يوم الحب أو عيد الحب
محمد محفوظ جابر
الحب هو أسمى المشاعر الانسانية وأجمل إحساس يعيشه الانسان، يبدأ في الأسرة ويكتمل في تكوين أسرة، وتستمر الحياة ويستمر الحب، انه رابط طبيعي بين الرجل والمرأة، وضرورة اجتماعية تدل على تطور الانسان، فلا يوجد حبٌ أصيلٌ بين أعلى وأدنى، بل الحب ضمن اطار المساواة بين الرجل والمرأة.
وكتب في الحب الكثير من الشعر والقصص والروايات وحتى القصاصات بخط اليد، ورسمت اللوحات الفنية المعبرة وشاعت الأغاني بين الناس ولا يحصى عدد الذين يحتفظون بأشياء تذكارية، صغيرة وبسيطة او اشياء ثمينة، في علب او صناديق مزخرفة، فكلتاهما عزيزة وغالية.
رغم تاريخية وجود الحب الانساني الا ان تخصيص يوم له 14/شباط بشكله العالمي الحالي جاء متأخرا وضمن أيام المرأة والطفل والعمال.... ونستطيع القول انه جرت محاولات في اطار مناطق محدودة، او جماعة ما.
ولكن الرأسمالية الجشعة، لم تترك شيئا الا وتاجرت به واستغلته لتحقيق المزيد من الثروة، فمنذ القرن التاسع عشر، تراجعت الرسائل المكتوبة بخط اليد لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم طرحها بأعداد كبيرة. وقد كان تبادل بطاقات عيد الحب في بريطانيا العظمى في القرن التاسع عشر إحدى الصيحات التي انتشرت آنذاك.
وكان انتشار بطاقات عيد الحب في القرن التاسع عشر في أمريكا ايضا، التي أصبحت فيها بطاقات عيد الحب مجرد بطاقات للمعايدة وليست تصريحًا بالحب، وتشير الإحصائيات التي قامت بها الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في كل أنحاء العالم في كل عام يبلغ مليار بطاقة تقريبًا.
كانت تجارة إنتاج بطاقات عيد الحب في منتصف القرن التاسع عشر مؤشرًا لما حدث بعد ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية من تحويل فكرة عيد الحب إلى سلع تجارية يمكن التربح من ورائها. أما في النصف الثاني من القرن العشرين، فقد امتدت عادة تبادل بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأمريكية لتشمل كل أنواع الهدايا، وهي هدايا يقدمها الرجال عادةً إلى النساء، وتشمل ورد وشكولاتة مغلفة بالساتان الأحمر. أما في الثمانينات من القرن العشرين، فقد اتسعت لتشمل المجوهرات بكافة انواعها.
وقد أسهمت زيادة شعبية الإنترنت في مطلع الألفية الجديدة في ظهور تقاليد جديدة خاصة بالاحتفال بعيد الحب. وفي كل عام، يستخدم الملايين من الناس الوسائل الرقمية لتصميم وإرسال رسائل المعايدة الخاصة بعيد الحب، والتي تأخذ شكل: البطاقات الإليكترونية أو بطاقات المعايدة التي يمكن إعادة طبعها.
وتسببت نسبة زيادة الفقر في المجتمعات الدولية، الى تحميل العشاق والمحبين اعباء ثقيلة في الاحتفال بهذا اليوم، مما جعل الإنترنت الأقل كلفة اكثر اقبالا، رغم عدم توقف العملية التجارية التي اصبحت تشمل الملابس ايضا وكمامات عليها قلب.
وتختلف العادات والتقاليد في العالم حسب المنطقة التي ينتمي اليها الناس المحتفلون، وفي الوطن العربي كما في العالم، هناك اجتهادات بأن عيد الحب مرتبط بالقديس فلانتين، وتمت محاربة هذا اليوم من بعض المجتهدين، مثلا:
أفتى الشيخ محمد بن صالح العثيمين في 5/11/1420 هـ ب"عدم جواز الاحتفال بعيد الحب" قائلا "انه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة".
بينما أفتى الدكتور عبد العظيم المطعني عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة وأستاذ الدراسات العليا في جامعة الازهر بالإباحة قائلا "ان تخصيص ايام بعينها للاحتفال بها من أجل توثيق العلاقات الاجتماعية بين الناس مثل عيد الحب مباحة ويجوز حضور الاحتفالات التي تقام من اجل ذلك بشرط الا نعتقد انها من شعائر الدين".
ورغم تناقضات الفتاوى الدينية، يحتفل العشاق وأهل الحب بهذا اليوم الذي اتسع في المنطقة العربية ليشمل: حب الوطن والشهداء من أجل الحرية، وحب الوالدين، فكيف للفتاوى أن تقف عائقا امام الاحتفال في منطقتنا بيوم الحب للوالدين بينما الدين يوصي بهما، او بين افراد الأسرة وهل منع الفلاح من الاحتفال بيوم الحب، حب الارض التي يعم خيرها اسرته ان يغني للأرض، الم يبدأ الحب في الأرض مع بدء تكوين الأسرة على وجه الارض، وحسب نزار قباني:
"الحب في الأرض بعض من تخيلنا ولو لم نجده عليها لاخترعناه"
فلماذا نخجل من كلمة الحب كأنها "عيب".
"أتمنى للقارئ عيد حب سعيد"