"القوى الوطنية قادرة على انتزاع الشرعية من الرئيس عباس" !
مُجدّداً، يُدلي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بتصريحات جدليّة، تزيد من غضب الشارع الفلسطيني، الذي ينتفض في وجه المحتل الصهيوني منذ أكثر من 6 شهور. ينتقد العمليات الفدائية، وتحديداً "تفجير الحافلة" غرب القدس المحتلة، الاثنين الماضي، والذي أسفر عن إصابة 20 صهيونياً، بوصفه "إرهاباً ضد مدنيين، ونهجاً يُعارضه الفلسطينيون" وهو ما قاله خلال تصريحاته لصحيفة "دير شبيغل" الألمانية، أمس الثلاثاء.
تصريحات الرئيس عباس، التي لا تنفكّ تُثير حفيظة الفلسطينيين، وفصائل العمل الوطني، ردّت عليها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الأربعاء، بتجديد دعوتها للّجنة التنفيذية "للوقوف بالمحاسبة والمساءلة، أمام رئيس السلطة، وسلوكه السياسي الخارج عن حالة الإجماع الشعبي، والتي باتت أشد اقتناعاً من أي وقت مضى بفشل خيارات السلطة وعُقم نهجها التفاوضي الذي أودى بالشعب الفلسطيني إلى كارثة حقيقية".
وأضافت الجبهة، في بيان لها، وصل بوابة الهدف "نستغرب افتخار الرئيس باستمرار التنسيق الأمني، ما يُمثل اعتداءً سافراً على قرارات المجلس المركزي التي أكدت على حق الشعب في مقاومة المحتل".
ونوّهت إلى أنه "كان الأولى على الرئيس الاحتجاج على السياسة الألمانية الداعمة للكيان الصهيوني، والتي تُزوّده بالغواصات النووية مجاناً".
حركة حماس، أيضاً، وعلى لسان المتحدث باسمها سامي أو زهري، أدانت، أمس ما وصفته "تنكّر من الرئيس عباس للانتفاضة وعمليات المقاومة بالضفة والقدس"، وطالبته "بالتوقف عن التصريح بمواقف غريبة عن ثقافة شعبنا الوطنية".
الكاتب والمحلل والسياسي وسام رفيدي، وصف لـ"بوابة الهدف" سياسية السلطة ورئيسها تجاه ما يجري في الضفة المحتلة، بالسياسية التنازلية الاستسلامية والتي تسعي لإجهاض العمل الثوري.
ورأى أن "الفصائل والقوى الفلسطينية، قادرة على انتزاع الشرعية من الرئيس، الذي يُخفى سياسيات مشبوهة، هدفها الأول والأخير إجهاض الانتفاضة الفلسطينية".
وأوضح خلال اتصال هاتفي مع "بوابة الهدف"، أنه بناءً على ذلك "مطلوب من القوى الوطنية والإسلامية، واليسار الفلسطيني، فتح النار ضد سياسة عباس، لأن هذا ما سيحمي الانتفاضة وسيكون مِعولاً هاماً لتطويرها".
وقال إن الفصائل قادرة على رفع الغطاء الذي ينتزع منه رئيس السلطة الشرعية التي يُمارس بها سياساته، وذلك بتصويب أوضاع منظمة التحرير بكافة مؤسساتها، وفي مقدمتها اللجنة التنفيذية التي باتت لا تعجز عن مواجهة الرئيس المُنتهية ولايته، أو تصويب سياساته".
وكان الرئيس محمود عباس صرّح مؤخراً بأن أجهزته الأمنية تُلاحق الأطفال الفلسطينيين داخل المداس وتُفتش في حقائبهم عن السكاكين، إضافة إلى تصريحات أخرى يصف فيها مقاومة المحتل الغاصب بـ"العنف والإرهاب المرفوض"، ويتغنّى فيها بالتنسيق الأمني، وهو ما صرّح بها لصحيفة "دير شبيغل" الألمانية، أمس، بأن التنسيق أسفر عن اعتقال ثلاثة شبان من مدينة رام الله، وسط الضفة المحتلة، مؤخراً، كانوا يخططون لتنفيذ عملية ضد الكيان.