ما هي القدس الثانية ؟!
تهدف الصهيونية العالمية من إجراء الحفريات الأثرية في القدس إلى اختراع وجود مملكة داود القديمة التاريخية من أجل تبرير قيام "دولة إسرائيل" الحديثة، لكن آلات الحفر الإسرائيلية تعمل بصمت أسفل المدينة القديمة، ولا نرى ما يحاك بليلٍ ضد المدينة المقدسة سوى تصريحٍ مقروءٍ وإحصائيات عددية، لكن المفاجأة كانت بتوثيق ما يجري أسفل المسجد بالفيديو.
فيلم "القدس الثانية" ومدته 3 دقائق و42 ثانية من إعداد مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية شَكَلَ ضربة كبيرة للمنظومة الرقابية الإسرائيلية التي تتكتم عن طبيعة الحفريات أسفل المدينة، كما شَكَلَ صدمة كبيرة للعالم العربي والإسلامي والمسيحي لحجم الحفريات التي نُبشت أسفل المدينة، فمن خلال الحفريات وضخامتها أتضح أن إسرائيل صنعت "قدس ثانية" يُرادُ من خلالها الإجهاز على الرواية الإسلامية والمسيحية بشان الأحقية في المكان.
فوق المدينة المقدسة ومسجدها لا توجد تغييرات كبيرة بقدر ما يحصل أسفلها، مركز أطلس للدراسات أستطاع أن يجمع مادة من ستة أفلام وثائقية أعدتها صحيفة هآرتس، وتعمدت الرقابة خلالها عدم إعطاء صورةٍ كاملة في فيلم واحدٍ، فأختزل المركز الأفلام الوثائقية الستة، وخرج بنتيجة كبيرة وهي ان قوات الإحتلال والحفارون الصهاينة صنعوا قدس أسفل المدينة بمعالم يهودية خالصة؛ لنسف الرواية الفلسطينية بشقيها المسيحي والإسلامي لإثبات أحقيتهم في إنشاء دول إسرائيل الحديثة.
"القدس الثانية" هدفها نسف الرواية الإسلامية والمسيحية لإيجاد موطئ قدم لليهود أسفل المسجد
ويظهر في فيلم القدس الثانية حجم الحفريات أسفل المدينة القديمة ومسجدها، وضخامة الأنفاق التي تنبشها قوات الاحتلال بالقرب من أساسات المسجد الأقصى، "القدس الثانية" المزعومة عبارة عن نفقين الأول بطول 533 متر وبعرض متر واحد بإرتفاع يصل من متر إلى 5 متر، يتبعه نفق ثاني بطول 190 متر وعرض متر واحد، تتقاطع جميعها في نفق "المبكى"، وتحوي القدس الثانية مغارة ضخمة بجانب باب العمود.
مدير مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية عبدالرحمن شهاب أكد أن فريق المركز عمل على جمع مقاطع الفيلم من ستة أفلام وثائقية نشرتها موقع صحيفة هآرتس العبرية.
وأوضح في تصريحٍ لـ"فلسطين اليوم" أن الصحيفة كانت تشير في كل فيلم لجزء مما يحصل أسفل المسجد الأقصى المبارك من حفريات ومشاريع تهويدية، مشيراً أن المركز ومن خلال متابعاته الحثيثة للشأن الإسرائيلي لاحظ أن المقاطع التي تنشر تختلف عن بعضها من ناحية المشاهد والأماكن، الأمر الذي دعا فريق المركز لتجميع المقاطع لتبيان الصورة الحقيقية عن ما يجري من حفريات تهويدية أسفل المدينة المقدسة.
وقال شهاب: اختزلنا الأفلام الوثائقية الستة في فيديو لمدة 3 دقائق و 42 ثانية، شرحنا خلالها صورة الوضع أسفل المدينة القديمة، واصفاً المشاهد التي يوثقها الفيلم بـ"الخطيرة"؛ نظراً لضخامة المشاريع التهويدية الساعية للنيل من الوجود الإسلامي والمسيحي لصالح إيجاد موطئ قدم لليهود أسفل المسجد، مؤكداً ان اليهود يسعون لإيجاد قدس ثانية يهودية خالية من الوجود الإسلامي والمسيحي تصبُ في صالح رواياتهم المزيفة.
عبدالرحمن شهاب: الفيلم الوثائقي بحاجة إلى قراءة متأنية
وبين ان الفيلم الوثائقي بحاجة إلى قراءة متأنية من جميع الجوانب، للحذر من الآثار المترتبة على الحفريات والأعمال التهويدية أسفل المسجد، موضحاً ان الخطر الأكبر يكمن في صناعة رواية يهودية تاريخية مزيفة، وان الخطر الثاني يكمن في إنهدم المسجد الأقصى حال حدوث زلزال سواء طبيعي أو اصطناعي.
وطالب الجهات الرسمية إلى ضرورة التنبه لما ورد من مشاهد في الفيديو التوثيقي وضرورة العمل على نقله إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وتقديم ملف الحفريات تحت المدينة القديمة أمام الهيئات والمحاكم الدولية على أنه مساس بالوضع القائم عام 1967
. شهاب: الخطر الأكبر يكمن في صناعة رواية يهودية تاريخية مزيفة، والخطر الثاني يكمن في إنهدم المسجد الأقصى حال حدوث أي هزة
وجندت الصهيونية علماء آثار من دول مختلفة منذ عام 1863 إلى عام 1967, وتحملت المسؤولية بعد ذلك قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس.