وثائق تؤكد استهداف الـ "أونروا" البعد الوطني في المناهج التعليمية
اتضحت معالم النشرة التي وزعتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" على معلميها، والتي تشمل تعديلات على المناهج الدراسية الجديدة من الصف الأول حتى الرابع الابتدائي، وقد أثارت ضجة عارمة بين جميع فئات المجتمع الفلسطيني، معتبرين أنها تعديلات تمسّ الهوية الفلسطينية، وترسّخ وجود الاحتلال.
وبحسب النشرة فإن التعديلات تشمل أكثر من 50 درسا في مساقات اللغة العربية والتربية الاسلامية والرياضيات والمواد الاجتماعية والعلوم والانجليزي، وترتكز على ثلاث قضايا؛ العنف بقصد (المقاومة)، وفئة الجنس بقصد "الاختلاط"، إلى جانب إلغاء ذكر القضايا السياسية التي تتعلق بالثوابت الفلسطينية.
وعقدت وكالة الغوث خلال العام الماضي، ورش عمل مع عشرات المعلمين التابعين لمدارسها لتدريبهم واطلاعهم على مجمل التعديلات المطلوب الإلتزام حرفيا بها خلال الحصة الدراسية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اتهام "أونروا" بإدخال بعض المصطلحات على المناهج التعليمية الفلسطينية للطلاب في مدارسها، حيث أثير هذا الأمر قبل عدة سنوات من خلال محاولتها إدخال مصطلح "الهولوكوست" في مادة التربية الوطنية للصف السابع.
من جانبها، جددت وزارة التربية والتعليم العالي رفضها القاطع لأي تعديل أو تغيير على المناهج الفلسطينية، بعدما أشيع بأن "أونروا" تحاول القيام بذلك.
وقالت الوزارة في بيان لها "أنه وحسب القانون الدولي فعلى الأونروا تطبيق منهاج الدولة المضيفة، موضحةً أنها ستتخذ "إجراءات عقابية" ضد كل من يحاول تغيير المناهج أو التلاعب بها".
وأوضحت أن أي محاولة لتغيير المنهاج تُعدُ اعتداء على فلسطين، واستهدافا وطمسا وتذويبا للهوية الوطنية، مؤكدة أن ما تم تناقله يشير إلى استهداف البعد الوطني في المناهج بما يتساوق مع مخططات الاحتلال التي تشوه وتحرف المناهج.
ودعت الوزارة الوكالة إلى توضيح موقفها والتوجه فورًا لجهة الاختصاص في الوزارة وعدم الاستجابة لضغوطات الاحتلال لأن مناهجنا هي رمز سيادتنا ولن تسمح أبدا باستهدافها وتشويهها.
يذكر أن وزير التربية والتعليم صبري صيدم قال الأربعاء الماضي إن: "الوزارة لن تقبل تغيير أو تحريف المنهاج التعليمي من أي مؤسسة سواءً كانت أونروا أو جهات أخرى".
من جهته، حذر رئيس مجلس أولياء الأمور في مدارس "أونروا"، زاهر البنا، من مخطط وكالة الغوث، "طمس الهوية الفلسطينية من خلال التغيير الذي تحاول إدخاله على المناهج".
وقال في تصريحات صحفية: "المخطط يهدف إلى شطب واستبدال كل ما يدل على الهوية والتراث الفلسطيني والخارطة والقدس وجدار الفصل العنصري وغيرها من الأمور، واستبدالها بمصطلحات أخرى".
وأضاف: "إننا كأولياء أمور أكدنا لدائرة التربية والتعليم في الأونروا أننا لن نسمح بذلك ونرفض هذا المخطط وسنعمل على إفشاله، وأي مذكرة تحتوي على هذه المواد ونعلم بوجودها في المدارس سنقوم بسحبها وإتلافها".
ولفت إلى أن التغيرات تهدف إلى "غسل دماغ الطلبة الفلسطينيين، ومسح ثقافة الأجيال أو ارتباطهم بوطنهم وقضيتهم، وترسخ ثقافة التطبيع والتعايش السلمي، وتنفّر الطلبة من المقاومة الفلسطينية".
وتتضمن النشرة ضرورة عدم إظهار رمزية مدينة القدس كعاصمة لدولة فلسطين، وأيضًا مسماها من كافة الموضوعات المنهجية، وأنها مدينة للديانات السماوية الثلاث فقط وتمييع الوجود الإسلامي فيها، وعدم التطرق للحواجز "الإسرائيلية" التي تمنع المسلمين من الوصول إلى المدينة المقدسة.
وتؤكد حذف واستبدال أي نص يتعلق بممارسات الاحتلال القمعية ضد الشعب الفلسطيني، مثل جدار الفصل العنصري والاستيطان وهدم البيوت وعمليات القتل اليومي والاعتقالات وأسماء المعتقلات الإسرائيلية.
وجاء في النشرة، عدم الاحتفال بيوم الأسير ولا ذكر أسماء الأسرى، وعدم ارتباط منطقة الأغوار بفلسطين، وحذف التراث الفلسطيني.
وتعتبر نسبة التعليم في الضفة الغربية وقطاع غزة عالية بالمقاييس العالمية والإقليمية، وتعتبر من أعلى النسب في العالم العربي (المرتبة الثانية حسب التصنيف العالمي)، حيث بلغت هذه النسبة في السنوات الأخيرة 91.2%، في حين أن نسبة التعليم بين كلا الجنسين (ما بين عمري 15-24) قد بلغت 98.2%.
وبلغت نسبة الطلبة الملتحقين بالمدارس الحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 73%، أما الباقي، فموزعون على مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNRWA) بنسبة 24% والمدارس الخاصة بنسبة 6%.