جددت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي في مؤتمرها الصحفي، الاثنين، مرتين متتاليتين التأكيد على أن موقف الإدارة الأميركية هو أن " إسرائيل دولة يهودية" ولكن ذلك ليس شرطاً في المباحثات بين الفلسطينيين وإسرائيل أو شرطاً محتوما للاتفاق النهائي بين الطرفين.
وكانت بساكي ردت على سؤال وجهته القدس دوت كوم يوم الجمعة، حول إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل قائلة: "موقفنا هو أن إسرائيل دولة يهودية ولكن ليس بالضرورة أن يتفق الطرفان على ذلك في إطار الاتفاق النهائي"، مشيرة إلى أنه في نهاية الأمر سيتم التوصل لصيغة يقبلها الطرفان.
وتتزامن التصريحات المتضاربة بشأن اشتراط رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، ان يعترف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يستعد لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما "بيهودية دولة إسرائيل" مع تصريحات عباس الواضحة بشأن رفض الفلسطينيين لذلك و"رفض حركة فتح" التي يرأسها محمود عباس لمطلب نتنياهو.
وعلى صعيد ذي صلة، أعربت أغلبية من الإسرائيليين عن عدم ثقتها بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، حيث أظهرت آخر استطلاعات الرأي الإسرائيلية أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين اليهود لا يثقون بكيري حيث استنتج استطلاع نظمته "مؤسسة الديمقراطية الإسرائيلية" أن "66% أو ثلثي الإسرائيليين، لا يثقون بكيري بشأن القضايا الأمنية الإسرائيلية بينما اعتبر 60% منهم أن الوزير كيري مندفع بحوافز شخصية".
ووصفت "مؤسسة الديمقراطية الإسرائيلية" هذا الامر بانه تغير كبير لدى الإسرائيليين، مقارنة بآخر استطلاع أجرته المؤسسة في شهر كانون الأول 2013 الماضي، والذي أظهر أن 64% من اليهود الإسرائيليين يثقون بإخلاص كيري وحرصه على متطلبات إسرائيل الأمنية.
ويظهر الاستطلاع ان 60% من اليهود الإسرائيليين يتفقون مع وجهة نظر وزير الجيش الإسرائيلي موشي يعالون، وأن الدافع الرئيس الذي يحفز جهود (وزير الخارجية الأميركي) كيري في صقل "اتفاق إطار" هي الطموحات الشخصية لدخول التاريخ كرجل دولة، خاصة وان الذين سبقوه قد فشلوا".
ويظهر الاستطلاع إن "21% فقط من الإسرائيليين اليهود يعتقدون أن كيري يتحرك بدوافع صادقة من أجل حل الدولتين" وأن 49% من الإسرائيليين اليهود يؤيدون استمرار الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بينما يعارض ذلك 47% منهم.
يشار إلى أن 53% من العرب داخل اسرائيل لا يثقون بكيري أيضاً.
وتعزو المؤسسة هذا التغير الهام في وجهة نظر الإسرائيليين إلى "اقتراب موعد 29 نيسان 2014 الذي حدده كيري لانتهاء المفاوضات التي انطلقت في واشنطن في نهاية شهر تموز الماضي وإقرار الأمريكيين بأنه من المرجح أن لا يتم التوصل لاتفاق سلام بين الطرفين مع نفاد هذا التاريخ، بل ما يتم الحديث عنه هو اتفاق إطار يضع الخطوط العريضة للمزيد من المفاوضات".
ويلاحظ أن الفجوة بين الفلسطينيين وإسرائيل تزداد اتساعاً خاصة مع ارتفاع حدة العنف الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين و"ارتفاع معدل الانتهاكات في حقوق الإنسان الفلسطينيي" من قبل الاحتلال بحسب تقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي عن حقوق الإنسان الذي نشرته الأسبوع الماضي، مع مضاعفة استشراء الاستيطان إلى معدلات غير مسبوقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحضيرات الإسرائيلية التي تبدو قيد الإعداد لتوجيه هجمات جوية وصاروخية ضد قطاع غزة المحاصر، بما يتزامن مع زيارة الرئيس عباس إلى واشنطن يوم 17 آذار الجاري.