تقرير لمؤسسات الأسرى: الاحتلال اعتقل (554) خلال أكتوبر 2016
كشفت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، مركز الميزان لحقوق الإنسان ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، اليوم الأربعاء، عن أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2016، (554) مواطناً من محافظات الضفة الغربية وغزة، بينهم (130) طفلاً، و(11) امرأة بينهنّ فتاة.
جاء ذلك في تقرير شهري مشترك تصدره مؤسسات الأسرى ويوثّق الانتهاكات التي يتعرّض لها الأسرى، إذ وثّقت المؤسسات أن (261) حالة اعتقال سُجّلت في محافظة القدس منهم (91) طفلاً وهي نسبة عالية مقارنة مع الشهور الماضية، تليها محافظة الخليل بـ(60) حالة اعتقال، و(54) حالة اعتقال من محافظة نابلس، فيما سُجّلت (48) حالة اعتقال في محافظة بيت لحم، و(30) في محافظة جنين، أما من محافظة رام الله والبيرة فقد اعتقل الاحتلال (27) مواطناً، ومن محافظة طولكرم (26) مواطناً، ومن قلقيلية (23) مواطناً، ومن طوباس تسعة، ومن أريحا ثمانية، بينما كان عدد المعتقلين في سلفيت أربعة، وذات العدد في قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال يبلغ (7000) أسير، بينهم (64) أسيرة، منهن (13) فتاة قاصر، بينما وصل عدد الأطفال إلى نحو (400) طفل يقبعون في سجني "مجدو" و"عوفر"، فيما بلغ عدد الأسرى الإداريين (700) أسير، وصدر خلال الشهر الماضي (120) أمر اعتقال إداري بينها (34) أمراً جديداً.
وأضاف التقرير أنه وحتى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، فإن ثمانية أسرى يخوضون الإضراب المفتوح عن الطعام، وذلك احتجاجاً على قضايا الاعتقال الإداري والعزل والأسيرات والمنع الأمني. فالأسرى: مجد أبو شملة وحسن ربايعة وأنس شديد وأحمد أبو فارة ومصعب مناصرة وأحمد سلاطنة مضربون احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، فيما يضرب الأسيران سامر العيساوي ومنذر صنوبر مطالبين بنقل الأسيرات إلى سجن قريب من المحاكم العسكرية وبعلاج المرضى ووقف المنع الأمني لزيارات الأهالي.
وأشار التقرير إلى أن الأسيرين أبو فارة وشديد بدأوا الإضراب في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، ونقلهم الاحتلال من عزل سجن "عوفر" إلى عزل سجن "الرملة" ثم إلى مستشفى "أساف هروفيه"، كما ونقلت الأسيرين أبو شملة وربايعة المضربين منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول من عزل سجن "النقب" إلى عزل سجن "عسقلان" وعزل "أيلا"، في زنازين تفتقر لأدنى الظروف الصحية والمعيشية، وهم في حالة صحية تتدهور يومياً وبعضهم يتقيّأ الدم، فيما شرع بقية الأسرى بإضرابهم في 25 أكتوبر/ تشرين الأول.
وعلّق الأسرى: جواد جواريش وماهر عبيات ويوسف أبو السّعيد ومجد عويدات ومحمد خطاب، إضرابهم الذي خاضوه احتجاجاً على العزل والاعتقال الإداري والذي استمرّ لعدّة أيام، بعد إنهائه ونقلهم إلى الأقسام العادية.
وجاء في التقرير: وأضحت سياسة الاعتقال الإداري إحدى السياسات العقابية الأساسية الجماعية التي يستخدمها الاحتلال بحقّ الإنسان الفلسطيني، والتي ارتقت لتصبح شكلاً من أشكال الحرب النفسية والتعذيب الممنهج التي يتبعها الاحتلال مع الأسرى وعائلاتهم.
ومن الشواهد على ذلك، حالة الأسير شاهر الراعي (46 عاماً)، من مدينة قلقيلية، والمعتقل إدارياً منذ تاريخ 3 حزيران/ يونيو2015، والذي أصدر الاحتلال بحقه أمر اعتقال إداري لمدة ستة شهور، وظلّ يجدّد اعتقاله الإداري فور انتهاء كل أمر يصدره، وذلك حتى تاريخ 25 تشرين الأول/ أكتوبر2016 وهو موعد انتهاء الأمر الأخير وحرّيته، بحسب ما أبلغته إدارة سجن "النقب". وبعد أن جمع الأسير أغراضه الشخصية وودّع زملاءه الأسرى، وخرج من القسم من واستكمل إجراءات الإفراج، أُبلغ بخبر تجديد أمر اعتقاله الإداري لمرّة أخرى.
وقالت منال الراعي، زوجة الأسير الراعي في حديث مع المؤسسات، أن العائلة تلقّت خبر تمديده إدارياً أثناء توجهها لاستقباله قرب حاجز الظاهرية في الخليل، وأضافت أن الخبر صدم عائلته التي استعدت ليكون بينها بعد غياب لأكثر عام في سجون الاحتلال، لافتة إلى أن طفلها كنعان (٥ أعوام) لم يتوقف عن البكاء منذ لحظة تلقيه للنبأ.
يذكر أن الأسير الراعي قضى ما يقارب (20)تقرير ل عاماً ما بين اعتقال ومطاردة، وتقول زوجته: "تزوجنا منذ 25 عاماً ولكن فعلياً عشنا خمسة أعوام فقط سوياً"، كما ويشار إلى أن حالة الأسير الراعي هي من ضمن عشرات الحالات التي تعرّضت لتلك السياسة.