4 أسباب وراء تدني نسبة المشاركة في انتخابات الضفة
شهدت الانتخابات المحلية بالضفة المحتلة نسبة "متدنية" بلغت 53.4% رغم ارتفاع اعداد المرشحين الى 4411 يتنافسون من خلال 536 قائمة انتخابية على 15611 مقعدا في 145 هيئة ومجلساً محلياً.
وشارك بالانتخابات 420,682 ناخبا وناخبة، ونسبتهم 53.4% من مجمل أصحاب حق الاقتراع، والبالغ عددهم 787,386 ناخبا وناخبة.
أستاذ العلوم السياسية احمد رفيق عوض ارجع انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية في الضفة المحتلة لأربع أسباب رئيسية، وهي، عدم مشاركة فصائل فلسطينية بارزة في الانتخابات (حماس، الجهاد الإسلامي)، وعزوف المواطنين في المشاركة بسبب الإرث الكبير من خيبات الأمل الذي تركته التجارب الانتخابية وحالة الشد والجذب بين الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى الانقسام السياسي، وعدم وجود تنافس ايدولوجي وعقائدي وفكري وسياسي في الانتخابات المحلية.
وأوضح عوض أن اول أسباب تدنى المشاركة يرجع لعدم وجود تنافس حقيقي بين القوائم، والتنافس الموجود منخفض الوتيرة ولا يجذب الناس وهو قبلي بعيد عن السياسة والعقائدية والفكرية والسياسي.
وقال: التنافس القائم الفكر والايدولوجية والتباين السياسي يجعل الجمهور يندفع بكل قوة نحو صناديق الانتخابات الامر المفقود في الانتخابات البلدية والمحلية، والموجود في الانتخابات التشريعية والسياسية.
ولفت الى ان الانتخابات المحلية ليست مقياسا على مدى المشاركة في الانتخابات الرئاسية او التشريعية، فالانتخابات البلدية تسيطر عليها القبلية وتتصارع خلالها العائلات على عكس الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يكون عمادها التباين في الأيدولوجيات السياسية المختلفة والعقائد الفكرية بين المرشحين.
وعزا عزوف الناس عن المشاركة في الانتخابات المحلية لليأس والإحباط الموجود لدى الجمهور الفلسطيني؛ بسبب الإرث الطويل من خيبات الامل لدى الناس من صندوق الانتخابات.
وقال: الانقسام الحالي يدفع الناس لليأس والإحباط؛ الامر الذي يضعف رغبة الجمهور في المشاركة في الحياة الديمقراطية، وامام هذا الواقع يرى الجمهور أن هناك قضايا أكثر اهمية من المشاركة في الانتخابات مثل موضوع الاسرى، والاعتقالات، والاستيطان، والمصادرات.
وأضاف: الانقسام الفلسطيني إثر بشكل واضح على الانتخابات، وخفض من سقف التوقعات خاصة في ظل خيبة الامل واللامبالاة وعدم الرغبة في المشاركة في الحياة العامة من قبل المواطن الفلسطيني.
وذكر أن المعطيات السابقة لا تمثلُ إحراجاً للكتل المشاركة أو من دعا للانتخابات، مشيراً إلى أن من يذهب إلى لعبة الديمقراطية عليه أن يدفع الثمن، كما أن الديمقراطية لا تفترض مشاركة 100% من الجمهور.
وأشار إلى ان انخفاض وتدني نسب المشاركة في الانتخابات لا تعطي مؤشراً على قوة الكتل التي لم تشارك في الانتخابات، قائلاً "الانتخابات الحاصلة ونسبها المتدنية لا تعطي مؤشر على قوة الكتل والحركات الرافضة للمشاركة (..) الجمهور الفلسطيني في غزة والضفة المحتلة منقسم بين حماس وفتح، ولا أحد يُنكر حضورهم الجماهيري الكثيف في الشارع الفلسطيني، وغياب أي منهما يؤثر على مسرح الانتخابات ونسبها".
وذكر أن الانتخابات المحلية ممكن ان تكون أفضل للمواطن الفلسطيني على جميع الصُعد لو أنها أُجريت في الضفة وغزة وشارك فيها الكل الفلسطيني في إطار من التوافق، مشيراً إلى أن مشاركة الكل يوحد المجتمع، ومواقفه، وكلمته، وينهي حالة التشرذم الفلسطيني، لافتاً أن الجميع يتعامل للأسف مع الانقسام كأن شيء أبدي كتب على الشعب الفلسطيني.
فيما رأى مراقبون ان انخفاض المشاركة يعود الى الظروف الصعبة التي تمر بها الاراضي الفلسطينية اضافة الى اضراب الاسرى الذي دخل يومه الـ 28 على التوالي.