كان طفل غزة فتحي البغدادي يبلغ من العمر عامين، مات حرقا من شمعة، حاولت أسرته أن تستضيء بنورها لمقاومة العتمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، والنتيجة كارثية، الطفل إلى القبر، وباقي الأسرة إلى المستشفى.
كيف يمكن أن يهرب الإنسان مما يكره.. مواطنون يهربون من العتمة عبر استخدام الشموع، والنتيجة حريق يأكل الأخضر واليابس ولا يعفي حتى الأطفال من مصير سيء.
شمعة اعتقدت عائلة البغدادي أنها قادرة على إزاحة الظلام من عيون أبنائهم، غير أن النتيجة جاءت مأساوية، احترق الطفل فتحي ذو الربيعين حتى الموت ، أصيب الإخوة والأم، بعضهم جراحه خطيرة. إنها مشكلة الكهرباء، وضحاياها الموسميون، حيث لم يكن هذا الحادث هو الأول الذي يقضي فيه مواطنون حرقا، ولن يكون الأخير في ظل استمرار هذه الأزمة.
والحكومة في غزة عاجزة عن حل المشكلة، وهي تحمل المسؤولية للعالم العربي الصامت والعاجز عن مد يد المساعدة، وخصوصا جمهورية مصر العربية مطالبة إياها بالوفاء بالتزاماتها، ولكن الكثير من المواطنين يعرفون أن خصمهم في هذه الحالة ليست مصر ولا الدول العربية، بل الحكومة في غزة ، حيث موقعها القانوني والأخلاقي يجعلها المسؤول الأول والأخير.
وكانت المشكلة وما زالت لها علاقة بالوقود الذي قننته "إسرائيل" بعد قصفها لمحطة الكهرباء، لكن المشكلة تجاوزت ذلك حيث أعمال الصيانة للمولدات هي أيضا بحاجة لموازنات كبيرة. ونظرا لتعقيد مشكلة الكهرباء، كان يفترض بالوقود القطري المقدم لغزة أن يحل جزءا من المشكلة، لكن تمت عرقلة إدخال الوقود.
الطفل فتحي ذو العامين مات دون أن يعرف لماذا، أطفال آخرون احترقوا في مناطق أخرى نتيجة انفجار مولدات الكهرباء أو نتيجة استخدام الشموع، الشاهد في الموضوع أن الضحايا سيسقطون دون أن يصل الغزيون لحلول جذرية تزيح عنهم عتمتهم.