تقرير بريطاني: هجوم الرئيس عباس على فصائل المنظمة قد يطيح به
قال تقرير أعده موقع ميدل ايست البريطاني أن أصوات المنتقدين للرئيس محمود عباس ارتفعت في الآونة الأخيرة، وقد كانت الجبهة الشعبية ثاني أكبر فصيل ممثل داخل المنظمة في قلب هذا الجدل المتزايد، ما قد يؤدي لاحقا إلى إبعاده من رئاسة السلطة.
وأشار الموقع إلى قطع المخصصات الشهرية للجبهة الشعبية بقرار من الرئيس عباس، وهو ما زاد من حدة التوترات خاصة بعد إحراق نشطاء من الجبهة الشعبية بغزة صور الرئيس محمود عباس، بعد يوم واحد من إعلان هذا القرار.
وينقل ميدل ايست اي عن القيادي بالجبهة الشعبية هاني ثوابتة قوله، إن إجراءات أبومازن محاولة لتحويل منظمة التحرير إلى سلاح لحفظ السلطة عبر طرد أي شخص لا يتفق مع مواقفه، منوها أن العلاقة بين الجبهة الشعبية وعباس تدهورت كثيراً خلال الأحداث الأخيرة.
وتنفي المنظمة أي دوافع سياسية وراء هذا القرار، فيما يقول ثوابتة إنه تم إدراج القرار تحت حجة العجز المالي الذي تعاني منه المنظمة، لكن الشعبية رفضت هذه الأعذار، فيما قال مسؤول رفيع في المنظمة أن هذا القرار سيتم تصحيحه قريبا.
ويشير التقرير إلى استطلاع رأي حديث أجراه المركز الفلسطيني للبحوث والقياس، وجاء فيه أن 64% من الفلسطينيين في الضفة وغزة يريدون من أبومازن أن يستقيل من منصبه. وهذه نسبة ارتفعت بشكل كبير منذ بدء الاستطلاع بالسؤال عما إذا كان يجب على عباس الاستقالة من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
ويرى الموقع أن تأييد الأغلبية الفلسطينية للانتفاضة مقابل رفض أبومازن ووزراء السلطة لها وسعيهم لإخمادها، يمثل دورا مهما في تراجع شعبية أبومازن، وذلك مقابل دعم الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحماس والجهاد الإسلامي و"فصائل صغيرة" لهذه الانتفاضة. وقد اتهمت الشعبية أبومازن مؤخرا بأنها ادعى أنها إرهابية ووصم الانتفاضة بالإرهاب.
ويستبعد تقرير ميدل ايست اي أن يتقدم الرئيس أبومازن رغم كل ذلك باستقالته من منصبه. وينقل عن رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة حيفا ايدو زيلكوفيتس أن عباس وإن كان لا يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين إلا أنه جيد لمستقبل الدولة الفلسطينية.
ويضيف زيلكوفيتس: "لا اعتقد أننا سنرى بعد عباس من يحمل المناصب الثلاثة هذه: (رئيس السلطة، ورئيس فتح ورئيس المنظمة)، أظن أنه سيكون الأخير في هذه التجربة، ولاحقاً سيتولى كل منصب شخص مستقل". مؤكدا أن مغادرة عباس لكرسي الرئاسة ستتيح وصول وجه جديد قادر على لعب دور مختلف هناك.
ويرى زيكلوفتيس أن أبومازن لم يكن لديه دعم شعب أصلا، "لأن ذاكرته الجماعية للنضال المسلح كوسيلة لإنهاء الاحتلال غير موجودة، فقد ركز عباس على المفاوضات. وكان مفيداً جدا في الحفاظ على استقرار الضفة الغربية، وأنا اعتقد أن رحيله سيشكل فراغاً كبيراً”، حسب قوله.
وفي كلمة ألقاها أواخر أيلول الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هدد الرئيس عباس بإنهاء التنسيق مع الاحتلال إذا لم تبدأ "إسرائيل" بالوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقات أوسلو، وهذا موقف شعبي في أوساط الفلسطينيين. إلا أنه عاد في حديث مع القناة الثانية يوم 31/آذار الماضي ليؤكد أن "التنسيق الأمني" بين السلطة الفلسطينية و"اسرائيل" هو الشيء الوحيد الذي حال دون دخول المنطقة في انتفاضة دامية.
وأضاف أبو مازن في المقابلة نفسها: "إذا تخلينا عن التنسيق الأمني، سيكون هناك فوضى وسيكون بنادق ومتفجرات ومسلحين يظهرون من كل مكان للهجوم على "إسرائيل" … بدون التنسيق الأمني سيكون هناك انتفاضة دامية جداً، أريد التعاون مع "الاسرائيليين"، وهناك اتفاق بيننا ولا أخجل من ذلك".
وجاء في التقرير: "هذه التصريحات وغيرها تتناقش بشكل مباشر مع ما تشير إليه استطلاعات الرأي بين الفلسطينيين حول جدوى التنسيق الأمني والانتفاضة المسجلة. فوفق الاستطلاع فإن 65% من الفلسطينيين يعارضون التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، في حين 60% منهم يؤيدون اندلاع انتفاضة مسحلة ويعتقدون أن الصراع المسلح قادر على تحقيق حقوق الفلسطينيين الوطنية التي فشلت المفاوضات بها".
ويتابع: "وكعادته حذر عباس خلال المقابلة بأن السلطة الوطنية الفلسطينية على وشك الانهيار، وهو الشعور نفسه الذي يتشاركه معظم الفلسطينيين".
ويقول هاني ثوابتة: "تسبب عباس بكارثة للجماهير الفلسطينية"، معربا عن اعتقاده بأن كل شيء وارد، وأنه من الممكن أن تقوم الجماهير في أي لحظة بأخذ زمام المبادرة والاطاحة بالرئيس عباس وإصلاح الحكومة، “لأنه هو السبب الرئيسي في وصولنا إلى هذا الوضع المأساوي الذي نعاني منه الآن".