الخميس 30-01-2025

ينابيع الفصل العنصري في الضفة الغربية... "هذا المكان مخصص لليهود فقط"!

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

ينابيع الفصل العنصري في الضفة الغربية... "هذا المكان مخصص لليهود فقط"!

الجديد

استولى المستوطنون على عشرات الينابيع في الضفة الغربية تقع على أراضي فلسطينية وأبعدوا أصحابها المالكين، وفي الاسبوع الماضي توفيت المستوطنة رينا شنرب في أحد هذه الأراضي.
وكتب جدعون ليفي وألكس ليفاك تقريراً في صحيفة هآرتس التابعة للعدو للإسرائيلي بعنوان: "هذا المكان مخصص لليهود فقط: الفصل العنصري في الضفة الغربية".
وأشار التقرير إلى أنه وبعد الإستيلاء على هذه النقاط، رُفعت شارة في المكان كُتب عليها: "أعزائي المتجولون، مرحبا بكم في ينابيع "اَنار" الذي بُني بفضل جهد مكثف من شباب مستوطنة نيريا القريبة. لمحبي هذا المكان، لدينا طلب صغير ولحد: ارتداء الملابس بطريقة تحترم جميع الزوار ومراعاة احتياجات الاَخرين، لقد بنينا الموقع من أجلك ومن أجل شعب إسرائيل، وهدفنا هو أن يستمتع الجميع بالسير في الينابيع معاً".
ويضيف كاتبا التقرير: "يتأثر القلب بكلمات مثل "لعشّاق هذا المكان، ومراعاة احتياجات الآخرين"، "ولنستمتع بهذه الينابيع معاً".. لكن الحقيقة أن هذا النبع سُرق من أصحابه ونهب بكل عنف. والمقصود بهذه الكلمات اليهود فقط".

ويتابع التقرير: "في ينابيع الفصل العنصري هذه، لا يمكن تحلية المياه المسروقة، إذ يقف المالكون الأصليون من وراء نوافذ منازلهم لا يستطعون فعل شيء سوى النظر بيأس إلى بساتين الزيتون المهملة والينابيع والأراضي التي سُرقت منهم وأجبروا على التخلّي عنها.. ولّت العدالة، وكل ذلك بالطبع تحت رعاية الدولة ومؤسساتها.
ووفقاً لدرور إتكس، مؤسس منظمة "Kerem Navot"، وهي منظمة تُعنى بدراسة سياسة الأراضي الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث يوجد اليوم أكثر من 60 ينبوع في وسط الضفة الغربية يطمع المستوطنون بها، ويستولي الان عليها كجزء من مشروع النهب الذي بدأ منذ 10 أعوام. وتم الانتهاء من أعمال الترميم والتجديد لحوالي نصفها، ونُزعت الملكية ومُنع الفلسطينيين من الاقتراب من الينابيع وأراضيهم ولا زالت الينابيع الأخرى مستهدفة من قبل المستوطنين في المراحل المستقبلية المختلفة".
ويوضح إتكس أن الاستيلاء على الينابيع هو جزء من خطة طموحها أكبر بكثير وتسعى للسيطرة على المساحات المفتوحة المتبقية في الضفة الغربية. ويتم ذلك عن طريق إنشاء مناطق للاستحمام ومسارات للمشي لمسافات طويلة، وإنشاء القبور للشخصيات الروحية اليهودية على أنها "مواقع مقدسة"، وتطوير مواقع للنزهات، وكلها في أراض خاصة مملوكة للفلسطينيين. والهدف: عزل القرى الفلسطينية، بدلاً من عزل المستوطنات، وبالطبع الاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي".

وأضاف التقرير: "في يوم الجمعة الماضي، تم دفع الثمن فقد كانت المياه ملوثة باللون الأحمر بدم المستوطنة التي قُتلت نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعت بجوار نبع عين بوبين كما أصيب والدها وشقيقها في الانفجار. وفي هذا الأسبوع تم إخلاء العديد من هذه الينابيع المسروقة على الرغم من اوقات الاستراحة لطلاب "يشيفا" ربما بسبب الخوف في أعقاب الهجوم على عين بوبين التي تقع بالقرب من مستوطنة دوليف والقرية الفلسطينية دير بزيع. وقد بنى المستوطنون المسارات في المنطقة دون إذن بالطبع، عبر بساتين الزيتون التي أهملوها فانتشرت الشجيرات الشائكة، وتتراكم القمامة حول الينابيع المسروقة بلا رحمة، ولا يُسمح للمزارعين بالوصول إلى ممتلكاتهم إلا يومين أو ثلاثة أيام في السنة، وهناك بعض الجنود المسلحين الذين يظهرون فجأة من بين أشجار الزيتون في منتصف الطريق المؤدي إلى منطقة عسكرية مغلقة ويُمنع الدخول".

ويتابع كاتبا التقرير: "هناك في الماء مجموعة من المراهقين من مستوطنة نيريا ودوليف يتحدثون عن وعد نتنياهو ببناء 300 منزل في دوليف، وهي بدل الهجوم يوم الجمعة الماضي، ويقول أحد الشباب في محادثة بجانب حمام السباحة مستاءً "يا إخوان ، هذا الوعد يشبه وعده بناء 300 منزل في بيت إيل". ويقول آخر: "سيتم بناء ينبوعين آخرين هنا، يا إخوان". المستوطنون لم يكلفوا أنفسهم عناء مصادرة الأرض، انهم ببساطة يتصرفون كما لو كان العقار ملكهم". وأشارا إلى أن "جرافة فوق ينابيع أنار تقوم بتجريف الأرض في نيريا، وهناك باتجاه وادي الزرقا الملقب بالوادي الأزرق، تشير لائحة إلى وكالة التنمية التابعة للأمم المتحدة منذ عام 2018 إلى أن هذا هو المكان الوحيد الذي فشل فيه المستوطنون في محاولة الاستيلاء عليه: لقد حاولوا الاستيلاء على الينابيع على منحدر التل ولكن الوجود الدائم للفلسطينيين منع المستوطنون من تنفيذ المخطط".

وختم كاتبا التقرير اللذان كان في جولة في المكان: "تنتهي رحلتنا في عين القوص، وهنا مكان يهودي أعيدت تسميته وبات بإسم "معان مائير" أسفل قرية النبي صالح التي اشتهرت بالاحتجاجات المناهضة للاحتلال. ونشاهد هنا بعض الجنود يحرسون رجلاً متديناً من مستوطنة موديعين إيليت الموجود هنا مع طفليه، وسألنا الجنود من هم المحظور عليهم القدوم إلى هنا، فأجاب أحدهم على الفور "العرب": هذا المكان مخصص لليهود فقط".

انشر المقال على: