الأربعاء 27-11-2024

صحيفة عبرية: عوامل انفجار في رام الله ستحرق أبو مازن

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

صحيفة عبرية: عوامل انفجار في رام الله ستحرق أبو مازن

قال "نداف شرغاي" الكاتب والمحلل السياسي في مقالة نشرتها صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "إن قيادة حركة فتح أصبحت تؤكد لدى قاعدتها الأولى أن ما تتجه نحوه الأمور بعد مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة هو الانفجار في وجه خيبة الأمل وتوليد موجة أخرى من العمليات، والتقدير في "إسرائيل" هو أن قرار 2334 لمجلس الأمن ضد المستوطنات هو لحظة الذروة في حالة النشوة في الصراع ضد "اسرائيل"، في الوقت الذي كان فيه الأسبوعان الأولان لترامب بمثابة الكابوس بالنسبة للفلسطينيين، أوباما غادر وجاء ترامب، وقائمة الضربات التي يعدها الفلسطينيون آخذة في التزايد".
وأضاف "شرغاي": "إن الإدارة الأمريكية الجديدة تتعامل مع السلطة الفلسطينية بلامبالاة واضحة، إضافة إلى تصريحات "إسرائيلية" حول بناء 6.100 وحدة سكنية في القدس وفي المستوطنات، والتهديد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتجميد قرار أوباما منح 221 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، والقرارات الامريكية بتجميد تمويل مؤسسات الأمم المتحدة التي تمنح السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، والإشارات الأولية للتقرب من جديد بين "إسرائيل" والاتحاد الاوروبي بعد عامين من العلاقة المتوترة، على خلفية استبدال السلطة في الولايات المتحدة، وفي بداية الأسبوع الحالي حصل الفلسطينيون على "هدية" أخرى، وهي تصريح لم يسبق له مثيل من الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، "انطونيو غوتريش"، والذي قال فيه: "واضح مثل الشمس أن الهيكل الذي دمر على أيدي الرومان هو هيكل يهودي"، كل هذه الأمور تبعث على السعادة للـ"إسرائيليين"، لكنها مثل الماء المغلي تصب في آذان الفلسطينيين، ويشدد الفلسطينيون على قول "الهيكل المزعوم"، أي الكاذب أو الوهمي، كلها عوامل تفجير وإضرام للنار الموجهة نحو الـ"إسرائيليين".
وأكد الكاتب على أن "التهديد الرمزي والأكثر أهمية حسب الفلسطينيين يكمن في إمكانية نقل السفارة الأمريكية من "تل ابيب" إلى القدس، وأبو مازن يعتبر أن هذا لا يقل أهمية عن المصادقة الأمريكية على ضم شرقي القدس لغربها، وقد أعد الفلسطينيون قوائم وثقت 7 آلاف مبنى في غربي المدينة كانت تحت سيطرة العرب قبل العام 1948، وهذا من أجل المطالبة بها في المفاوضات مع "إسرائيل" حول مستقبل القدس".
وكشف الكاتب عن أنه بالإضافة للمعارضة الفلسطينية الشديدة لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فإن الأردن والكويت فقط تعارضان ذلك، وهذا أيضا يزعج الرئيس الفلسطيني، فعندما طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك السعودية الانضمام إلى خط المعارضة هذا لم يعبرا عن حماسة، أي أنهما لا يريدان الانضمام إلى معركة الفلسطينيين ضد نقل السفارة، وأبو مازن، وقال "إن هذين الموقفين من قبل السيسي والملك سلمان انكشفا من خلال اتصال هاتفي بين الرجلين والذي أوضح فيه السيسي أنه سيتناقش مع ترامب الذي دعاه للقائه حول نقل السفارة، في الوقت الذي صمت فيه ملك السعودية".
وطرح الكاتب تساؤلا "هل هناك علاقة بين كل ما سبق ذكره وبين عمليات إطلاق النار التي حدثت خلال الأيام الماضية في الضفة الغربية والتي بدأت بإطلاق النار على سيارة "اسرائيلية" وسط الضفة الغربية، واستمر بإطلاق النار نحو جنود "إسرائيليين" في حلميش وإطلاق النار على سيارات في شارع 55 قرب عزون شمال الضفة، وانتهى بإطلاق نار قرب قرية عبود في رام الله، والعبوات التي تم إلقاءها على الجنود أثناء عملهم في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة؟".
وأشار الكاتب إلى أن "هذه النار الصغيرة تقلق الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية"، وقد اندلعت بالتوازي مع النقاش العام خلال العام الماضي 2016 بين ضابط رفيع في وحدات جيش الاحتلال بالضفة الغربية والمراسلين العسكريين، وفي ذلك النقاش قال الضابط: "إن عمليات إطلاق النار هي تهديد وتحد مركزي لـ"إسرائيل" في الضفة الغربية"، وأشارت المعطيات الى أن عدد عمليات إطلاق النار ضد "الإسرائيليين" في العام 2016 لم يتغير مقارنة مع العام 2015، 18 عملية كل عام، “ولكن عمليات إطلاق النار الخمسة في نهاية الأسبوع الماضي تشير الى حدوث تحول".
وبين الكاتب أنه "رغم نجاح الجيش "الإسرائيلي" والشباك في منع إنتاج السلاح، وخاصة الكارلو، في أرجاء الضفة الغربية، فإن السلاح ما زال متوفرا في الضفة الغربية، ثمن الكارلو من الانتاج المحلي ارتفع من 1500 شيكل الى 6 آلاف شيكل، وفي العام 2016 تم العثور على 500 قطعة سلاح والكشف عن 43 مخرطة قامت بانتاجها، ولكن التهديد الحقيقي ما زال إطلاق النار في الشوارع في أرجاء الضفة الغربية".
وقال: "الميدان قابل للاشتعال، وإمكانية أن تقوم الولايات المتحدة بنقل السفارة من "تل أبيب" إلى القدس سيدفع من جديد إلى التهديد العلني بالمزيد من العمليات، ومن يتحدث هذه المرة هم عناصر في فتح، والأمور الأكثر وضوحا جاءت على لسان عضو حركة فتح في القدس شادي مطور والذي قال: "نحن في حركة فتح، وعلى جميع المستويات، قلنا إن هذا مثابة إعلان الحرب، وإن هذا تحطيم لعملية السلام سيؤدي إلى انفجار الشارع، وقد بادرت فتح إلى عدة لقاءات مع الفروع والقادة الميدانيين والشبيبة من أجل الإعداد لانتفاضة شعبية قوية أذا تم تنفيذ القرار، نحن لن نخجل ولن نتردد في الخروج الى الشوارع لمواجهة الاحتلال بكل الطرق" كما قال.
وكان أبو مازن نفسه، قد حدر بعد لقائه مع الملك الأردني، من أن هذه الخطوة "ستقضي على عملية السلام، وسيكون لها مردود كارثي على أمن المنطقة واستقرارها، كما أن جبريل الرجوب، أحد أبرز قادة فتح، الذي يطرح نفسه مؤخرا كوريث محتمل لأبو مازن، حذر هو الآخر من أن هذه الخطوة قد تضر باستقرار المنطقة، وقادة حماس، أيضا تحدثوا عن "تجاوز الخطوط الحمراء".
واستدرك الكاتب بالقول: "لكن رغم كل هذه المواقف من حركة فتح ما زالت هناك حالة توازن لا يعرفها الكثير تقول إن أبو مازن سيفكر مرتين أو ثلاث قبل السماح بعودة المواجهة الشاملة مع "إسرائيل"، وهي المواجهة التي ستعرض وجود السلطة الفلسطينية للخطر".
وتابع: "إسرائيل" هي الدعامة الأقوى للسلطة الفلسطينية، 200 ألف شخص يعملون الآن في "إسرائيل"، ويعتمدون عليها اقتصاديا، الحديث يدور عن 150 ألف يعملون داخل الخط الاخضر و50 ألف يعملون في المناطق الصناعية في "يهودا والسامرة" في ألف مصنع تقريبا، 90% من الانتاج الفلسطيني يذهب الى "اسرائيل".
وأضاف: "صحيح أن هناك في "إسرائيل" من يريدون رؤية نهاية السلطة الفلسطينية، لكن الموقف الأساسي في الأجهزة الامنية، الذي يوافق عليه المستوى السياسي، هو أن اعتماد السلطة على "إسرائيل" أمر جيد، الأمر الذي يجعلها تسيطر على مستوى اللهب والعنف الذي يندلع بين الفينة والأخرى، وأنه ليس أمام السلطة أي خيار سوى التعاون مع "إسرائيل" ضد العمليات المسلحة، وهذا على الرغم من أنها تسمح باستمرار التحريض وتأجيج الكراهية وأحلام العودة".
وبين الكاتب أن اعتماد السلطة على "إسرائيل" ليس اقتصاديا فقط، بل هو أمني ووجودي، زاعما أنه "في العام 2014 كشفت الأجهزة الامنية "الإسرائيلية" خلية لحماس كانت تُعد للإطاحة بـ أبو مازن، وخططت لانقلاب في السلطة، مثل الانقلاب الذي تم في غزة، كما قامت الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" خلال العامين الماضيين، بإعطاء المزيد من المعلومات حول خطط حماس ضد السلطة الفلسطينية، آخرها الكشف عن خلية كبيرة لحماس في الشهر الماضي في رام الله، وفيها عشرات النشطاء الذين مولتهم حماس، وقد تبين أن الخلية تسعى الى تعزيز السيطرة من أجل إسقاط السلطة الفلسطينية، وخلية أخرى لحماس تم الكشف عنها في نهاية السنة الماضية في نابلس، قامت بتجنيد أربعة انتحاريين لتنفيذ عمليات في حيفا والقدس".
وأضاف: "أبو مازن يعرف كيفية إظهار العرفان بالجميل الصامت لـ"إسرائيل" لأنها تحافظ على سلطته وتقوم بالكشف عن أسرار حماس التي تهدده وتخطط لإسقاطه، إن الاعتماد الاقتصادي والأمني على "إسرائيل" يؤدي إلى وجود التعاون من أجل إفشال عمليات العدو المشترك، فالمصلحة "الإسرائيلية" حسب الأجهزة الأمنية هي استمرار هذا الوضع".
وختم الكاتب بالقول: إنه في عهد ترامب، هناك العديد من السيناريوهات التي عرضت على المستوى السياسي "الإسرائيلي" تتحدث عن عدة احتمالات، منها إمكانية أن يضعف أبو مازن أكثر على خلفية سياسة ترامب، وزيادة اعتماد أبو مازن على "إسرائيل"، الأمر الذي سيزيد من تحفظ الفلسطينيين منه، وفي هذا السيناريو تزداد قوة المعارضة التي قد تخرج إلى الشوارع وإجراء المظاهرات العلنية ضد عباس، بنفس القدر الذي تسعى فيه "إسرائيل" لمنع العمليات، فهي تسعى للحفاظ على سلطة أبو مازن، هذه المهمة التي تزداد تعقيدا أكثر فأكثر".

انشر المقال على: