الثلاثاء 26-11-2024

"الجبهتان" تُحذران من الانجرار وراء أوهام المشروع الأمريكي

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

"الجبهتان" تُحذران من الانجرار وراء أوهام المشروع الأمريكي

عقد المكتبان السياسيان للجبهتين الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين اجتماعاً مشتركاً، ناقش القضايا المدرجة على جدول أعماله.
وشددت الجبهتان، في بيان صدر عقب اجتماعهما، على رفض مشروع الحل الاقليمي الأميركي وتطبيع العلاقات العربية – "الاسرائيلية" على حساب قضية شعبنا وحقوقه الوطنية.
وحذرت الجبهتان القيادة الفلسطينية من الانجرار وراء أوهام المشروع الأميركي، مشيرة إلى اكتفاء شعبنا بكوارث أوسلو على مدى ربع قرن من الخسائر الصافية.
ودعت الجبهتان للعودة إلى البرنامج الوطني الفلسطيني، برنامج الانتفاضة والمقاومة، وبرنامج العودة وتقرير المصير والاستقلال والسيادة.
وفيما يلي النص الكامل لبيان الجبهتان الشعبية والديمقراطية:
" بيان صادر عن الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين
1) تتوجه الجبهتان بالتحية والتقدير إلى أسرانا الباسل في إضرابهم البطولي عن الطعام احتجاجاً على سياسات إدارات السجون الصهيونية وإجراءاتها التعسفية ضدهم. وتثمن عالياً صمودهم في الشهر الثاني للإضراب تحت شعار «الحرية والكرامة»، بما يرمز إليه من أبعاد تطال الجوانب كافة لقضيتنا الوطنية ولكفاح شعبنا ونضالاته. والجبهتان وهما تدعوان كافة أسرانا إلى الانخراط في معركة الأمعاء الخاوية، في إطار صون وحدة الحركة الأسيرة، وضمان صمودها، فإنهما في الوقت نفسه تحذران من أية محاولة للالتفاف على الحركة الأسيرة ونضالاتها، وضرب وحدتها في إطار البحث عن حلولٍ هدفها كسر الإضراب وإفشاله، حتى لا يشكل رافعة نضالية في إطار تنظيم الصفوف في التصدي لمشاريع التسوية الهابطة والتي تتجاوز الحقوق الوطنية والقومية لشعبنا في العودة وتقرير المصير والاستقلال والسيادة.
إن الجبهتين، وهما تتوجهان بالتحية إلى أبناء شعبنا، في الوطن وفي الشتات، وإلى الحركة الشعبية العربية، وإلى القوى التقدمية والمحبة للسلام في العالم، لوقوفهم إلى جانب أسرانا، وتضامنهم معهم في معركة «الحرية والكرامة»، فإنهما تدعوان في الوقت نفسه إلى مضاعفة هذا الحراك والزج بالمزيد من القوى الشعبية، لصون نضالات أسرانا، وتعزيز صمودهم، ومدهم بالعزيمة الضرورية للتصدي للضغوط التي تمارس عليهم لكسر الإضراب والالتفاف على مطالبهم الحقة والمشروعة.
2) توقفت الجبهتان أمام جولة الرئيس الأميركي ترامب في المنطقة، وأمام استهدافاها الاقليمية والعربية والفلسطينية. ورأت أن الولايات المتحدة، وبتواطؤ مفضوح من عدد من العواصم العربية والاقليمية، تعمل على إعادة صياغة المعادلات السياسية في المنطقة، بما يخدم مصالح التحالف الأميركي ـــــــ الصهيوني، وعلى حساب قضايا شعوب المنطقة وفي مقدمها شعبنا الفلسطيني. وترى الجبهتان، أن الدعوة الأمريكية وتجاوب عدد من العواصم العربية، في اعتبار إيران وليس إسرائيل، الخطر المباشر على المنطقة، وأن الدعوة إلى مؤتمر اقليمي عربي - إسرائيلي، بديل للمؤتمر الدولي لحل مشكلة المنطقة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية، نقلة كبرى إلى الوراء وخطيرة جداً، من شأنها أن تفتح الباب لتطبيع العلاقات العربية - الإسرائيلية، وتهميش القضية والحقوق الوطنية والقومية الفلسطينية، وشطب المشروع الوطني الفلسطيني. وما الشروط التي حملها المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات إلى القيادة الرسمية الفلسطينية لاستئناف المفاوضات، تحت الرعاية الأميركية المنفردة للولايات المتحدة، وبغطاء إقليمي عربي، إلّا صيغة أخرى للشروط الإسرائيلية التي كثيراً ما لوحت بها حكومة أقصى اليمين في الكيان الصهيوني.
إن الجبهتين، وهما تدعوان أبناء شعبنا، لتحويل يوم زيارة ترامب إلى الضفة الفلسطينية يوم غضب وطني شامل، فإنهما، في الوقت نفسه، تحذران القيادة الرسمية الفلسطينية، من خطورة الانجرار وراء الوهم الأميركي مرة أخرى، بعد أن أثبتت تجربة ربع قرن من الزمن، أنها لم تجلب لشعبنا، على يد سياسات القيادة الفلسطينية الرسمية الحالية، إلا الكوارث والمصائب الوطنية. وترى الجبهتان أن محاولة القيادة الفلسطينية الرسمية الحالية البحث عن حل لأزمتها السياسية المستعصية، عبر اللجوء إلى الحلول الأميركية، ما هو إلا إصرار على تعميق الأزمة، ومن شأن ذلك أن يلحق المزيد من الكوارث بالقضية والحقوق الوطنية لشعبنا، وأن يعزز الانقسام في الحالة الفلسطينية، وأن يهدد بالمزيد من التفتيت للصف الوطني، وأن يزرع الإحباط أكثر فأكثر في صفوف شعبنا، في الوطن والشات، وأن يبدد تضحياته على مدى سنوات نضاله المديدة
3) وبناء على ما سبق، فإن الجهتين تدعوان إلى سياسة جديدة وبديلة، تستعيد المشروع الوطني الفلسطيني الموحّد والموحِد لشعبنا، كما توافقت عليه قواه الوطنية وفعالياته السياسية ومؤسساته المدنية في وثيقة الوفاق الوطني (26/6/2006) وفي حوارات القاهرة المتعددة، الأمر الذي يستدعي:
أ) استخلاص الدروس من التجربة المرة لمشروع أوسلو، وطي صفحة هذا المشروع، وسحب الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، ووقف الرهان على المفاوضات الثنائية والمنفردة، تحت الرعاية الأميركية ووقف الرهان على ما يحمله ترامب من مشاريع هدفها في الأساس شطب قضيتنا الوطنية، وتشديد القبضة الأميركية والإسرائيلية على منطقتنا العربية.
ب) تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في 5/3/2015، بما في ذلك وقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، ومقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي، والشروع ببناء
الأسس المتينة لبناء الاقتصاد الوطني الفلسطيني، واستئناف المقاومة الشعبية وحمايتها وتطويرها نحو انتفاضة شعبية شاملة ضد الاحتلال والاستيطان على طريق التحول إلى عصيان وطني شامل.
ج) إعادة الاعتبار لقرارات اللجنة التحضيرية الخاصة بالمجلس الوطني في بيروت (شباط 2017) بما في ذلك الشروع في تنظيم مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة تضم الجميع، وحل الهيئة الخاصة بحركة حماس لإدارة وزارات قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات اللازمة، وطنياً، لتنظيم انتخابات شاملة، رئاسية وتشريعية (في السلطة وم.ت.ف) وبحيث يقوم مجلس وطني توحيدي جديد، وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، بديلاً للمجلس القديم، الذي انتهت ولايته.

د) إنهاء الانقسام، وإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية على قاعدة من الشراكة الوطنية بديلاً للاستفراد والتفرد وللمحاصصة الثنائية. الأمر الذي يفرض انتظام عمل المؤسسات التشريعية والتنفيذية الوطنية (مجلس وطني ـ مجلس مركزي ـ لجنة تنفيذية ـ دوائر ولجان المجلس واللجنة...)
إن السياسة المتبعة من قبل القيادة المتنفذة في م.ت.ف في تهميش هيئات المنظمة وتعطيلها، للاستفراد بالقرار الوطني والتفرد به (وفي الوقت نفسه مشاورات لا تنقطع مع بعض العواصم العربية وواشنطن) إنما تلحق الضرر الشديد بالمصالح الوطنية لشعبنا، وبالعلاقات الوطنية لقواه السياسية، كما تلحق الضرر بالمؤسسات الوطنية، وبنظامنا السياسي، لصالح تكريس نظام فردي بات أقرب إلى النظام الدكتاتوري المكشوف.
ه) تدويل القضية الوطنية والحقوق الوطنية الفلسطينية عبر نقلها إلى المحافل الدولية تحت سقف قرارات الشرعية الدولية التي تكفل لشعبنا حقوقه الوطنية والقومية في الحرية وتقرير المصير، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية والمجلس العالمي لحقوق الإنسان.
إن الجبهتين، وهما تتوجهان إلى شعبنا بهذا البيان المشترك، إنما تجددان العهد على مواصلة الطريق تحت راية م.ت.ف الائتلافية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وتحت راية برنامجها الوطني، برنامج العودة وتقرير المصير والاستقلال والسيادة، أياً كانت الصعوبات وأياً كانت التضحيات.
في 22/5/2017
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"

انشر المقال على: