الثلاثاء 26-11-2024

سلام سعودي "إسرائيلي" برعاية ترامب وسط حديث عن "اتفاق مرحلي" جديد

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

سلام سعودي "إسرائيلي" برعاية ترامب وسط حديث عن "اتفاق مرحلي" جديد

قال موقع "المصدر" العبري: يقدّر محلّلون "إسرائيليون" كبار هذا الأسبوع، أنّ رئيس حكومتهم، بنيامين نتنياهو، يعمل بصمت وبسرية كبيرة على مشروعه السياسي القادم.
ووفق تقديرات الصحفي، أريئيل كهانا من موقع صحيفة معاريف العبري الإخباري، بات نتنياهو يتلمّس طريقه في أوساط كبار المسؤولين في حكومته، لدفع العملية السياسية قدما برعاية حكومة ترامب القادمة وبمساعدة السعودية.
التقدير الحذر في "إسرائيل" هو أنّه في السنة الأولى من ولاية الرئيس ترامب، "ستحدث انفراجة في العلاقات مع العالم العربي وعلى رأسه السعودية"، حسب أقوال كهانا.
جنبا إلى جنب، هناك الكثير من الإشارات التي يعرب عنها مسؤولون سعوديون، لتغيير العلاقات بين الدولتين، لا سيما على ضوء التهديد المشترك، إيران. ويكفي الانسحاب المصري من الاقتراح الأخير المضاد لـ"إسرائيل" في مجلس الأمن (القرار ضدّ المستوطنات)، بناء على طلب "إسرائيلي" والضغط من جهة ترامب، من أجل معرفة إلى أين تهبّ الرياح.
وحسب الموقع ذاته: فإن العائق أمام إقامة العلاقات مع العالَم العربي هو بطبيعة الحال الفلسطينيون. "يرغب نتنياهو حقا في التقدم مع الفلسطينيين. فهو كان مستعدا لتنازلات بعيدة المدى في العملية التي قادها جون كيري، وهدف تصريحه منذ ثلاثة أسابيع أيضا إلى التوضيح أنّه لا يزال يؤمن بالدولة الفلسطينية، ليوضّح أنّ هذا هو موقفه" كما يقول كهانا.
وأضاف موقع "المصدر" العبري: يحاول نتنياهو، رغم حكومته اليمينية، إلى السعي لحلّ دائم للصراع "الإسرائيلي" - الفلسطيني. هناك من يقول إنّ نتنياهو يعتقد أنّ سياسة "احتواء" الصراع التي دعمها حتى الآن، تفقد أهميتها. إن إقامة كيان فلسطيني فقط، إلى جانب "إسرائيل" (باعتبارها دولة اليهود)، والتي ستكون وطن معظم الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة والضفة الغربية، ستمكّن من تعزيز هذه التسوية التاريخية.
وأورد نفس المصدر المبادئ التي يسعى نتنياهو إلى الحفاظ عليها ويختبرها أمام الفلسطينيين، ومنها:
القدس الموحّدة، التي ستتضمن أيضا المستوطنة الأكبر، معاليه أدوميم وجفعات زئيف، كعاصمة "إسرائيل" تحت السيادة "الإسرائيلية"، مع الحفاظ على حقوق أبناء الديانات الأخرى، المسيحية والإسلامية، في حرية الوصول إلى الأماكن المقدّسة الخاصة بهم والصلاة فيها. وستوضع حدود الأمن لحماية دولة "إسرائيل"، في غور الأردن، بكل معنى الكلمة. وعدم العودة إلى حدود 67، من بين أمور أخرى، من خلال الإعلان عن كتل استيطانية مثل "غوش عتصيون"، كجزء من دولة "إسرائيل" السيادية. وكيان فلسطيني، يكون أقلّ من دولة.
بطبيعة الحال، سيرفض الفلسطينيون جملة وتفصيلا مثل هذا المخطط، وعندما يكون هذا هو موقفهم - فستجد الدول العربيّة أيضًا صعوبة في تبنّيه. ولكن في أوساط الفلسطينيين أيضًا هناك من يفهم أنّه لا يمكن الاستمرار في الوضع القائم، حيث إنّ الاقتصاد الفلسطيني متعثّر والفوضى المدنية مستشرية. تدرك القيادة الفلسطينية أيضًا ماذا يحدث في الدول العربيّة ولا ترغب في انهيار النسيج الاجتماعي الفلسطيني من الداخل.
وتحدّث أوري سافير المسؤول الصهيوني السابق، وأحد مهندسي اتفاقيات أوسلو، في مجلة "المونيتور" عن مرونة كبيرة في الجانب الفلسطيني، والتي قد تشكّل نقطة بداية من جهة نتنياهو. فقد نقل سافير أقوال عن مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية يقترح تأجيل محاولات التوصّل إلى اتّفاق دائم لثلاث سنوات، وبدلا منها فتح محادثات حول اتفاق مرحلي. وفقا للتقرير، هذه مبادرة يشارك فيها دبلوماسيون أردنيون، مصريون، وسعوديون، نُوقشت مع ممثّلين "إسرائيليين" غير رسميين.
وتبدو تسوية تاريخية مع الفلسطينيين وتجديد العلاقات مع بعض الدول العربيّة، حلما ورديا بل خياليا، ولكن مَن يعرف الشرق الأوسط، يعرف أن بدء المحادثات النصف رسمية، قد يؤدي إلى تمهيد الأرضية لخطوات أكبر، لا سيما على ضوء حقيقة أن الشرق الأوسط يتغيّر كثيرا وليس مستقرّا.

انشر المقال على: