الجمعة 22-11-2024

تقرير خاص : هوس في "اسرائيل" من أسباب وحجم ونتائج "الحرائق" وشلل في الحياة العامة

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

وسط إخلاءٍ لعشرات الآلاف وارتباك وفوضى و...شهامة عربية:
هوس في "اسرائيل" من أسباب وحجم ونتائج "الحرائق" وشلل في الحياة العامة
القدس 5-11-2016/تقرير خاص
تعيش دولة الاحتلال العبرية "اسرائيل" أياماً حالكة شديدة السواد بفعل الحرائق الهائلة والضخمة والممتدة على معظم المدن والبلدات في الداخل وبالمستوطنات، والتي امتدت الى مؤسسات حيوية أهمها ميناء وجامعة حيفا، ما اضطرها الى اخلاء أكثر من 75 ألف مستوطن من حيفا نفسها، في الوقت الذي أُغلق مطار اللد (أكبر مطارات الاحتلال)، فضلاً عن اخلاء آلاف السكان من مناطق أخرى.
حتى سجون الاحتلال المتواجدة في حيفا والداخل لجأت الى اخلاء الأسرى الفلسطينيين الى أماكن أخرى بعد وصول أسنة اللهيب والنيران الى محيطها.
دول غربية مثل اليونان، إيطاليا، وكرواتيا، وروسيا، وقبرص وتركيا سارعت الى الاستجابة لطلب قادة الاحتلال للمساعدة في الاطفاء، حتى الدفاع المدني الفلسطيني قدم طلبا للسماح له بالمساهمة في اخماد النيران، وشوهد جنبا الى جنب جنود الاحتلال يشاركون في محاولات السيطرة على حرائق في حيفا، وتجلت "الشهامة العربية" في إعلان الأردن ومصر استعدادهما للمشاركة في إخماد الحرائق في الكيان!.
حرائق تمتد والتهام منازل وإخلاء سكان
وكانت الاذاعة العبرية الرسمية أوضحت أن حرائق عدة شبت فجر اليوم الجمعة والليلة الماضية، في أنحاء مختلفة في الأراضي المحتلة عام 1948م، أبرزها في قرية "بيت مئير" الاستيطانية إلى الغرب من "تل أبيب".
وذكرت الإذاعة أن النيران التهمت بعض المنازل وتم إجلاء جميع السكان، وأصيب أحدهم ورجُلا إطفاء بصورة طفيفة إثر استنشاقهم الدخان.
يأتي ذلك فيما تراجعت حدة الحرائق المندلعة في مدينة حيفا المحتلة شمال فلسطين المحتلة.
وأغلقت جامعة حيفا أبوابها، في ظل حالة الطوارئ التي تشهدها المدينة، كذلك أغلقت أبواب مطار المدينة أمام جميع الطائرات باستثناء طائرات الاطفاء القادمة من خارج "اسرائيل".
كما قررت شرطة الاحتلال، صباح اليوم، عدم عودة سكان المناطق التي اندلعت فيها النيران خلال الأيام الماضية، إلى منازلهم، وسط مخاوف من تجدّد الحرائق، بسبب اشتداد الرياح.
قرار بعدم عودة المستوطنين لمنازلهم!!
وأوضحت شرطة الاحتلال في بيان لها، أن اجتماعاً عُقد صباح اليوم بين ممثلين عن فرق الإطفاء والطوارئ و"الجبهة الداخلية" وبلديات الاحتلال لتقييم الأوضاع في البلاد، في أعقاب الحرائق المستمرّة لليوم الرابع على التوالي، وتمخّض عن قرار بمنع عودة المستوطنين إلى المستوطنات والمباني السكنية التي تمّ إخلاؤها جراء الحرّائق، تحسّباً لأي طارئ.
اتهامات وتحريض ضد الفلسطينيين
في سياق متصل، قالت الشرطة إنها تلقّت بلاغاً من قبل مستوطني "بيت مائير" القائمة على أراضي غربي القدس المحتلة، حول وجود "مشتبهين" أضرموا النار في المكان وفرّوا منه.
وأكّدت أن قواتها اعتقلت فلسطينيّيْن اثنين من أبناء الضفة الغربية قرب المكان، دون وجود تصاريح معهما لدخول القدس، واقتادتهما للتحقيقات بشبهة إضرام النيران في مستوطنة "بيت مائير".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية على موقعها الإلكتروني، أن قوات الشرطة تمكّنت من اعتقال أحد المشتبه بهم في إضرام النيران بمستوطنة "بيت مائير"، وإحراق عشرة منازل على الأقل.
فيما زعمت صحيفة "معاريف" العبرية، عثور الشرطة على "ولّاعات" للسجائر في بعض أماكن اندلاع الحرائق داخل الأراضي المحتلة.
"حالة حرب"... وشكوك بوقوف خلايا فلسطينية وراء الحرائق
ومع استمرار الحرائق المندلعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، تحاول أوساط إعلامية عبرية استغلال هذا الحادث، للتحريض ضد المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل.
وشنّت بعض وسائل إعلام عبرية مقرّبة من الأحزاب الصهيونية اليمينية، حملة ضد فلسطينيي الداخل عامة، وضد فلسطينيي مدينة حيفا على وجه الخصوص.
ونشرت تلك الوسائل تقارير استعانت فيها بتدوينات ومنشورات لنشطاء فلسطينيين على شبكات التواصل الاجتماعي، قالت إنها "تؤكد فرحة العرب بالحرائق في "إسرائيل"، الأمر الذي اعتبرته أوساط فلسطينية بمنزلة تحريض ضد الجماهير العربية في الداخل.
ونقلت القناة السابعة في التلفزيون العبري عمّن وصفته بأنه خبير في شؤون الشرق الأوسط، ديفيد بوكاي، قوله: إنه فرّ برفقة عائلته من منزله في "حي الهدار" بحيفا، والذي تعرّض للحريق، تاركا وراءه كل شيء.
وردّ سبب ما يجري في حيفا اليوم، إلى "القبول بوجود عرب في المدينة"، على حد زعمه، منتقدا الدعوات التي كانت تدعو إلى التعايش المشترك بين العرب واليهود في المدينة، حسب قوله.
وطالب بوكاي بوقف ما قال إنها "حملة تحريض" يقودها - حسب زعمه - النواب العرب في البرلمان "الإسرائيلي" "الكنيست"، على خلفية قانون "منع الأذان"، كما دعا إلى حل الأحزاب العربية في الداخل.
وفي السياق ذاته، قالت القناة السابعة: "إن هناك شكوكا بأن تكون خلايا فلسطينية هي من تقف وراء سلسلة الحرائق في "إسرائيل".
وأضافت "تسود التقديرات بأن تكون نصف الحرائق قد تمت بفعل متعمد، وأن النصف الآخر وقع نتيجة الإهمال"، فيما وصف الحاخام اليهودي الأكبر في مدينة صفد، شموئيل الياهو، موجة الحرائق التي تجتاح الأراضي المحتلة لليوم الثالث على التوالي، بـ "حالة حرب في إسرائيل يشنها إرهابيون"، على حد تعبيره.
وقال المتحدث بلسان سلطة الإطفاء "إننا نعيش في حالة حرب، ومن المهم جداً الإصغاء لكل الجهات. حالياً النار ليست تحت السيطرة، وأنا أقترح على الجميع الإصغاء لقوات الإنقاذ وتعليمات الطوارئ".
وحذر رئيس الوزراء الصهيوني من أن أي حريق متعمد سيتم التعامل معه "كعمل إرهابي، وسيعاقب الفاعل على ذلك كإرهابي".
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان إن نصف الحرائق على الأقل نشبت بفعل فاعل، مشدداً على أن التقديرات المتوفرة لديه تشير إلى أن الحرائق ستتواصل حتى يوم الثلاثاء المقبل. وقالت الشرطة الصهيونية إن كل اتجاهات التحقيق يجري فحصها، وبينها أن تكون الدوافع قومية.
ولمّح وزير التعليم الصهيوني نفتالي بينت إلى أن العرب مسؤولون عن موجة الحرائق الحالية. وكتب على صفحته على موقع "فيسبوك": "فقط من لا تعود له هذه الأرض مؤهّل لأن يحرقها". وقبله كتبت عضو "الكنيست" عنات باركو من "الليكود": "تذكير أولي: قانون مكافحة الإرهاب يفرض عقوبة مشددة على إشعال الحرائق على خلفية قومية. تذكير ثان: هذا القانون ساري المفعول".
وذكر موقع "يديعوت" أن ما يجري هو "انتفاضة الحرائق"، وأن التحقيقات دلّت على أن أربع بؤر إشعال هائلة في جبل الكرمل كانت مقصودة. وتحدثت مصادر في الشرطة عن أنه في نصف العام الأخير أشعلت في محيط القدس قصداً 2056 بؤرة نيران، وخصوصاً في المنطقة الفاصلة بين الأحياء العربية واليهودية.
ارتفاع عدد المعتقلين خلفية "صلة محتملة لهم" بالحرائق الى 14 فلسطينياً
وارتفع عدد المعتقلين في الأراضي المحتلة عام 48م، على خلفية "صلة محتملة لهم" بالحرائق المندلعة 14 فلسطينيا.
ووفق بيان لشرطة الاحتلال، فإن المفتش العام للشرطة الصهيونية روني الْشيخ أوعز بتشكيل طاقم للتحقيق في موجة الحرائق التي تجتاح الأراضي المحتلة؛ حيث تم اعتقال 14 شخصا على خلفيتها.
وأوضحت أن التهم المنسوبة لهؤلاء المعتقلين، تتمثّل بـ "إشعال النيران والتحريض"، وذلك انطلاقا من قناعة راسخة لدى سلطات الاحتلال بأن الحرائق التي نشبت في 220 موقعا داخل أراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، هي نتاج "حادث متعمد بفعل فاعل"، حسب مزاعم الاحتلال.
ـــــــــــــــ
العرب يردون على الاتهامات
من جهته، قال رئيس "القائمة العربية المشتركة" النائب أيمن عودة: إن حديث الإعلام العبري عن وقوف جهات فلسطينية وراء الحرائق، يعدّ بمثابة تحريض ضد الجماهير العربية في الأراضي المحتلة.
وقال عودة "الحرائق طالت تجمعات سكانية عربية أو اقتربت منها مثل أم الفحم، شعب وأبو سنان".
وأضاف النائب العربي في بيان صحفي "الكرمل وكل بلادنا غالية على أرواحنا جميعًا، وعشنا بهذا الوطن مئات وآلاف السنين ولم نحرقه".
ورأى أن الاتهام الفوري للفلسطينيين بالمسؤولية عن الحرائق التي نشبت داخل أراضي الـ 48، "يذكّر باللاسامية في أوروبا؛ حيث كانوا يتهمون اليهود بحرق الأحراش وتسميم الآبار"، وفق تقديره.
وكان مفوض شرطة الاحتلال، روني الشيخ، قال في مؤتمر صحفي مساء الخميس: "بعض الحرائق أشعلت على خلفية قومية"، مدعيا اعتقال أشخاص يشتبه بضلوعهم في إشعال النيران، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وعلى الرغم من الاتهامات التي أطلقها بعض المتطرفين اليهود للعرب بأنهم خلف إشعال الحرائق، فإن مدينة أم الفحم العربية في المثلث، شهدت حريقا كبيراً قاد إلى إخلاء جزء من سكانها واستخدمت ست طائرات في إخماد الحريق هناك، خشية امتداده إلى مناطق أوسع في وادي عارة.
حاخامات يتحدثون عن شماتة فلسطينية و"انتفاضة الحرائق" انتقاما لمنع الأذان!
وفيما تعامل مغردون عرب بشماتة مع الحرائق في "إسرائيل"، معتبرين أنها غضبٌ من الله على اليهود بسبب قانون الأذان، تحدث "إسرائيليون" عن "جهاد الحريق" و "انتفاضة الحرائق".
وجرى الحديث حتى مساء أمس، عن جهد هائل لإطفاء الحرائق بعدما تم تجنيد القوات الاحتياطية لوحدات المطافئ في كل المناطق.
خسائر فادحة!!
وأوضح المتحدث بلسان سلطة الإطفاء أن النيران تسببت حتى الآن بخسائر هائلة في الممتلكات والأراضي المزروعة. ومنعت الشرطة الجمهور من الوصول إلى مناطق الحرائق، محذرة من أن ذلك يعرّض أصحابها لخطر الموت، فضلاً عن أنه يعرقل عمل قوات المطافئ والإنقاذ.
وتم إخلاء الكثير من مدارس المنطقة، فضلاً عن إخلاء مشافي عدة إضافة إلى جامعة حيفا. وبحسب التقديرات، فإن قرار إخلاء الأحياء في حيفا وحدها يمس ما لا يقلّ عن نصف مليون نسمة.
وقد زاد اشتعال النيران بعد وصولها إلى محطات وقود في أحياء حيفا، وبعد مرور خط الحرائق في أراضٍ تمتد فيها كوابل الضغط العالي وبسبب اشتداد الرياح الشرقية الجافة.
وتلقي طائرات صهيونية مواد كيميائية لمنع تمدد الحرائق، فيما تحمل طائرات يونانية وتركية ومن دول أخرى المياه ورشها على مناطق مشتعلة بقصد إخماد الحرائق فيها.
وأعلن رئيس بلدية حيفا يونا ياهف أن "الحريق في منطقة الكراجات نجم عن إهمال شخص ألقى بسيجارة، ونتيجة لذلك اشتعل الحريق. والنار طارت في الجو، ولم تتضرر بيوت كثيرة.
وكانت الحرائق بدأت منذ أربعة أيام ولم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة. وهناك حرائق من التي بدأت قبل أيام لا تزال مشتعلة حتى الآن.
تركيا تشارك بطائرة إطفاء ضخمة ونتنياهو يشكرها
وقد توجهت حكومة الاحتلال لكل الدول التي يمكنها تقديم المساعدة فتجاوبت عاجلاً كل من اليونان وإيطاليا وكرواتيا وروسيا وقبرص التي أرسلت طائرات إطفاء. أما تركيا فطلبت إرسال طائرة إطفاء كبيرة، وهو ما قاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتقديم الثناء والشكر لتركيا وحكومتها. وأرسلت اليونان كذلك طائرة إطفاء من طراز "هيركوليس". وفي كل حال تستخدم في إطفاء الحرائق فرق أرضية كبيرة، فضلاً عن الإطفاء الجوي والطائرات المروحية العسكرية التي تنقل المياه من البحر مباشرة.
تقديرات : حريق حيفا سيستغرق 10 أيام لإخماده
وشير التقديرات إلى أن عمليات إخماد النيران في حيفا، التي لا تزال فيها مئات النقاط الساخنة في المواقع التي اشتعلت فيها النيران، سوف تستغرق أكثر من أسبوع.
وبينما تجدد عمل طائرات الإطفاء صباح اليوم، الجمعة، فإن تقديرات طواقم الإطفاء في مدينة حيفا تشير إلى أن عمليات إخماد الحرائق النهائية سوف تستمر نحو 10 أيام.
ومن المتوقع أن تكون السلطات المحتلة في حيفا بدأت اليوم الجمعة، دراسة حجم الخسائر لمئات المباني التي اندلعت فيها النيران في عدة أحياء في المدينة، وأتت على آلاف الدونمات من الأحراش الطبيعية والأشجار المزروعة بين المباني.

انشر المقال على: