فلسطينيو 48 يتجندون ضد التطبيع
وديع عواودة-حيفا
تعمل منظمات شبابية وثقافية داخل أراضي ٤٨ على إشراك أكبر عدد ممكن من فلسطينيي الداخل ضمن حملة مكافحة التطبيع الثقافي مع إسرائيل وإفشال مخططاتها لاستغلالهم بغية تبييض وجهها في العالم.
ويحذر الناشط في مجال حقوق الإنسان عمر البرغوثي من رام الله -وهو أحد مؤسسي حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها- من خطورة التطبيع الثقافي مع دولة الاحتلال.
ويقول إن هذا التطبيع يوفر أهم ورقة توت تستخدمها إسرائيل للتغطية على جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي، لا سيما بعدما باتت ترى المقاطعة خطرا إستراتيجيا بفضل فاعليتها.
ويوضح البرغوثي للجزيرة نت أن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل منذ 2009 بدأت بترتيب لقاءات مع مجموعات مثقفين في مناطق 48 لتحديد كيفية انخراط فلسطينيي الداخل في الحركة العالمية للمقاطعة.
ومنذ بداية الشهر الحالي تكثف مجموعة من المثقفين والناشطين السياسيين داخل أراضي 48 التنسيق مع حملة المقاطعة الفلسطينية، وتكرس جمعية 'بلدنا' في حيفا مجهودا متنوعا لخدمة هذا الهدف.
وقال مدير جمعية 'الشبابية' في حيفا نديم ناشف للجزيرة نت إن الحملة التي تشهد تكثيفا بهذه المرحلة تهدف لمناهضة دعاية إسرائيل المتصاعدة لتبييض وجهها تزامنا مع تزايد الضغوط عليها ونزع الشرعية عنها في المحافل الدولية.
من جانبه يرى الكاتب المسرحي علاء حليحل أن التطبيع الثقافي مضر وأن حملة المقاطعة هي من الأدوات النضالية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لافتا لأهمية المقاطعة الاقتصادية أيضا.
خطوط حمراء
ويقول حليحل -الذي شارك في إعداد مسودة معايير خاصة بفلسطينيي الداخل- إنه خلص لاستنتاج يقضي بصياغة نداء مبدئي وتنويري عام يحاول جذب أكبر قدر من فلسطينيي الداخل لدعم الحملة.
ودعا كل فرد لترجمة هذا الوعي الوطني إلى خطوط حمراء في حياته اليومية وممارساته.
ويتساءل هل يستطيع طبيب عربي يعمل في مستشفى إسرائيلي مثلا أن يفصل بين عمله والمشاركة في بحث علمي سيعود على إسرائيل بالمنفعة دوليا؟ وكذا الأمر مع باحث أكاديمي عضو في طاقم بحث دولي فيه إسرائيليون. هل هذا تطبيع؟
ويؤكد أن هناك خطوط حمراء لا حاجة لأي حملة لتوضيحها، مثل عدم التحول إلى ممثل لدولة الاحتلال في المحافل الدولية الرسمية، وعدم الدخول في مشاريع ثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية 'نتنازل فيها عن مبادئنا من أجل التمويل.
ورقة التوت
وتتوافق الناشطة السياسية عبير قبطي من مدينة الناصرة مع هذا التصور، وتقول إن هناك خصوصية لفلسطينيي الداخل ممن يقيمون في 'بطن الحوت'، مشيرة إلى أن مسودة المعايير الخاصة بالداخل لم تتبلور بعد.
وتضيف 'بسبب تشابك الحياة بيننا وبينهم لا بد من مراعاة الظروف، لكننا مطالبون بألا نضر بالحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل أو تغطية عوراتها بورقة توت، وهذا أضعف الإيمان.
وتحذر من أن إسرائيل تتعمد استدراج عرب في حملات دعائية في العالم لتخريب حملة المقاطعة الدولية ضدها.
وتشير إلى أن مجموعات متزايدة من فنانين وأدباء وصحفيين يشاركون في لقاءات وحوارات هدفها التوعية والتثقيف، وأوضحت أن الحملة تزداد في المرحلة الراهنة كما وكيفا داخل أراضي 48 .
وتلفت قبطي إلى ازدياد حجم التعاون داخل أراضي 48 مع الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل اقتصاديا وثقافيا وأكاديميا وبمشاركة 170 مؤسسة أهلية ونقابة ولجنة شعبية تمثل كل قطاعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
من جهته يعتقد عمر البرغوثي أن سيرورة نشر ثقافة المقاطعة كمقاومة شعبية ومدنية تستغرق وقتا وجهودا متراكمة من الناشطين الأكثر قناعة بمبادئ المقاطعة.
ويقول إن الوعي بأهميتها يزداد بسبب تقاطعها مع انهيار مفاوضات التسوية وتصاعد حملات التطهير العرقي التدريجي لشعبنا في النقب والجليل.