قرار 2334 يُبهج الفلسطينيين ويصيب "اسرائيل" بـ"الهوس" والتخبّط
القدس 25-12-2016 تقرير (راسم عبد الواحد)-لموقع الضفة
أصاب قرار مجلس الأمن الذي يحمل رقم 2334 الشارع الفلسطيني بسعادة غامرة، وارتياحٍ واسع على كافة مستوياته؛ السياسية والشعبية والفصائلية، في الوقت الذي أصاب الشارع "الاسرائيلي" بكل مستوياته السياسية والحزبية والإعلامية ما يمكن وصفه بـ"الهزة والزلزال"، وهوس وجنون، انعكس في ردّات فعلٍ عصبية غير مسبوقة، ومحاولات انتقام من كل الدول التي صوتت لصالح القرار، بل تعدى ذلك معاقبة مؤسسات الأمم المتحدة، فضلاً عن الشتائم التي لا تليق بتاتا بالعمل الدبلوماسي والسياسي.
وبالتأكيد ستلجأ حكومة نتنياهو للانتقام كذلك من الفلسطينيين بأكثر من طريقة؛ في طليعتها المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في محافظات الضفة بما فيها القدس المحتلة، ووقف الاتصالات مع الجانب الفلسطيني، وغيرها.
ليبرمان يأمر بوقف الاتصالات مع الفلسطينيين وأردان يطالب بضم الكتل الاستيطانية
أبرز وأحدث ردود الفعل "الاسرائيلية" التي جاءت صباح اليوم الأحد، بإصدار وزير الحرب "أفيغدور ليبرمان" تعليماته لقوى الأمن بوقف جميع الاتصالات واللقاءات بمسؤولي السلطة باستثناء التنسيق الأمني.
وبعد أن اتهم وزير أمن الاحتلال جلعاد أردان العالم بالنفاق قال: "الرد الأنسب على قرار مجلس الأمن الدولي هو العمل وبشكل فوري على ضم الكتل الاستيطانية إلى "إسرائيل"، ويكون ذلك رداً على أبو مازن المستمر في التحريض، والتهرب من أية مفاوضات للسلام".
وقال نفتالي بنت وزير التربية والتعليم الإسرائيلي رداً على القرار: قرار مجلس الأمن الدولي هو من انتاج سياسة أوسلو، سياسة التنازلات والانسحابات والتقسيم، ونتيجة للموافقة العلنية على إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض "إسرائيل".
وطالب نفتالي بنت باعتبار "القرار خطوة من أجل الدوران إلى الخلف، والانتقال من سياسية الانسحابات إلى سياسية فرض السيادة، وهي فرصة للانسحاب من سكة الانتحار إلى إقامة دولة فلسطينية والبدء بفرض القانون الإسرائيلي في مستوطنة معاليه أدوميم وفي غور الأردن وفي كل المناطق المصنفة (ج).
نتنياهو يشن هجوما على أمريكا ويتخذ قرارات انتقامية بحق المصوتين
من جانبه، شن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو هجوما سياسيا غير مسبوق على الرئيس الأمريكي براك أوباما في أعقاب قرار 2334 "إن قرار مجلس الأمن الدولي هو قرار مخجل ومعادي لـ "إسرائيل"، قرار يعتبر أرض يهودية أراضي محتلة، لا يوجد نفاق أكثر من ذلك، ولا يمكن فرض قرارات دولية على "إسرائيل"".
وأضاف: "قبل الرئيس أوباما كان رئيسي آخر ضد "إسرائيل" وهو الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر الذي اعتبر حماس تنظيما غير إرهابي في الفترة الأخيرة....كل الرؤساء الأمريكيين التزموا بعدم فرض قرارات على "إسرائيل" من خلال مجلس الأمن الدولي، إدارة أوباما كسرت هذا التقليد.
القرار لا يقرب عملية السلام، قرار يمس بالعدل والحقيقة...الشرق الأوسط كله يشتعل، والإدارة الأمريكية الحالية قررت العمل ضد "إسرائيل"، الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط...نرفض القرار بشكل نهائي، وسيسقط القرار ... نحن أمام مرحلة جديدة بعد استلام الإدارة الأمريكية الجديدة".
واستدعى نتنياهو إلى مقر وزارة الخارجية سفراء الدول التي صوتت على القرار "لتوبيخهم" على مواقف دولهم في مجلس الأمن، وطلب توضيحات منهم.
كما أعلن نتنياهو عن فرض عقوبات "إسرائيلية" على مؤسسات الأمم المتحدة من خلال وقف صرف 30 مليون شيكل كانت مخصصة لخمس مؤسسات دولية أيدت قرار مجلس الأمن الدولي، وقال إن "تلك الجهات عملت ضدنا، وهناك دوماً ثمناً اقتصادياً لمن يعمل ضد إسرائيل"،
وأكد أن "إسرائيل" ترفض كلياً قرار مجلس الأمن"، مشيراً إلى أن القرار سيأخذ وقتا طويلا لكن في نهاية المطاف سيتم إلغاؤه.
وأضاف: "قرار مجلس الأمن مخزي، ولكننا سنتغلف عليه، فمن السخافة أن يقال بأن الربع اليهودي والحرم الإبراهيمي أراضٍ محتلة".
وقال مسؤول كبير بحكومة الاحتلال، إن نتنياهو ألغى زيارة كانت مقررة خلال أيام لنظيره الأوكراني فولوديمير غرويسمان إلى "تل أبيب"، بسبب تصويت أوكرانيا لصالح قرار مجلس الأمن بشأن المستوطنات ".
وعقب التصويت على القرار استدعت "إسرائيل" سفيريها في السنغال "بول هيرتشسون"، ونيوزلندا "اسحق جيربيرغ"، للتشاور، حيث شاركت الدولتان مع ماليزيا وفنزويلا، في تقديم مشروع القرار كما صوتتا لصالحة.
قيادات حزبية وسياسية تبدي غضبها من القرار وتطالب بالرد عليه على أرض الواقع
من جهته، قال يوسي دجان رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية: القرار يجب أن يشكل انهيارا لقرار وقف البناء الاستيطاني في القدس وفي الضفة الغربية، خلال العامين الماضين تم المس بحقوق 800 ألف "إسرائيلي" في القدس وفي الضفة الغربية وذلك من أجل منع قرار كهذا في مجلس الأمن الدولي، وأطالب رئيس الحكومة باسم 90% من "الإسرائيليين" لفرض السيادة "الإسرائيلية" على المستوطنات في الضفة الغربية، وإلغاء كل المحددات على عمليات البناء الاستيطاني.
أمّا رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت فقال في ردّه على قرار مجلس الأمن: علينا أن ننتقل من الانسحابات لفرض السيادة "الاسرائيلية"، فآلاف الإرهابين في أنحاء العالم يتطلعون لقرار مجلس الأمن، ويعتبرونه إشارة ورمز للتجند للعمل ضد "اسرائيل".
وأضاف بينت: إن قرار مجلس الأمن نتيجة مباشرة لاتفاق أوسلو، والتنازلات التي كانت ضمنه، فاتفاق اوسلو يعني إقامة دولة فلسطينية في قلب "اسرائيل". وقال: "إن حكم اتفاقيات اوسلو القائها في مزبلة التاريخ مثل الاتفاقيات التي سبقتها".
وطالب ايلي يشاي رئيس حزب "ياخد" "الاسرائيلي"، حكومته بعقد جلسة طارئة لتقرير ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة لـ "إسرائيل".
وأكد يشاي على "ضرورة أن يتم البناء الاستيطاني في كامل الضفة الغربية وشرقي القدس دون تقييد، لنقل رسالة لمجلس الأمن والسلطة الفلسطينية مفادها أن "إسرائيل" هي من تتخذ القرار".
ووصف رئيس الوزراء الأسبق لحكومة الاحتلال، ايهود براك قرار إدانة مجلس الأمن للمستوطنات أول من امس الجمعة بأنه بمثابة ضربة قاسمة لــ "اسرائيل".
ونقلت القناة العبرية الثانية عن باراك قوله أن من يتحمل المسؤولية لصدور القرار هو نتنياهو، موضحاً أن اصرار نتنياهو على التمسك بالمستوطنات النائية في الضفة الغربية الحق ضرراً جسيماً في كل المستوطنات.
واتهمت وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" السابقة عضو "الكنيست"، تسيبي ليفني، السبت، رئيس حكومة بلادها بنيامين نتنياهو بـ"العمل على عزل "إسرائيل" دوليا".
وقالت ليفني في تغريدة على حسابها الشخصي: "على نتنياهو أن يقطع العلاقات مع بريطانيا وفرنسا وروسيا، فهم صوتوا أيضا لصالح القرار". ورأت "أن "نتنياهو يعمل على عزل "إسرائيل" لصالح بضع مستوطنات معزولة".
وحمّلت ليفني، في تصريحات سابقة، نتنياهو، مسؤولية تبني مجلس الأمن لقرار وقف الاستيطان، وطالبته بـ"التنحي والعودة إلى البيت".
البيت الأبيض يرد على الانتقادات
قال نائب المستشار للأمن القومي في البيت الأبيض، بن رودس، الذي يعتبر أحد كبار المستشارين المقربين من الرئيس الأميركي باراك أوباما، رداً على الانتقادات "الإسرائيلية"، إن الرئيس ووزير الخارجية، جون كيري، حذرا مرارا في السنوات الأخيرة، علانية وفي محادثات خاصة، من أن البناء في المستوطنات سيؤدي إلى زيادة الضغوط الدولية على "إسرائيل".
واوضح بن رودس أن سياسة رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، بنيامين نتنياهو، بشأن البناء في المستوطنات أجبرت إدارة أوباما على السماح بقرار مجلس الأمن.
وأضاف أنه كانت لدى نتنياهو الإمكانية لتبني سياسة تؤدي إلى نتيجة مختلفة. وقال أيضا 'لو لم نر تسارعا في البناء في المستوطنات، ولو لم نسمع تصريحات من كبار المسؤولين في حكومة نتنياهو، فإن موقف الولايات المتحدة من قرار مجلس الأمن قد يكون مختلفا'.
وأشار إلى أن حقيقة حصول ذلك في نهاية السنة الثامنة من ولاية أوباما يؤكد أن ذلك لم يكن مسار العمل المفضل.
و...كي مون يُرحّب
من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بتبني مجلس الأمن الدولي قرارا، يطالب إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وسخر تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" من امتناع أوباما عن التصويت لتمرير قرار يدين المستوطنات بأن أوباما يرسل "طلقة الوداع" حيال "إسرائيل" ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترامب يعرب عن غضبه ويتعهد بنقل سفارة بلاده الى القدس كردٍ على القرار
وفي إطار ردود الفعل الدولية، سارع الرئيس الاميركي المنتخب أعرب عن غضبه الشديد من صدور القرار المذكور، بعد أن كان واثقا من أنه قد أجهضه من خلال إقناع مصر بتأجيل طرحه للتصويت عليه في مجلس الأمن الدولي إلى ما بعد رحيل إدارة باراك أوباما في الشهر المقبل، وتعهد ترامب مجددا بنقل سفارة بلاده إلى القدس ردا على القرار، وقال: ان تبني القرار الأممي يجعل التفاوض من أجل السلام أصعب.
وكشفت مصادر أمريكية أن ترامب أعرب عن عزمه القيام بزيارة القدس العام المقبل باعتبارها عاصمة "إسرائيل".
الاعلام العبري ينشغل بالقرار وصحفي اسرائيلي يكتب: "شكرا أوباما لأنّك مرّرت القرار"
"الاعلام العبري أيضاً كان له دور في الموضوع، وأبرزت احدى الصحف العبرية المحلية رسم
كاريكاتير يظهر فيه الرئيس الأمريكي وهو يلبس الكوفية الفلسطينية ويطعن جندي "اسرائيلي" من الخلف وكتبوا عليه "لكمة يومية في الوجه أفضل من طعنة من صديق بالظهر".
واعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ما حصل بمجلس الأمن يعتبر يوما صعبا وقاسيا على "إسرائيل"، التي لم تعش مثل هذه الأجواء السياسية المريرة منذ عقود طويلة.
وفي مقال بعنوان "شكرا أوباما لأنّك مرّرت القرار" نشر موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية على شبكة الانترنت، مقالا للصحفي "الاسرائيلي" ياريف اوبنهايمر، جاء فيه: في تسجيل مصوّر موجّه الى سكان مستوطنة عمونا، تم تصويره قبل بضعة أيام، كرّر نتنياهو قوله إن حكومته ملتزمة أكثر من أي حكومة سابقة بأن تواصل البناء في المستوطنات. وكان نتنياهو صادقا في قوله هذا.
وأضاف: لقد قرر أوباما في الدقيقة التسعين، بل وفي الوقت بدل الضائع من مدته الرئاسية، الإمساك بزمام الأمور وإظهار شجاعة القائد من خلال خطوة دراماتيكية وشجاعة، وهو يدرك ان المستقبل مع دونالد ترامب لا يبشر بالخير. قام بهذه الخطوة الشجاعة من اجل منع اصطدام عربة الإسرائيليين والفلسطينيين بقمة جبل جليدي. وكان التصويت في مجلس الامن عبارة عن آخر محاولة ممكنة لينقذنا من أنفسنا والحفاظ على آفاق الانفصال عن الفلسطينيين بسلام.
وإذا نجح في رهانه وتمكن القرار من وقف البناء الاستيطاني الى حد ما وبذلك وقف الهرولة نحو دولة ثنائية القومية، فإن أوباما سيدخل التاريخ باعتباره المنقذ والمخلص للصهيونية. وإذا كان تسبب قرار مجلس الأمن لإسرائيل بعدم القدرة على مواصلة استثمار مستقبلها في الضفة الغربية، فإن الشعب اليهودي هو الكاسب.
الفلسطينيون يعبرون عن ترحيبهم رضاهم ويشكرون الدول الصديقة
في الجهة المقابلة، رحبت السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية ودول عربية وغربية بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الداعي لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال الرئيس عباس: "هذا ما قاله العالم أجمع، العالم صمت 36 عاما ونحن نطالب بموقف من هذا الاستيطان، لكن مع الأسف لم يستجب، ولكن بالأمس العالم وقف جميعه إلى جانبنا وأيدنا، وأعني بجميعه الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن التي صوتت، من أميركا وبريطانيا والصين وروسيا إلى آخرها، كلها وقفت إلى جانب هذا القرار، ما يعني أن العالم يقول لـ"إسرائيل" عليكم أن تنتبهوا وأن تتراجعوا عن هذه السياسة الخاطئة التي لا يمكن أن تأتي بسلام ونحن نقول لهم إذا شئتم فهذه أرضية".
وقال الرئيس عباس: "ما حدث بالأمس لم يحل القضية وإنما وصفها، وأكد على الأسس القانونية للحل وهو أن الاستيطان غير شرعي".
واعتبرت حركة (فتح) القرار انتصارا تاريخيا للشعب الفلسطيني ولكل أحرار العالم مؤكدة أنه يدشن مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال. وأكدت الحركة في بيان لها أن القرار "تغيير جوهري في موقف مجلس الأمن، ويدلل على فهم عميق لخطورة سياسة الاحتلال "الإسرائيلية".
بدورها، قالت حركة حماس إنها تقدر الدول التي دعمت القرار، مؤكدة في بيان لها على ضرورة تحويل هذا القرار إلى خطوات عملية ليس لوقف الاستيطان وحسب بل لإزالة الاحتلال وما يتعلق به. وشددت الحركة على تمسك الفلسطينيين بحقهم في المقاومة بكل أشكالها لإزالة الاستيطان، ووقف "تغول المستوطنين".
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي القرار بأنه "انتصارا لعدالة القضية الفلسطينية". وقالت في بيان لها إن قرار مجلس الأمن بمثابة إدانة واضحة لسياسات الاحتلال وعدوانه، وأضافت أن هناك رأيا عاما دوليا يتشكل ضد "إسرائيل" وسياساتها، وقد بات ممكنا عزلها ومقاطعتها وملاحقتها في كل المحافل لما ارتكبته من جرائم وعدوان ضد شعبنا،
من جهتها، رحّبت الجبهة الشعبية لتحرير فسطين، بقرار مجلس الأمن الدولي ودعت لمتابعة تنفيذ القرار من خلال المؤسسات الدولية ذات الصلة، وبملاحقة "إسرائيل" وإخضاعها للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لرفضها الانصياع للقرار.
وحذّرت من المحاولات التي ستبذل من قبل "إسرائيل" وحلفائها لإفراغ القرار من مضمونه، أو تعطيل تنفيذه من خلال التركيز على ما احتواه من صياغات مرفوضة تمس الفلسطينيين حول الإرهاب والعنف والتحريض، والتأكيد على أنّ الفلسطينيين هم ضحايا التحريض العنصري الفاشي.
ورحب حزب الشعب الفلسطيني بتصويت مجلس الأمن الدولي لصالح القرار، مؤكدا أن ذلك يشكل انتصارا سياسيا جديدا لشعبنا. وأكد أن تصويت 14 دولة لصالح القرار، يعتبر خطوة هامة على طريق دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته من أجل إجبار "إسرائيل" على وقف الاستيطان وممارساتها العدوانية وجرائمها بحق شعبنا.
واعتبر الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، قرار مجلس الأمن الدولي، الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة ويطالب بوقفه، انتصارا للشعب الفلسطيني، وصفعة لسياسات الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة، وتحولا تاريخيا يعيد بعض الاعتبار للحق الفلسطيني.
ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قرار مجلس الأمن الدولي بأنه أهم الوثائق الصادرة عن المجلس. وأشار إلى أن القرار بمنزلة إجماع دولي على أن الأمن والسلام لن يتحققا من خلال المستوطنات والقتل والحصار والإرهاب والإغلاق.
و.. ترحيب عربي
ولاقى القرار ترحيبا من العالم العربي، ووصف رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، قرار مجلس الأمن بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح"، فيما رحب رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، بالقرار، الذي أعتبر أن المستوطنات "الإسرائيلية" تشكل انتهاكا للقانون الدولي وتشكل عقبة أمام تنفيذ حل الدولتين.
من جانبه، رحب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالقرار الأممي، معربا عن أمله بأن يشكل خطوة جادة نحو تحقيق السلام العادل والشامل للشعب الفلسطيني بما يسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة.
من جهته، وصف المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني القرار الأممي بالتاريخي، وقال إن التصويت بالأغلبية وامتناع عضو واحد (الولايات المتحدة) يؤكد قناعة الأسرة الدولية بعدم شرعية الاستيطان من جهة، وحقوق الشعب الفلسطيني من جهة أخرى.
الى ذلك.. دافع البيت الأبيض، عن قراره بعدم استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي يحظر الأنشطة الاستيطانية "الإسرائيلية" في الضفة الغربية المحتلة، وحمل الحكومة "الإسرائيلية" المسؤولية عن لجوء واشنطن إلى هذا القرار.
يبقى السؤال: كيف ومتى يبدأ الجانب الفلسطيني ومعه العرب باستثمار هذا القرار والبناء عليه ومتابعته للوصول الى وقفٍ كاملٍ للاستيطان الذي ابتلع الأرض الفلسطينية وقتل فيه امكانية قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وذات سيادة ونقية من الاستيطان والمستوطنين.