المنهاج الفلسطيني الجديد
يُفتتح العام الدراسي الجديد يوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري، مع منهاج تعليمي جديد صادر عن مركز المناهج في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، التي تعمل على إتمامه قبل بداية العام الدراسي، ويشمل هذا التغيير في المنهاج الصفوف من الأول حتى الرابع من المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى مواد جديدة من الخامس حتى التوجيهي.
وقال رئيس مركز المناهج في وزارة التربية والتعليم ثروت زيد أن المركز في مرحلة تصميم وطباعة وتوريد المنهاج الجديد، كاشفاً عن انتهاء الوزارة من تصميم 95% من الكتب البالغ عددها 34 كتاباً، فيما أنهت المطابع طباعة 60% من الكتب وتم توزيعها على المديريات، متوقعاً إتمام طباعة كافة الكتب وتوزيعا مطلع الأسبوع القادم.
وتشمل كتب الصفوف من الأول حتى الرابع (4 كتب للتربية الإسلامية، 4 كتب للتربية المسيحية، 4 كتب لمناهج التربية العربية، 4 كتب للرياضيات) يدرّس كل كتاب لصف، فيما يوجد كتابين لمنهاج العلوم والحياة للصفين الثالث والرابع، و4 كتب لمنهاج التربية الوطنية والحياتية (2 منها دليل للمعلم و2 كراس للطالب)، بالإضافة إلى كتابين لمنهاج التنشئة الاجتماعية تدرس للصفين الثالث والرابع.
وتحتاج وزارة التربية إلى طباعة نحو 80 ألف نسخة لكل مادة في الصفوف من الأول حتى الرابع كما قال زيد.
وسيكون هناك دليل معلم لمبحث التكنولوجيا لكل صف من الخامس حتى الثامن، فيما سيضاف كتابين جديدين لفرع الريادة والأعمال للتوجيهي وهما الإدارة والاقتصاد والمشاريع الصغيرة، إضافةً إلى كتاب تكنولوجيا جديد للصف الحادي عشر.
وأضاف زيد أنه "تم إضافة 3 كتب جديدة للصفوف من السابع حتى التاسع، كل كتاب يضم ثلاث مهن تدرس في العام الأول بشكل اختياري."
وأوضح أن مهن الصف السابع تشمل تمديدات الكهرباء، نجارة ودهان، إعداد وتقديم الطعام، فيما تشمل مهن الصف الثامن تصميم المنزل، أعمال البناء والمعادن والبلاستيك، التصميم الداخلي والديكور.
وتضم مهن الصف التاسع كهرباء وإلكترونيات، تصفيف الشعر وتجميل البشرة، التصنيع الغذائي.
وتابع حديثه قائلاً ان "الطلاب سواء من الذكور أو الإناث سيتعرفون على هذه المهن، وستستفيد التربية من كوادر المجتمع المحلي وأولياء الأمور لتعليمها بهدف تشجيع الطلبة على التوجه للتعليم المهني والتقني."
وأوضح ان التربية ستوفر ميزانية لكل مدرسة لشراء الأدوات اللازمة لتعريف الطلاب على هذه المهن، وستترك حرية اختيار مهنة التعليم لكل مدرسة في السنة الأولى التي تعتبر تجريبية.
وقال أبو زيد أن أغلفة الكتب تعكس الهوية الفلسطينية وتحاكي فكرة مضمون الكتاب، فالكتب من الأول حتى الرابع الأساسي موجّهة للطفل وتحمل أغلفتها صورة طفل ينسجم مع فكرة الكتاب مثل الوطن والبيئة والفكر الرياضي والفكر العلمي، وكل غلاف عليه رسومات خاصة بالزّي الفلسطيني وعلم فلسطين.
وقال ان وزارة التربية تعقد ورش عمل لـ 280 مشرفاً تربوياً ومعلماً من المدارس الحكومية ووكالة الغوث للصفوف من الأول وحتى الرابع الأساسي في مجمّعين تدريبين، الأول: في بيت لحم ويشمل التعريف بالمباحث العلمية، والثاني في نابلس ويشمل التعريف بالمباحث الإنسانية.
وأكّد أن عملية تطوير المناهج الجديدة تنسجم مع رؤية ورسالة الإصلاح التربوي في فلسطين والتي تتصف بالعقلانية العلمية المنبثقة من ضروريات الحاجة وواقعية المنشأ، على اعتبار أن البيئة الفلسطينية بمكوناتها هي حاضنة عملية التغيير، وبناء عليه فإن "المسؤولية الوطنية والتربوية تحتم علينا العمل تجاه الطلبة بما يحقق الغايات والأهداف التي وضع من أجلها المنهاج لنتجاوز إخفاقات المنهاج القديم وما اعتراه من ضعف، لنخرج من قيود التلقين إلى تنمية التفكير بأنماطه المختلفة والتأمل، إذ استوجب ذلك تغيير حقيقي في طرق عرض المادة على الطلبة بما يحاكي حاجاتهم وميولهم وخصائصهم وسماتهم الشخصية, وكان منحى منهج الأنشطة الأكثر ملائمة للكتب الجديدة.
كما تهدف هذه الورش إلى تعريض المشاركين لخبرات متنوعة في التخصصات المختلفة وأنشطة مختلفة من شأنها تمكينهم في إدارة ورشات تعريفية أخرى لاحقة ستعقد خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس الجاري لجميع معلمي المرحلة الأساسية الأولى في المحافظات الشمالية والجنوبية قبل بداية العام الدراسي الجديد.
ويقلل المنهاج الجديد من كلام المعلم داخل الغرفة الصفية، حيث لا يزيد كلام المعلم عن 22% من مضمون الحصة المدرسة، ويأخذ الطالب حقه في الحديث والتعبير والمشاركة، وتم توظيف التكنولوجيا داخل المادة بحيث سيتم الاعتماد عليها في بعض المواد.