والد الطفل الشهيد بدران: سألاحق الاحتلال بدم أبني حتى أموت
تلقى والد الطفل الشهيد محمود بدران فجرا أتصالا هاتفيا من زوج أخته الذي كان يرفق أبنائه ومحمود إلى المسبح القريب من البلدة بعد الإفطار، قال لها "وقعت كارثة ... ألحقونا"، توجه والد محمود إلى مكان استشهاد ابنه عند النفق الواصل بين قريته "بيت عور" والقرية القريبة "بيت سيرا" وهو لا يعلم أن ابنه قد استشهد.
قال: حينما وصلت إلى هناك عرفت أنه استشهد، لم يسمحوا لنا بالاقتراب لرؤيته أو التعرف على طبيعة إصابته، ولكنه بقي لفترة طويلة على الأرض بدون إسعاف حتى سيارات الإسعاف التي كانت بالمكان منعت من الاقتراب، وقاموا بإطلاق النار علينا للابتعاد من المكان".
وكان محمود 15 عاما، توجه برفقه زوج عمته وأبناء عمته وأعمامه للتنزه في مسبح في البلدة القريبة "بيت سيرا" بعد الإفطار، وفي طريق العودة كان يستقل سيارة أجرة مع عدد منهم وخلفه سيارة جوز عمته، وحين وصولهم إلى النفق تحت الشارع الاستيطاني 443، والذي يسمح فقط للمستوطنين باستخدامه، وهناك كانت سيارة بيضاء خرج منها مستوطن يلبس لباسا أسودا أطلق النار بكثافة على السيارة، مما أدى إلى استشهاد محمود وإصابة الآخرين الذين برفقته في السيارة.
وكانت سلطات الاحتلال أصدرت بيانا اعترفت فيه قتل الطفل بدران بعد أن زعمت أن جنود الاحتلال أطلقوا النار تجاه شبان بزعم رشقهم سيارات المستوطنين بالحجارة، وهو ما نفاه والد الشهيد مؤكدا نقلا عن زوج عمته للشهيد إن مطلق النار لم يكن جنديا بالأصل.
وتابع والد الشهيد: لقد خسرنا ابننا ولن يعوضنا شيء عن خسارتنا سواء اعترفوا أنه بالخطأ أم لا، ولكننا نتطلع أن يكون استشهاد محمود بداية لوضع حد للقتل المتعمد لأطفالنا وأحفادنا".
وتتطلع العائلة الآن لاستلام جثمان ابنها وتشييعه، وقال الوالد أنه تلقى اتصالا صباح اليوم من الارتباط العسكري أبلغه برفض الاحتلال حتى الأن تسليم الجثمان، أو السماح لهم برؤيته.
ومحمود هو الأبن الثالث للعائلة، وهو طالب في الصف التاسع الأساسي، يقول والده عنه:" محمود كان الأبن الذي يجسد كل ما أحبه في هذه الحياه".
وقال الوالد أنه سيتوجه إلى المحاكم الدولية وسيقوم بمتابعة قضية أبنه في كل المحافل الدولية والقانونية، وتابع:" سألاحق الاحتلال بدم أبني حتى أموت، وسأورث هذا لأبنائي بعد موتي".