إستمر السفير الأردني المرشح لتولي وظيفة السفير في إسرائيل وليد عبيدات في مقاومة الخيارات التي طرحها عليه وفد يمثل عشيرته التي تهدده بإعلان البراءة منه إذا ما أصر على قبول هذه الوظيفة.
ولا زال الجدل حول هذه الموضوع قائما في الأردن بعدما أثارته قبيلة العبيدات وهي العشيرة الأبرز في مناطق شمالي المملكة حيث حققت القبيلة سابقة نادرة عندما أعلنت رفضها للتطبيع ولتعيين أحد أبنائها وهو سفير في وزارة الخارجية لمنصب السفير في تل أبيب.
وعلمت (القدس العربي) من مصادر مقربة من الحدث بأن وفدا يمثل بعض نخب العبيدات إلتقى السفير المرشح ووالده وهو أيضا سفير سابق في الخارجية الأردنية عدة مرات في محاولة للضغط على العائلة حتى ترفض الترشيح.
ولم يتقدم السفير المرشح لإستلام وظيفته الجديدة لكن والده لا زال يرفض وبقوة الخضوع لرأي العشيرة فيما ترجح مصادر في العشيرة نفسها بأن السفير الشاب حسم خياره وهو أقرب لقبول الوظيفة حفاظا على مستقبله الوظيفي كما أبلغ بعض أقربائه.
وعلم بأن العبيدات مصرون من جانبهم على موقفهم العلني وتم إبلاغ السفير المرشح بأن القبيلة ستعلن البراءة منه إذا ما ذهب فعلا لتولي مهام وظيفته الجديدة في تعبير جديد وغير مسبوق للتازم على المستوى الدبلوماسي.
وعرض الوفد الذي فاوض السفير ووالده بإسم العبيدات على السفير المرشح إعلانه وفورا مرشحا بإسم إجماع العشيرة في الإنتخابات العامة المقبلة , الأمر الذي يشكل له ضمانة أكيدة للحصول على مقعد برلماني ولعدة دورات مقابل التخلي عن الوظيفة ورفضها.
كما تلقى السفير المرشح عرضا ماليا مغريا مقابل التخلي عن الوظيفة حسب مصدر في العائلة شارك في المفاوضات حيث قدم رجل أعمال ثري جدا من قبيلة العبيدات للسفير مبلغا يصل إلى خمسة ملايين دينارا إذا ما رفض الوظيفة في إسرائيل في تطور لافت على مسار عروض متعددة من الواضح أنها لم تصل بعد إلى مستوى (تليين) موقف السفير الشاب الذي يرى بقبول العروض إنتحارا وظيفيا كما قال لمفاوضيه.
يعني ذلك أن العبيدات في طريقها لإعلان البراءة من الرجل إذا ما مرت مهلة أخيرة منحت له.
في غضون ذلك أفاد مؤرخ سياسي شهير في الأردن بأن إصرار عشيرة العبيدات على رفض تعيين أحد اولادها سفيرا في إسرائيل يؤشر على تحول مهم في موقف العشائر الأردنية.
وقال الأستاذ الجامعي والدكتور سعد أبو دية في مقال له: تغير الاردنيون.. كانوا يقبلون ان يذهب ابن العشيره سفيرا في اسرائيل مثل معروف البخيت والعايد ولكن الان تغير الوضع .
وتابع أبو ديه وهو صاحب مؤلفات تؤرخ للواقع السياسي في الأردن والمنطقة : لم يقبل الاردنيون من ابناء عشيرة عبيدات ان يذهب ابنهم سفيرا في اسرائيل وهنا اشير ان اسرائيل مسوؤله وهي تحرج الدول التي وقعت اتفاقية السلام معها انظر كيف تعامل اسرائيل الفلسطينين .
وقال أبو ديه في المقال الذي نشرته له صحيفة عمون: تستطيع اسرائيل ان تعطي للسلام معنى حقيقيا وان توفر الاحراج على الدول التي وقعت اتفاقيات سلام معها وبصراحه هي المسوؤله عن مايجري .
وشدد أبو ديه على أن موقف ال عبيدات محرج جدا ومن الان فصاعدا يمكن ان لاتقبل العشائر ان يكون ابنائها سفراء في اسرائيل.
القدس العربي