الخميس 21-11-2024

وكالة المخابرات المركزية الامريكية CIA تساعد في توجيه الأسلحة للمعارضة السورية

×

رسالة الخطأ

د. إبراهيم علوش

ترجمة تقرير صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية:
وكالة المخابرات المركزية الامريكية CIA تساعد في توجيه الأسلحة للمعارضة السورية

تقرير: أريك شميت، النيويورك تايمز في 21/6/2012، رابط المقالة الأصلية في نهاية الترجمة
ترجمة: د. إبراهيم علوش
لقراءة المقالة المرتبطة بهذا الموضوع، اضغط على هذا الرابط:
http://freearabvoice.org/?p=1895
واشنطن – تعمل حفنة من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بشكل سري في جنوب تركيا لمساعدة الحلفاء على تحديد هوية مقاتلي المعارضة السورية عبر الحدود الذين يتلقون الأسلحة التي سيستخدمونها لمقاتلة الحكومة السورية، حسب بعض المسؤولين الأمريكيين وضباط الاستخبارات العرب.
وتتضمن تلك الأسلحة بنادق آلية وقذائف صاروخية وذخائر وبعض الأسلحة المضادة للدبابات، ويتم تسريب معظمها عبر الحدود التركية عن طريق شبكة خفية من الوسطاء، بينهم الإخوان المسلمون في سوريا، ويتم تمويلها من قبل تركيا والعربية السعودية وقطر، كما قال رسميون أمريكيون.
ويقبع ضباط السي أي إيه المذكورون في جنوب تركيا منذ أسابيع عدة، جزئياً لإبقاء الأسلحة بعيداً عن متناول المقاتلين المتحالفين مع القاعدة أو مجموعات إرهابية أخرى، كما قال مسؤول أمريكي كبير. وقد سبق أن قالت إدارة أوباما أنها لن تقدم الأسلحة للمتمردين، ولكنها اعترفت أيضاً بأن جيران سوريا سوف يفعلون ذلك.
هذا الجهد السري لجمع المعلومات الاستخبارية هو المثال المعروف الأكثر تفصيلاً للدعم الأمريكي المحدود للحملة العسكرية ضد الحكومة السورية. وهو أيضاً جزءٌ من محاولة واشنطن لزيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد الذي صعد مؤخراً من الحملة المميتة لحكومته ضد المدنيين والميليشيات التي تقاتل حكمه. ومع استمرار روسيا بحظر الخطوات الأكثر عدوانيةً ضد حكومة الأسد، فإن الولايات المتحدة وحلفائها تحولوا عوضاً عن ذلك للدبلوماسية ولمساعدة جهود الحلفاء لتسليح المتمردين لإجبار السيد بشار الأسد على التخلي عن الحكم.
ومن خلال المساعدة في التدقيق في مجموعات المتمردين، فإن عملاء الاستخبارات الأمريكية يأملون أن يعرفوا أكثر عن شبكة المعارضة المتنامية، والمتغيرة، داخل سوريا، ولإقامة صلات جديدة معها. ويقول أحد ضباط الاستخبارات العرب الذين يتم إطلاعهم بانتظام على الموضوع من قبل نظرائه الأمريكيين: "إن ضباط السي أي إيه موجودون هناك، وهم يحاولون أن يكوّنوا موارد جديدة لهم وأن يستقطبوا الناس".
وقد قال مسؤولون أمريكيون وضباط متقاعدون من السي أي إيه بأن الإدارة الأمريكية تفكر ملياً أيضاً بتقديم مساعدة إضافية للمتمردين، مثل تزويدهم بصور أقمار صناعية ومعلومات استخبارية تفصيلية أخرى حول مواقع القوات السورية وتحركاتها. وتنظر الإدارة الأمريكية فيما إذا كانت ستساعد المعارضة على تأسيس جهاز استخبارات أولي. لكنها لم تتخذ بعد أية قرارات حول تلك الإجراءات أو حتى أية إجراءات أخرى أكثر هجومية، مثل إرسال ضباط سي أي إيه إلى داخل سوريا نفسها، كما قالت نفس المصادر.
إن الصراع داخل سوريا يمكن أن يزداد زخماً بشكل كبير في الأشهر القادمة فيما تتدفق أسلحة قوية جديدة لكلٍ من الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة. الرئيس أوباما وكبار مساعديه يسعون للضغط على روسيا لتقييد شحنات أسلحة مثل المروحيات الهجومية لسوريا، حليفها الأساسي في "الشرق الأوسط".
"إننا نود أن نرى مبيعات الأسلحة لنظام الأسد وقد انتهت، لأننا نعتقد بأنهم أظهروا بأنهم سوف يستخدمون قوتهم العسكرية فقط ضد السكان المدنيين"، كما قال بنجامين رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الإستراتيجية، بعد لقاء السيد أوباما ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في المكسيك قبل أيام.
أما المتحدثون باسم البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، ووكالة المخابرات المركزية سي أي إيه، فرفضوا أن يعلقوا على أي من العمليات الاستخبارية الداعمة للمتمردين السوريين التي تمت تغطية بعض تفاصيلها في صحيفة الوول ستريت جورنال الأسبوع الماضي.
وقد قالت وزارة الخارجية الأربعاء المنصرم بأن وزير الخارجية هيلاري كلينتون سوف تلتقي مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف على هامش لقاء وزراء خارجية آسيا-الباسيفيكي في سانت بيترسبرغ في روسيا، وأن تلك المحادثات الخاصة من المرجح أن تركز، على الأقل جزئياً، على الأزمة في سوريا.
وقد رخصت وزارة الخارجية الأمريكية بإنفاق 15 مليوناً من الدولارات في مساعدة غير عسكرية، مثل اللوازم الطبية ومعدات الاتصال، لمجموعات المعارضة المدنية في سوريا.
وتتابع وزارة الدفاع الأمريكية صقل مدى كامل من الخيارات العسكرية، بعد طلب من السيد أوباما في بداية شهر آذار لخطط طوارئ من ذلك النوع. وقد قال الجنرال مارتن دمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي آنذاك بأن الخيارات التي تتم مراجعتها تتضمن عمليات نقل جوي إنسانية، المراقبة الجوية للقوات السورية، وإقامة منطقة حظر طيران.
وقد وضع الجيش الأمريكي خططاً للكيفية التي ستقوم بها قوات الائتلاف بتأمين مخزونات سوريا المعتبرة من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية إذا هددت حربٌ أهليةٌ شاملة أمنها.
لكن مسؤولين كباراً في الإدارة الأمريكية أكدوا في الأيام الأخيرة بأنهم لا يفكرون بنشاط بالخيارات العسكرية. وقد صرح الجنرال دمبسي للصحافيين هذا الشهر: "أي شي عند هذه النقطة بالنسبة لسوريا سيكون افتراضياً إلى أقصى حد".
وكان الذي تغير منذ آذار هو تدفق الأسلحة والذخائر للمتمردين. وتستهدف الهجمات الجوية والقصف بالمدفعية التي تزداد شراسةً من قبل الحكومة مواجهة التنسيق والتكتيكات والأسلحة المحسنة لدى قوات المعارضة، حسب أعضاء في المجلس الوطني السوري ونشطاء أخرين.
وقد قال أولئك النشطاء الشهر الماضي بأن آليات تابعة للجيش التركي سلمت أسلحة مضادة للدبابات للحدود من حيث تم تهريبها إلى داخل سوريا. وقد نفت تركيا تكراراً بأنها كانت تقدم أكثر من المساعدة الإنسانية للمعارضة، أساساً لمخيمات اللاجئين قرب الحدود. وقد قال أولئك النشطاء بأن الولايات المتحدة تمت استشارتها حول عمليات نقل الأسلحة تلك.
ويعرض المحللون العسكريون الأمريكيون أراء مختلطة حول ما إذا تلك الأسلحة المهربة للمعارضة قد عادلت الميزات التي يمتلكها الجيش السوري الأكثر تفوقاً من الناحية العسكرية. "المتمردون بدأوا يتعلمون كيف يتغلبون على الدبابات"، كما قال جوزيف هوليداي، ضابط استخبارات الجيش السابق في أفغانستان، الذي يعمل الآن كباحث يتابع "الجيش السوري الحر" في "معهد دراسة الحرب" في واشنطن.
لكن ضابطاً أمريكياً كبيراً يتلقى تقارير استخبارتية من المنطقة يقارن أسلحة المتمردين ببنادق "الخردق" مقابل السلاح الثقيل والمروحيات الهجومية للحكومة.
وقد بدأ المجلس الوطني السوري مؤخراً، وهو مجموعة المعارضة الرئيسية في الخارج، بمحاولة تنظيم الوحدات المحلية المشتتة التي تقاتل تحت اسم "الجيش السوري الحر" في قوة واحدة أكثر تماسكاً.
وهنالك الآن أكثر من عشرة مجالس تنسيق عسكرية في المحافظات عبر البلاد تتشارك بالتكتيكات ومعلومات أخرى. وتبقى مدينة حمص استثناء بارزاً، فليس لديها مثل ذلك المجلس لأن المجموعات المسلحة الرئيسية الثلاثة في المدينة لا تتفق مع بعضها البعض، كما يقول مسؤولون في المجلس الوطني السوري.
جيفري وايت، المحلل العسكري في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" الذي يتابع شرائط الفيديو والبيانات من ألوية المتمردين التي تعلن عن نفسها قال بأنه يوجد الآن حوالي مئة تشكيل عسكري للمتمردين، حيث كانت حوالي سبعين تشكيلاً قبل شهرين، وهي تتراوح بالحجم من حفنة من المقاتلين إلى مئتين من المحاربين.
"عندما يريد النظام أن يذهب إلى مكان ما، ويضع الحزمة المناسبة من القوات معاً، فإنه يستطيع القيام بذلك"، كما يقول السيد وايت، "لكن المعارضة باتت ترفع من كلفة ذلك النوع من العمليات".

انشر المقال على: