"جدلية العلاقة بين الصهيونية واليهودية" محور النقاش في "ندوة غسان كنفاني"
نظمت بوابة الهدف، الخميس، ندوة حوارية نقدية بعنوان "جدلية العلاقة بين الصهيونية واليهودية"، تناول المشاركون فيها العلاقة بين اليهود والدين اليهودي والدولة اليهودية وأصل فكرة الدولة الاستعمارية الصهيونية، منذ بدايات الدعوة لقيام دولة عبرية لليهود في أرض فلسطين في العقود الأولى من القرن التاسع عشر، وصولاً إلى الشعارات الصهيونية التي تنادي بـ "يهودية الدولة" في الوقت الراهن.
وجاءت الندوة استمراراً للقاء الشهري الذي تُنظمه البوابة، تحت عنوان "ندوة الشهيد غسان كنفاني"، بينما شارك في الندوة كل من الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، والمختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مهرة، ومن الضفة الغربية، الكاتب والباحث نصار ابراهيم عبر سكايب، في حين أدار دفة الحوار الكاتب والصحفي هاني حبيب.
وتحدث الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل عن سياقات نشوء وتطور الدولة العبرية فيما يتعلق بالبعد الديني للحركة الصهيونية، وقال إن الحركة الصهيونية لم تعتمد في بداية نشوؤها الديانة اليهودية كعنصر فاعل في الدعوة إلى قيام دولة عبرية، ولكن مع تطورات الحركة الصهيونية تم اللجوء إلى الدين اليهودي للحصول على هدف دولة صهيونية.
وفيما يتعلق الشعارات اليهودية التي رفعتها حكومات الدولة الصهيونية والتي تنادي بـ"يهودية الدولة"، وارتباط "الحركة الصهيونية العلمانية" بفكرة الدولة الدينية، قال الكاتب عوكل أن الحركة الصهيونية منذ بداياتها لم تكن حركة أساسها الدين، حتى أن مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل لم يكن متديناً، بل كان علمانياً، ما يدلل على أن أصل المشروع الصهيوني، لم يرتبط بفكرة دينية يهودية بل بفكرة سياسية استعمارية، موضحاً أن فكرة تجميع "الشعب اليهودي" في دولة كانت الغطاء للدعوة لقيام دولة "إسرائيل"، استغلالاً لظروف اليهود في شرق أوروبا وتطلعاتهم القديمة آنذاك لنفيذ المخطط إمبريالي في المنطقة الهادف لخلق حاجز بين الشرق والغرب، ارتباطاً بدور وحاجة ووظيفة استعمارية.
بدوره، تناول الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي اسماعيل مهرة، ما يجري من دعوات لدولة "يهودية" القومية، على أنقاض الدولة الصهيونية العلمانية التي استمرت لعقود، مشيراً إلى أن فكرة تأسيس دولة يهودية كانت بدايةً في رأس الحاخامية اليهودية قبل وجود الحركة الصهيونية برمتها.
واستعرض الباحث مهرة دور الحاخامية الدينية اليهودية في المساهمة بإنشاء صناديق تمويل مشروع الدولة اليهودية و"العودة اليهودية لأرض فلسطين" وصولاً لظهور جمعية أحباء صهيون، قبل الحركة الصهيونية، حتى بدء الهجرة اليهودية إلى فلسطين وبناء المستوطنات فيها.
وأوضح مهرة أن الحركة الصهيونية استخدمت الدين اليهودي لاستقطاب قلوب اليهود من شتى انحاء العالم ودفعهم إلى الهجرة إلى أرض فلسطين، مستشهداً بمقولة بن غوريون في وصفه لاستخدام الدين اليهودي في التحشيد لقيام دولة "اليهود"، بأنه "وسيلة مواصلات تقضي فيها بعض الوقت لكن ليس كله".