خلافات تعصف بمركزية فتح حول النائب وتوزيع المهام
عباس زكي: فوضنا الرئيس عباس لتوزيع المهام
كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، في تصريحات لصحيفة "القدس العربي" اللندنية، عن توافق اللجنة المركزية على إحالة ملف توزيع المهام التنظيمية للرئيس محمود عباس، بصفته القائد العام للحركة، بسبب وجود خلاف بين الأعضاء على هذه المهام، وقال إن اجتماع اللجنة يوم غد الأربعاء، سيناقش هذا الملف، وأن ملف تكليف الأعضاء الجدد سيؤجل لحين وضع إستراتيجية العمل الجديدة.
وأكد، أن أعضاء اللجنة المركزية لفتح، الذين كانوا اجتمعوا سابقاً، وضعوا ثلاثة خيارات من أجل توزيع المهام التنظيمية، تمثلت في "التوافق" أو "الانتخاب" أو "إحالة الملف للرئيس".
وأضاف أن أعضاء اللجنة فوضوا الملف للرئيس عباس، ليقوم بدوره بتوزيع المهام التنظيمية، في ضوء معرفته بقدرات الأعضاء على تولي الملفات، كونه القائد العام للحركة، وذلك لوجود خلاف بين الأعضاء على عدد من هذه المهام.
وأشار عضو اللجنة المركزية إلى أن المفوضيات التنظيمية للحركة، لا تزال تخضع للإشراف القديم من قبل أعضاء المركزية، التي أنيطت بها إدارة هذه المفوضيات في الفترة الماضية.
وقال زكي، إن أعضاء اللجنة المركزية سينتظرون اجتماع الأربعاء، لمعرفة إن كان الرئيس قد قام بتوزيع المهام التنظيمية على الأعضاء، مشيراً إلى أنه في حال لم يكن الرئيس قد وزع المهام، سيتم إخضاع الملف للنقاش.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة "الغد" الأردنية، عن مسؤول فلسطيني قوله إن "هناك جدلاً حاداً داخل أطر اللجنة المركزية لحركة "فتح" حول تعيين نائب الرئيس، في سياق النقاشات الدائرة بشأن توزيع المهام والصلاحيات الداخلية، التي ستبحثها الحركة".
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "الخلاف القائم بين عدد من الأعضاء في اللجنة يدور حول تعيين القيادي في "فتح"، مروان البرغوثي، نائباً للرئيس، في ظل منافسة شديدة بين عدد من القياديين البارزين في الحركة لشغل منصب الرجل الثاني في الحركة، والذي قد يعزز حظوظه، لاحقاً، لدى البحث الجدي في خلافته".
وأوضح أن "مؤيدي هذا التوجه يستندون إلى حصد البرغوثي أعلى الأصوات في عضوية "المركزية"، خلال انتخابات المؤتمر العام السابع للحركة، نهاية العام الماضي".
واعتبر أن تلك النتيجة "تعطي دلالة واضحة لرمزية البرغوثي ومكانته الوطنية، التي طالما تصدرت منسوب التأييد الشعبي في استطلاعات الرأي العام الفلسطيني الأخيرة، وشكلت في مفاصل حاسمة منافساً قوياً لخلافة الرئيس محمود عباس".
في المقابل؛ يرى أعضاء في الحركة بصعوبة تعيين البرغوثي، الأسير مدى الحياة في سجون الاحتلال، في منصب رفيع ومعني بمتابعة القضايا الداخلية والتنظيمية للحركة".
وقد أدى هذا الأمر إلى استياء زوجة القيادي الفتحاوي، المحامية فدوى البرغوثي، عبر صفحتها على "فيسبوك"، مما حدث مؤخراً حول الخلاف الحاد والمعارضة على تعيين الأسير مروان بمنصب نائب الرئيس، "رغم الاستحقاق وما حققه من نجاح بحصوله على أعلى الأصوات في قائمة الفائزين بعضوية اللجنة المركزية، مما يعني في أعراف الحركة أنه نائب الرئيس"، بحسبها.
وأوضح المصدر أن "المباحثات تطال شغل المناصب القيادية، في اللجنة المركزية أو المجلس الثوري للحركة، لاسيما ملف اختيار أمين سر للجنة المركزية، خلفاً لأبو ماهر غنيم الذي غادر المنصب، وهو منصب مهم، حيث تحال إليه رئاسة الاجتماعات في حال غياب الرئيس".
وأشار إلى أن "الخلافات حول توزيع المسؤليات على "المركزية" أدت إلى تأخير البت فيها لأكثر من شهرين، منذ انعقاد المؤتمر مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لأن الاتفاق حولها كان يحتاج إلى حل في إطار التوازنات الموجودة داخل الحركة".