يوم القدس العالمي .. في طريق النصر محمد محفوظ جابر يأتي يوم القدس هذا العام، في ظل استمرار القدس و فلسطين تحت وطأة احتلال السرطان الصهيوني القاتل، كما وصفه الامام الخميني عام 1979، عندما اعلن عن يوم القدس العالمي ليكون في آخر جمعة من كل شهر رمضان. ولكن قطار المقاومة العربية والاسلامية ما زال يسير في طريقه لتحرير القدس وفلسطين من ذلك السرطان القاتل، وخاصة بعد الانجازات التي تحققت في اكثر من ميدان على صعيد عربي وعالمي: اولا: فلسطينيا: فقد حققت المقاومة انتصارات على العدو الصهيوني، واثبت مخيم جنين انه عصي على الاختراق الأمني الصهيوني، وشددت المقاومة ضرباتها في عمق الكيان، بعمليات فدائية بطولية استشهادية، رغم اعلان العدو عن اتخاذ الاجراءات الأمنية المشددة لمنع ذلك. وقد اثبتت المقاومة فشل الأجهزة الأمنية الاسرائيلية وذراعها في السلطة الفلسطينية، واذرعها في الدول المطبعة، من حماية الكيان المحتل من ضربات المقاومة، وان لا حل له سوى ما قاله الرئيس القائد العربي جمال عبد الناصر : "على الاستعمار ان يحمل عصاه ويرحل". وقاومت جماهير الشعب الفلسطينية هجمات المستوطنين المدعومة من جيش الاحتلال، في كل انحاء الضفة الفلسطينية، وشاركت جماهير الارض المحتلة 1948 في دعم اهل القدس ومقاومتها وخاصة في الأماكن الساخنة : الحرم القدسي الشريف، باب العامود، الشيخ جراح، سلوان ...... وحسب وكالة انباء الاحرار ANA في 18/04/2022: ذكر دبلوماسي اوروبي يعمل في القدس لمصادرنا بان ما يجري في الحرم بشكل عام وما جرى اليوم تحديدا بين الساعة العاشرة والسادسة مساء هو ترجمة عملية لقرار اتخذه "الكابينت" الاسرائيلي دون ان يعلنه . وقال المصدر ان الدبلوماسي الاوروبي اكد ان القرار الذي اتخذ هو قرار لا رجعة فيه وهو الاقدام كخطوة اولى على مشاركة الاقصى وساحاته لليهود المتطرفين ليقيموا فيه في اوقات معينة صلواتهم وان يفرض ذلك كقرار امني اداري وان تكلف القوى الامنية والشرطة والقوات الخاصة بتطبيقه وذلك لمنع الفلسطينيين من التوجه للحرم خلال تلك الساعات التي يعتبرها "الكابينت" ساعات لليهود كي يصلوا في الاقصى. ورغم فرض العدو التقسيم الزماني ومقاومته الشعبية، لم ينجح التقسيم المكاني الصهيوني للحرم القدسي الشريف الذي يضم المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ومبان تراثية تاريخية وساحات واسعة، حتى الآن، بسبب المقاومة الشعبية. والجدير بالذكر ان الهجمة الصهيونية في القدس شملت المسيحيين بشكل ملفت بحرق كنائس، ومنها كنيسة الجسمانية اكثر من مرة، كما حددت عدد المحتفلين بعيد سبت النور، وعرقلت وصولهم الى كنيسة القيامة، بل واعتدت عليهم. وهذا بالطبع ضمن سياسة الحكومات المتتالية للعدو ضد المسيحيين ايضا. ثانيا: تقترب سوريا في مقاومتها للهجمة الامبريالية الصهيونية من تحقيق الانتصار النهائي، خاصة وان جبهة المقاومة فيها متماسكة، بينما قوى التحالف الامبريالي الصهيوني تتفكك وتندحر. ثالثا: نجحت قوى المقاومة في اليمن من تحقيق انتصار اولي بإجبار قوى التحالف الرجعي الامبريالي قبول هدنة لأول مرة لمدة شهرين، بعد ان اثبتت فعالياتها قوتها على ارض الواقع. وانتشرت الوقفات المساندة للقدس في الوطن العربي وفي انحاء العالم، تؤكد هوية القدس العربية عاصمة فلسطين. رابعا: جمهورية ايران الاسلامية: حققت انتصارها على الحصار الامبريالي الصهيوني، وحافظت على شعبها من محاولة اغتياله بمنع علاج الكوفيد عنها وانتصرت على الولايات المتحدة واجبرتها على الحوار حسب خطتها بفك الحصار وعمل اتفاق نووي يتناسب وتطورها العلمي وقوتها الاقتصادية والعسكرية الدولية. ننحني احتراما وتقديرا للشهداء الذين سالت دمائهم من أجل القدس وفلسطين، من انحاء الوطن العربي والعالم، وعلى رأسهم الشهيد الجنرال قاسم سليماني. خامسا: روسيا: ان تطورات العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا أدت الى تطورات في العلاقات الروسية الاسرائيلية لصالح القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس. وزارة الخارجية الروسية تقول إنَّ "إسرائيل تحاول استغلال الوضع في أوكرانيا لتحويل انتباه المجتمع الدولي عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وشدَّدت الخارجية الروسية على أنَّ "الحكومة الإسرائيلية تواصل الاحتلال غير الشرعي والضم الزاحف للأراضي الفلسطينية، في انتهاكٍ لعدد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة". وان كان يوم القدس العالمي هو دعوة للمسيرات الجماهيرية في انحاء العالم، للتأكيد على تحرير القدس وعدم نسيانها وتحرير فلسطين من النهر الى البحر، فإن الاستجابة لذلك هي واجب وطني وقومي واممي.