القدس: الاحتلال حوّل باب العامود إلى منطقة أشباح
اعترفت سلطات الاحتلال انها حولت باب العامود الشريان الرئيسي للبلدة القديمة في القدس الى ثكنه عسكرية وقتلت الحركة التجارية في اسواق المدينة، ما كبد تجارها خسائر كبيرة اضافة الى اغلاق العديد من المحال التجارية ، جراء عزوف المواطنين الفلسطينيين عن دخولها.
وكشفت اسبوعية "يروشاليم" العبرية امس، أن من يقترب من منطقة باب العمود في البلدة القديمة بالقدس في الأسابيع الاخيرة قد يعتقد بأن هذه منطقة عسكرية مغلقة تخضع لحظر التجول وتحول الاضواء المعلقة على الباب الاجمل من ابواب البلدة القديمة الى صورة سيريالية قاتمة اذ يبدو بأن الوحيدين الذين يتمتعون بجمال الباب تحت الاضواء هم عشرات الأفراد من شرطة حرس حدود الاحتلال الذين ينتشرون حول الباب.
واضافت ان الساحة الرئيسية المجاورة لباب العمود تحولت الى منطقة يحتشد فيها جزء كبير من قوات الشرطة المدججة بالسلاح وذلك لأنها نقطة المراقبة الرئيسة التي عليهم مشاهدة جميع الداخلين والخارجين من والى الباب وتم نصب حواجز حديدة لشرطة الاحتلال حول جميع المنطقة بحيث لا يستطيع فلسطيني او سائح المرور بدون تفتيش، او على الاقل بدون مراقبة مشددة، اما اليهود فيحظر عليهم الدخول الى المنطقة بعد الساعة الثامنة مساء خوفاً من عمليات الطعن ولعدم وضوح الكاميرات التي في الشوارع.
ونُصب موقع لقناصة الاحتلال على سطح المبنى المقابل للباب يشهرون فيه بنادقهم نحوه طوال ساعات النهار والليل، ونشرت قوات اخرى حول الباب غير بعيد عنه.
كذلك قررت بلدية الاحتلال ابعاد جميع باعة البسطات خصوصا بسطات الاغذية من محيط الباب، رغم ان هؤلاء كانوا يشكلون احد مظاهر بهجة الاعياد وخصوصا في رمضان.
ويؤكد الفلسطينيون بان هذه الخطوة استهدفت تسهيل عمل القوات الاحتلال والبلدية لضرب اقتصاد المدينة والتنكيل باهلها، لان البسطات تبشر بأجواء العيد وتجتذب اليها مشترين كثيرين.
وقال مقدسي: من المرعب التجول هناك، عندما أمر في باب العمود يرن هاتفي ولا ارد عليه خوفا من أن أمد يدي في جيبي وتعتقد شرطة الاحتلال بأنني اريد سحب سكين، اذ ان المكان يغص بالقوات الخاصة والمستعربين وقوات حرس الحدود المعروفين بأنهم من المجرمين وقطّاع الطرق والمافيا الروسية ويطلقون النار دون أي سبب، وقد يفسر اي منهم اي حركة اقوم بها بأنني منفذ عمليات وقد يطلقون النار علي ولهذا يجبر الانسان الذي يمر بينهم على دراسة كل حركة ينوي القيام بها بصورة جيدة. ان الاجواء متوترة جدا ولا يشعر الانسان بالارتياح لدى مروره من المنطقة».
ويؤكد تجار البلدة القديمة انخفاض مبيعاتهم بعشرات بالمئة بالمقارنة مع العام الماضي وذلك بسبب قلة الناس الذين يتخوفون من الدخول الى البلدة القديمة جراء الرعب الذي يفرضه الانتشار الموسع لقوات الاحتلال.