أمن السلطة يفض اجتماعا لكوادر وقيادات فتحاوية برام الله بزعم أنه لأنصار "دحلان"
فضت أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، اليوم السبت، اجتماعا موسعا لقيادات وكوادر من حركة فتح نُظّم بمخيم الأمعري برام الله وسط الضفة الغربية، هدف- حسب بيان تم توزيعه في الاجتماع- الدعوة لوحدة حركة فتح ولملمة صفوفها.
وعزت أجهزة أمن السلطة خطوتها الى أن "الاجتماع غير شرعي، وفُضّ بسبب وقوف جهات تحمل أجندات خارجية خلفه بهدف خلق أزمات وصراعات".
وشارك في تنظيم الاجتماع أعضاء من المجلس الثوري وكوادر بحركة فتح في رام الله، وحضرته كوادر وقيادات من مختلف محافظات الضفة الغربية، فيما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" عن مصدر أمني قوله إن الاجتماع الذي عقد في رام الله غير شرعي وغير قانوني، مشيرًا إلى أن قرار فضه كان بتعليمات سياسية.
وذكر المصدر أن أسباب فض الاجتماع تتعلق بأن من يقف خلفه جهات تحمل أجندات خارجية تهدف لخلق أزمات وصراعات، إضافة إلى أن الاجتماع لم يحصل على الترخيص اللازم من جهات الاختصاص.
وأكد أن "الأجهزة الأمنية لن تسمح بأي شكل من الأشكال بالتطاول والخروج على الشرعية وخرق سيادة القانون".
وزعمت مصادر مقربة من السلطة الفلسطينية أن المئات من أنصادر القيادي دحلان شاركوا في لقاء تشاوري يحمل عنوان: "عنوان فتح ضرورة فتحاوية ووطنية" من كافة المحافظات الشمالية والقطاعات الفتحاوية.
وقال بيان صادر عنهم إن اللقاء هدف لمناقشة التوجه القادم لعقد مؤتمر حركة فتح السابع، مؤكدين على ضرورة عقده من أجل استنهاض فتح بما يضمن تعزيز وحدتها وتجديد مؤسساتها.
وطالب هؤلاء في بيانهم بعقد ورشات عمل خاصة بكل الأوراق التي ستقدم في المؤتمر وعلى رأسها البرنامج السياسي وتعديلات النظام الداخلي وبرنامج البناء الوطني والاجتماعي.
من جهته، قال عضو اللجنة التحضيرية للاجتماع طه البس، الذي فضته الأجهزة الأمنية برام الله، إن حوالي 800 فردا من عناصر الأجهزة الأمنية تواجدوا في محيط مقر الاجتماع بمخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله، كما عبرت إلى مقر النادي ولاحظت الشعارات الموجودة بداخله وجميعها وطنية ولا تمسّ بأي طرف.
وأضاف طه، أن الهدف من اقامة هذا الاجتماع هو التأكيد على بعث عدة رسائل يحملها المؤتمر ويعبر عنها موجهة لوسائل الاعلام، وقد أدّى هذه النقطة وأرسل رسائله بوقت وجيز جدًا قبل أن تفضّ الأجهزة الاجتماع، لكنها لم تمنع الاجتماع من تحقيق أهدافه وارسال رسائله.
وأوضح أن الرسائل التي تضمنّها الاجتماع تتمثل في الدعوة إلى استنهاض حركة فتح وتفعيل مؤسساتها وتقويتها للرجوع لإكمال برنامجها الوطني، إضافة إلى الحديث عن وحدة فتح وإنهاء الانقسام الداخلي، والتمسك بالمبادرة العربية واعادة المفصولين والتوصل إلى حلول وطنية شاملة.
ونفى البس أن يكون الاجتماع مرهونًا بأجندات خارجية أو مخالفة للتيار الوطني، حتى أن الرسائل لم تخرج عن السياق الوطني وكذلك الشعارات واللافتات المرفوعة مضمونها وطني بحت، ولم تتطرق إلى إساءة أو ذم لأي طرف، وهي ليست مرفوعة بلون واحد أو شخص.
وأشار إلى أنه لا مبررات لدى الأجهزة الامنية الفلسطينية بفض الاجتماع، وانها تسوق المزاعم لإنهاء الاجتماعات الوطنية بدعوى عدم الحصول على ترخيص، مضيفًا “ليس من الضروري أن نطالب بتصريح لاجتماع كوادر فتحاوية، وليس كل اجتماع يحتاج إلى ترخيص".
يذكر أن أعمال مؤتمر عقده المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط انتهى الأسبوع الماضي في منتجع "العين السخنة" في السويس بمصر، وحضره نحو 100 شخصية من أنصار وأعضاء القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، وسط تصاعد الخلافات مع الرئيس محمود عباس.
وأوصى المجتمعون خلال مداخلاتهم بإنهاء الخلاف الفتحاوي الداخلي، مؤكدين في الوقت نفسه أنه لا يمكن إصلاح السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير دون إصلاح حركة "فتح".
وكان دحلان أعلن نهاية الشهر الماضي تأجيل لقاء كان مقررًا أن يعقده لتياره في القاهرة إلى إشعار أخر، بينما قالت أوساط مقربة منه إن مؤتمر المركز القومي يأتي بديلا عن هذا اللقاء.
وفشلت في الأسابيع الأخيرة محاولات أجرتها "الرباعية العربية" (مصر والأردن والسعودية والإمارات) للضغط على عباس لإجراء مصالحة بينه وبين دحلان بعد فصل الأخير من اللجنة المركزية عام 2012.
تجدر الاشارة الى أن موقعا بريطانيا شهيرا كشف النقاب مؤخرًا عن ما قال إنه "خطة "إسرائيلية" –عربية للإطاحة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس واستبداله بالقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان".
وانتهى الأسبوع الماضي أعمال مؤتمر يعقده المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط في منتجع “العين السخنة” في السويس بمصر، وحضره نحو 100 شخصية من أنصار وأعضاء القيادي المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، وسط تصاعد الخلافات مع الرئيس محمود عباس.