاح وكفاح الإبداع.. فتح شرف الامة ورايات النصر. فتح خطوات الواثق من الوصول الى القمة ..
يا شرفاء الوطن والثورة
نحن منذ لحظة اتخذنا قرار خوض معركة الامعاء الخاوية في 17-4-2017 م كان رهاننا على قيادتنا وجماهيرنا الفلسطينية البطلة دون تمييز وراهنـا بشكل خاص ومميز على جماهيرنا الفتحاوية الاصيلة وعلى ابناء فتح العظيمة وعلى كل شرفاء امتنا العربية واحرار العالم فطوال 41 يوما لم يهتز ايماننا ثانية وثقتنا بإخواننا واخواتنا الفتحاويين حيث كنتم على قدر كبير من المسؤولية وكنتم اهلا لهذه الثقة وكان دوركم ايها الفتحاويين لا يقل اهمية عن دورنا في ظل المعركة فكان دعمكم ومساندتكم لنا في كافة ارجاء الوطن التاريخي وفي كافة اماكن التواجد الفلسطيني هو الدعم المعنوي الذي جعلنا نصبر حتى النهاية، فنحن خضنا هذه المعركة الاسطورية ايمانا منا بحقنا في الحياة الكريمة داخل المعتقلات الاسرائيلية وبشروط اعتقالية تليق بنضالاتنا وللحفاظ على منجزاتنا التي حققتها الحركة الوطنية الاسيرة بدماء الشهداء وبعذاباتنا المريرة التي حاول عدونا اللعين سحبها و مصادرتها.. فحقوقنا ومطالبنا مشروعة وسنبقى نناضل حتى ننتزعها رغم انف الاعداء الصهاينية الارهابيين فكنا رأس الحربة ونحارب في خندق المواجهة الأول بأمعائنا الخاوية و بأجسادنا العارية تحت راية ولواء حركة فتح وباسم كل احرار فلسطين ايمانا منا بحتمية النصر والانتصار في ظل رايتنا الصفراء التي تحمل شعار العاصفة الفتحاوية وعلم فلسطين..
فنحن لم ولن يكون يوما في حساباتنا ان نخوض معركة الجوع والعطش حبا بالجوع او من اجل تحقيق اهداف بعيدة عن كرامة الاسرى كل الاسرى، او كي نستقطب اضواء المجد والشهرة، او ان نكون جزءا من مناكفة سياسية ضيقة او شخصية هنا او هناك، فنحن فتحاويون بامتياز ونحن على اكتافنا اصدق واعدل قضية وطنية في العالم، ودفعنا ارواحنا واعمارنا واجسادنا تلبية لنداء فلسطين ومن اجل اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ولنرفع رايات فلسطين وحركة فتح فوق اسوارها.
اننا اليوم نوجه بياننا هذا لكل ابناء شعبنا العظيم.. لجميع المناضلين والشرفاء والاحرار تقديرا منا واحتراما لهم لوقوفهم لجانبنا ودعمهم لنا فعليا ومعنويا في اضرابنا الاسطوري الذي تكلل بالانتصار.. ننحني اجلالا واكبارا لأرواح الشهداء الذين ارتقوا الى جنات الخلد دفاعا عن قضية الاسرى واضرابهم.. وننحني لإقدام امهاتنا الفلسطينيات الصامدات اللواتي اذرفن الدموع من اجلنا، فاليوم نقف وقفة عز وكبرياء واعتزاز بجميع الاخوة والاخوات الفتحاويين في كل ارجاء المعمورة وبجميع مؤسساتنا الوطنية وفصائل العمل الوطني والنقابات والجامعات والمدارس، وبجميع احرار العالم اجمع لوقوفهم معنا حتى اليوم..
وفي هذا البيان الفتحاوي لا بد لنا ان نؤكد احترامنا الكبير والعظيم للأخ القائد العام لحركة فتح ولرئيس دولتنا الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن"، لمساندته ووقوفه معنا واعطائه الايعاز لكافة مؤسساتنا التنظيمية والرسمية في السلطة الوطنية الفلسطينية وكافة سفاراتنا وبعثاتنا الدبلوماسية بدعمنا بكافة الوسائل، وايصاله رسالتنا وصوتنا للمحافل الدولية لأننا اسرى حرية وكرامة، كما نشكر كافة الاخوة القادة اعضاء لجنتنا المركزية ومجلسنا الثوري لوقوفهم معنا منذ اليوم الاول للإضراب، وكذلك نثمن عاليا قرارهم بتعيين الاخ الأسير القائد كريم يونس عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، وذلك تقديرا لتضحياته ونضالاته المستمرة حتى اللحظة وبعد مرور خمسة وثلاثين عاما في قلاع الأسر.
اما بالنسبة للأخ الاسير البطل مروان البرغوثي، ففي الوقت الذي نقدر فيه جميعا نضالاته ولا نختلف على شخصه الوطني والنضالي والقيادي في حركة فتح حيث نعتز به ونقدر نضالاته وتضحياته الطويلة، فإننا نستهجن ما جاء بالبيان الذي نسب اليه والذي تمت تسميته بالبيان الاول باسم الاسرى المضربين عن الطعام، والذي تم نشره في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والذي تضمن شرحا عن معركتنا الاسطورية التي استمرت 41 يوما، وشكرا لأحرار العالم ولكل من ساند الاسرى، متناسيا ذكر قيادة الحركة وعلى رأسها الاخ الرئيس ابو مازن، وكذلك هذا الجيش الفتحاوي الكبير الممثل بالأقاليم والمناطق التنظيمية ومؤسسات الحركة بشكل عام، فلكل جواد كبوة، حيث كان يجب ان يشير لأصغر شبل وزهرة وعلى رأس الجميع قائدنا ووالدنا سيادة الاخ الرئيس "ابو مازن" الذي لم يدخر جهدا ووقتا الا واستغله في سبيل دعم قضيتنا هو وكل جماهير فتح. كما نتقدم بعظيم المحبة والتقدير لأعضاء لجنتنا المركزية ومجلسنا الثوري الذين لم يقصروا وقاموا بواجبهم اتجاهنا حيث ننحني لهم شاكرين نيابة عن من لم يشكرهم فيما سمي بالبيان الاول.
واخيرا كل التحية لمن اعتصم بخيم الاعتصام في الوطن وخارجه ولكل من سار في مسيرة ولكل من اشتبك ولكل من وقف معنا بمشاعره وحسه الوطني.. التحية للجنة الوطنية لإسناد الاضراب.. والتحية والتقدير لنادي الاسير ولهيئة شؤون الاسرى.. التحية للمرأة الفلسطينية التي ابدعت في دعمنا.. والشكر لكل احرار امتنا العربية ولكل الاصدقاء في العالم.
والسلام عليكم ورحمة الله
اخوانكم وابناؤكم اسرى حركة فتح الذين خاضوا الاضراب عن الطعام
3-6-2017