الاثنين 20-01-2025

ومنحتم ترامب/نتنياهو لحظتنا الأضعف وموقعنا الأخير...القدس

×

رسالة الخطأ

د. عادل سمارة

ومنحتم ترامب/نتنياهو لحظتنا الأضعف وموقعنا الأخير...القدس
عادل سمارة
لن نقل إبكوا "كما تبك النساء"، فلا تبكِ إلا الحرائر.
كان قول أم آخر ملوك بني الأحمر عبد الله الصغير له حين سقطت غرناطة: "أُعطيت ملكا لم تحسن صيانته...إبك كما تبكِ النساء".
لن أنسب البكاء للنساء في مهانة خلقها تاريخ الذكورة وخاصة المخصية من حكامنا. البكاء أمر بيولوجي نفسي، وماأكثر النساء اللائي لا يبكين أو يبكن كقمة بشرية.
لن اعود لهزيمة 1967 ولا لانتصار أكتوبر المغدور من الراسمالية الكمبرادورية المصرية على حساب الجيشين المصري والسوري بل ومشاركة الجزائر والعراق، بل أبدأ فقط بانتصار الثورة المضادة في السنوات الست الجارية، فبعد أشهر ستكون السبع العجاف.
اليوم يتم تتويج هذه السني العجاف بنقل سفارة الكيان إلى القدس محاطة بالبخور الأمريكي.

وهنا، هل تذكرون لماذا انتهكت بغداد وديست كرامة وتاريخ بني العباس عام 2003؟ انتهكها الأمريكي الجمهوري/ المحافظين الجد ومعهم عرب كثيرون من أجل هدفين صرح بهما ترامب دون أن يربطهما معا ربما للتمويه:
· النفط (لا بد من سيطرة امريكا على نفط العراق كي لا تستغله داعش، وكأن نفط العراق ليس بيد امريكا وصهاينة الكرد!
· الكيان الصهيوني الذي يقتل الشوق ترامب كي يلتقي نتنياهو بينما يتم إيلاج سفارة العدو الأمريكي في قلب قلب فلسطين.
لم يكن هدفهم هذه الطائفة أو تلك كما يزعم العملاء، ولا اجتثاث البعث بل اجتثاث العراق لينتهي إلى جارية على موائد الغرب والكيان وصهاينة الكرد والترك. وحتى حين خرج الأمريكي شكلا، ها هو يعود مختالاً. أما أنتم فقلتم مات الطاغية! والحقيقة ان القتيل هي العروبة أو هي الهدف على الأقل.
هل تذكرون كيف جرى ذبح ليبيا بالتوازي مع قداديس من مختلف الأديان والعقائد، بما فيها قداس الجامعة العربية الذي رتله بل قرأ مزاميره عمرو موسى، ومع ذلك ترشح لرئاسة مصر! وهتفتم مات الطاغية القذافي، بينما كان الهدف موت العروبة.
هل تتابعون مذبحة بني امية في الشام، بل هل توقفتم عن غمرها بالنفط والغاز والبارود ؟ وتهتفون، ليسقط الطاغية، فيطل عليكم وجهه من خلف النار...خسئتم.
هل بقي في جعبتكم من طلقة أو لغم لم تزرعوه في أحشاء صنعاء لاجتثاث الرحم العربي التيق وتزعمون قيادة حكام السعودية للقومية العربية؟ وتقولون سنسترد عروبة اليمن.
هل بقي في جعبتكم آية واحدة من القرآن الكريم لم تحولوها إلى "أفيون" وهابي إرهابي؟ مرتكزه الرئيس أن تحرير فلسطين يبدأ بعد السيطرة على كل الوطن العربي.
هذا لكل العرب، أما عن فلسطينيين، فهؤلاء لم يشبعوا :
· لا من استجداء حل الدولتين (مبادرات فهد وبريجينيف والحسن الثاني ثم أوسلو)
· ولا حلول الدولة الواحدة:
o دولة ديمقراطية (اللبراليين )
o دولة ثنائية القومية (يسار جوهره يمين)
o دولة لكل مواطنيها (شيوعية موروثة عن السوفييت)
o دولة علمانية (متساقطين قوميين)
o دولة مع المستوطنين (صرخة د. يحي غدار وتجمعه العربي الإسلامي)
أما الكيان فيتسلى بهذه الترجيات ويناقشها حرفا حرفا ليطول الزمان حتى يوم الدين، بينما مشروعه للأرض يمشي بثبات على الأرض، وها هو يبلغ قمة نشوته الجنسية بسفارة امريكا في القدس.

يكفي هذا،
أما وقد هيأتم لترامب ونتنياهو كل فراش الإجهاز على القضية الفلسطينية، فقد انطلقتم في التنافخ والتنافح الإعلامي بدل أن تلتزموا الصمت، لأن العار مر من بين أيديكم/ن. فليس شرطا أن يكون عُلُو الصوت قوة، بل قد يكون توجع اغتصاب أو تغزلا بالمال.
بعد كل ما قدمتموه، حان لأمريكا والكيان وقت الحصاد.
لعلها قمة المأساة أن يذكرك عدوك بحقيقة وضعك، ومأساة أخطر أن تتجاهل ذلك وتمضي في ما أنت غارق فيه كافر بالضميرين:
· الضمير الجمعي
· والضمير الفردي/الذاتي
نحن على ابواب السنة السابعة من السنوات العجاف. وهي سنة الاستثمار الأمريكي الصهيوني في إنهاء الصراع العربي الصهيوني. ولم يكن ذلك بقوة هذين العدوين ابدا، بل بالمقدمات والتسهيلات والتساقطات والركوعات من جانب أعداء العروبة من داخل جسدها.
أما والسقوط واضح وضوح الدم، فالرد أتِ وضوح الوعي.

انشر المقال على: