الأربعاء 22-01-2025

وزير الزراعة" الإسرائيليّ": يجب منع تعدد الزيجات في القرى البدويّة بالنقب للحدّ من التكاثر ووثيقة حكوميّة تُعبّر عن قلق تل أبيب من زيادة عرب 48 والهجرة السلبيّة لليهود

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

وزير الزراعة" الإسرائيليّ": يجب منع تعدد الزيجات في القرى البدويّة بالنقب للحدّ من التكاثر ووثيقة حكوميّة تُعبّر عن قلق تل أبيب من زيادة عرب 48 والهجرة السلبيّة لليهود
تتوالى السياسات الإسرائيليّة الاستيطانيّة في سلب الفلسطينيين حقوقَهم المشروعة من أجل تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على ثوابتها، ففي الأشهر الماضية كان مشروع (برافر) العنصريّ الذي يهدف لتهجير سكان عشرات القرى الفلسطينيّة من صحراء النقب، وتطل علينا اليوم المنظمات الإسرائيليّة وعلى رأسها الحكومة بفرِض مخطط جديد هدفه تهويد الجليل، باستجلاب 100 ألف يهودي للسكن فيه الأمر الذي يؤكِّد شعور الإسرائيليين بالقلق الكبير من التزايد الديموغرافي للمواطنين العرب في البلاد.
وكانت وزارة الداخليّة الإسرائيليّة قد وافقت على مخططٍ تهويديٍ لاستجلاب 100 ألف يهودي للسكن في الجليل، بهدف تغيير الميزان الديموغرافي عن طريق إقامة المستوطنات وتوسيعات أخرى، إلى جانب دعوات وزير الخارجية الإسرائيليّ اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، لتحقيق التحدي الأكبر أمام إسرائيل باستجلاب 3.5 مليون يهوديّ من الخارج إلى إسرائيل لتحقيق التوحد وحق عودة الإسرائيليين لأرضهم، على حدّ زعمه، كما أنّه لا يُخفي مطالبته العلنيّة بضمّ الفلسطينيين، الذين يقطنون في وادي عارة، داخل ما يُطلق عليه الخط الأخضر، إلى الدولة الفلسطينيّة العتيدة، في محاولة عنصريّة بائسة لتغيير الميزان الديمغرافيّ، هذه القضيّة التي باتت تقضّ مضاجع الإسرائيليين، شعبًا وقيادةً.
وفي هذا السياق، كُشف النقاب اليوم الاثنين في تل أبيب عن أنّ وزير الزراعة الإسرائيليّ ورئيس اللجنة الوزاريّة لترتيب سكن العرب البدو في النقب، يائير شامير، صرّح خلال زيارة قام بها إلى جنوب إسرائيل، أمس الأحد، بأنّه يتحتّم على إسرائيل فحص إمكانية تحديد الولادة في القرى العربيّة البدويّة في النقب. وتابع الوزير شامير، هو من حزب المأفون ليبرمان، (إسرائيل بيتنا)، المعروف بعدائه وبعنصريته لكلّ ناطقٍ بالضاد، ونجل رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، يتسحاق شامير، تابع قائلاً في مقابلة إذاعيّة أدلى بها لإذاعة (صوت الجنوب)، إنّه يتحتّم على السلطات الإسرائيليّة أخذ جميع البدو، وإخراجهم قليلاً من الصحراء، وتقريبهم للعيش في دولة طبيعيّة في كلّ ما يتعلّق بسنّ القوانين، طريقة العيش، العمل والدراسة، وحتى أنّه، أضاف الوزير الإسرائيليّ، يجب معالجة قضية قيام البدو بالزيجات الكثيرة من أجل الحدّ من الولادة وتقليصها في صفوفهم، زاعمًا أنّ اللجنة الوزاريّة التي يترأسها تهتم الآن في إيجاد حلول اقتصاديّة للبدو في النقب، على حدّ تعبيره. وتابع وزير الزراعة الإسرائيليّ قائلاً إنّه في العام 2035 سيصل عدد العرب البدو في النقب إلى حوالي نصف مليون، مُضيفًا أنّه فقط دولة مُقدمة على الانتحار لا ترى مشكلة البدو، لافتًا إلى أنّ العمى فظيع. وتابع قائلاً إننّا نعمل اليوم بصورةٍ مختلفةٍ عمّا كان تفعله لجنة (برافر)، إذ أننّي أؤمن أقّل بالتوجّه القضائيّ، وأؤمن بالحلول الاقتصاديّة، على حدّ زعمه.
وزعم الوزير شامير أيضًا أنّ موظفي وزارة الزراعة يقومون بإجراء اتصالات مُكثفّة مع البدو في النقب لإيجاد الحلول لمشاكلهم، وأردف قائلاً إنّ عدم قيام البدو بالتظاهر، على حدّ وصفه، تؤكّد لكلّ من في رأسه عينان، على أنّ الحكومة الإسرائيليّة تمنحهم الحلول لمطالبهم، على حدّ قوله.
ولفتت صحيفة (هآرتس) العبريّة في عددها الصادر اليوم الاثنين إلى أنّه بموجب تقرير أعدّه مركز الأبحاث والعلوم، التابع للكنيست الإسرائيليّ في العام الماضي 2013، يتبين أنّ 30 بالمائة من العائلات البدويّة في النقب، فيها تعدد الزوجات، الذي لا يسمح به القانون الإسرائيليّ، وأضافت الصحيفة أنّه بحسب الأبحاث الأخيرة، فإنّه في العقدين الأخيرين لا يُلاحظ هبوط في هذه الظاهرة، وأنّ تعدد الزيجات، هي ظاهرة منتشرة أيضًا في صفوف المتعلمين والشباب البدو في النقب، كما أكّدت الصحيفة الإسرائيليّة. وأضافت الصحيفة أنّه بحسب دائرة الهجرة والسكّان التابعة لوزارة الداخليّة الإسرائيليّة فإنّه في إسرائيل يوجد، بحسب الإحصائيات الرسميّة، 361 رجلاً مسلمًا تزوجوا للمرّة الثانية والثالثة، وذلك بشكلٍ مُنافٍ للقانون الإسرائيليّ.
وكان قسم تخطيط السياسة في مكتب رئيس الحكومة أعدّ وثيقة، بطلبٍ مباشرٍ من بنيامين نتنياهو، يُقيّم فيها الوضع الحالي بما يتعلق بالوضع الديمغرافي في إسرائيل، ويعرض توصيات لخلق خارطة ديمغرافية تُلبّي مطلب يهودية الدولة العبريّة. وفي جانب من الوثيقة يُخصص معدوها شرحًا حول ما يقلقهم من تكاثر فلسطينيي الداخل وجاء البند تحت عنوان اتجاهات الخصوبة.
وتقترح الوثيقة كيفية مواجهة الميزان الديموغرافيّ لضمان سدّ الفجوة بين اليهود والعرب، وبرأي معدّي الوثيقة فإنّ تشجيع الهجرة مقابل تقليص الهجرة المعاكسة وزيادة عدد السكان العائدين لإسرائيل، أفضل الحلول لتقليص هذه الفجوة، إضافةً إلى تشجيع اليهود على إنجاب عددٍ اكبرٍ من الأولاد.

انشر المقال على: