الخميس 21-11-2024

هل يقدم نتنياهو على هدم الخان الأحمر….؟؟؟

×

رسالة الخطأ

راسم عبيدات / القدس

هل يقدم نتنياهو على هدم الخان الأحمر….؟؟؟
بقلم :- راسم عبيدات

يبدو بان قضايا الطرد والتهجير والاقتلاع والتطهير العرقي، تلاحق العديد من التجمعات والأحياء والقرى والبلدات الفلسطينية في النقب، قرية العراقيب تهدم للمرة ال212، وفي مسافر يطا يتعرض اكثر من 12تجمعاً فلسطينيا للهدم، وبما يعرض ثلاثة آلاف مواطن فلسطيني لخطر الطرد والتهجير، وفي منطقة الأغوار العديد من التجمعات السكانية تتعرض لتطهير عرقي، اما في القدس فهناك أحياء سلوان الستة التي يتهددها خطر التطهير العرقي، احياء بطن الهوى وعين اللوزة والبستان ووادي حلوة وواد ياصول ووادي الربابة، في حين يتهدد خطر التطهير العرقي احياء الشيخ جراح الغربية” جورة النقاع” وحي الشيخ جراح الشرقي …ومن بعد تشكل حكومة اليمين المتطرف والفاشية اليهودية، عادت قضية طرد وتهجير سكان التجمع البدوي في الخان الأحمر، عرب الجهالين، لتطفو على السطح مجدداً ،وتتصدر المشهد، حيث طالب زعيم ما يسمى ب ” القوة اليهودية” ايتمار بن غفير، بهدم قرية الخان الأحمر وطرد وتهجير سكانها مجدداً، وكذلك هدم منازل الفلسطينيين في خمس مناطق من الضفة الغربية، بالإضافة الى قرية الخان الأحمر.

قرية الخان الأحمر ،طُرد وهُجر سكانها من النقب عام 1951،حيث استولت دولة الكيان على مئات الاف الدونمات من أرض النقب العربية الفلسطينية، وتجمع بدو الجهالين في الخان الأحمر، جزء من 46 تجمع بدوي في الضفة الغربية، هذه العملية تشترك فيها حكومة الكيان بكل مكوناتها ومركباتها وفي توزيع للأدوار بينها، فالقرية التي سيجري ابعاد سكانها عن ارضهم وهدم مساكنهم وقطع أرزاقهم، يعيش فيها 200 شخص منهم ما لا يقل عن 100 طفل، وقد اقيمت على أرض القرية عام 1977،مستوطنة “معاليه ادوميم” ثاني أكبر المستوطنات في الضفة الغربية، والمضايقات على سكان القرية والحد من حركتهم، تصاعدت في عام 2000 ،حيث منع أي شخص لا يسكن الخان الأحمر، حتى لو كان من نفس العائلة او العشيرة من دخولها، وفي عام آذار /2010،أصدرت الإدارة المدنية قراراً بهدم قرية الخان الأحمر وكافة المنشئات عليها، ولكن رفض الأهالي للقرار وتمسكهم بأرضهم وصمودهم، وكذلك الضغوط الدولية والدبلوماسية والحراك الوطني والشعبي والرسمي، وقرار الجنائية الدولية باعتبار عملية طرد وتهجير سكان قرية الخان الأحمر جريمة حرب منع طردهم وترحيلهم، واستمرت حكومة الكيان كل ستة شهور تؤجل عملية طرد واقتلاع سكان الخان الأحمر ،والتي كانت دائماً تستخدم في المزايدات الانتخابية بين المكونات والمركبات الحزبية الإسرائيلية، ولكن الظرف السياسي والضغوط الدولية وحساسية المنطقة كانت تحول دون تنفيذ القرار، حتى أيار /2018،حيث صدّقت المحكمة العليا الإسرائيلية على أمر الإدارة المدنية والسلطة العسكرية الإسرائيلية بتهجير سكانه وهدم التجمعات البدوية مقابل توفير بديل ملائم لهم.

والسؤال المركزي هو ،ما الذي يدفع حكومة اليمين المتطرف والكهانية اليهودية للدفع بقضية الخان الأحمر الى واجهة الأحداث، فنحن ندرك بأن نتنياهو يريد الهروب الى الأمام، وتصدير أزمته الناتجة عن الاحتجاجات الواسعة والضخمة للجمهور الإسرائيلي ضد سياسة حكومته وخطة وزير قضائه ياريف ليفين، للسيطرة على منظومة القضاء، واحداث تغييرات جوهرية في تلك المنظومة، بحيث تجعل تلك التغييرات منظومة القضاء تحت سيطرة الحكومة والكنيست، والقضاة مجرد موظفين عموميين، ولذلك سيسعى الى تنفيس حالة الغضب والاحتقان الداخلي، وصرف الأنظار عن مشاريعه ومخططاته، الهادفة للسيطرة على منظومة القضاء ،بما يضمن شطب التهم الثلاثة المنظورة ضده امام القضاء لدولة الكيان، وكذلك اعاده صديقه زعيم حركة ” شاس ” درعي الى الحكومة، والذي اضطر الى إقالته من وزارتي الداخلية والصحة، بناء على قرار قضائي من المحكمة العليا، ومن هنا تأتي قضية إعادة قضية الخان الأحمر الى الواجهة، لكي يجري ” تسكين” الخلافات الداخلية، ومنع تطور وزيادة احجام واعداد المحتجين، وانضمام مؤسسات اخرى اليهم مجتمع مدني وشركات، أي منع انتصار حزب المال والشركات على حزب المستوطنات، وبنجاحه في السيطرة على منظومة القضاء، سيفكك ما يسمى المؤسسات العميقة لما يعرف باليسار الصهيوني. وليس هذا العامل الوحيد الذي جعل نتنياهو والفاشية اليهودية تدفع بقضية الخان الأحمر للواجهة، وهي مقاربة لها علاقة بالبعد الأمني والتقديرات الاستخبارية والعسكرية والأمنية، بان تصاعد اعمال ا ل م ق ا و م ة في الضفة الغربية، وعدم السيطرة عليها، وقدوم شهر رمضان الذي سيتقاطع فيه ما يعرف بعيد الفصح اليهودي في اسبوعه الثالث من 6/4 ولغاية 14/4 /2023 مع الشهر الفضيل، حيث ستعمد الجماعات التلمودية والتوراتية، وفي المقدمة منها المتطرف بن غفير، للقيام باوسع اقتحامات للأقصى، وعدم تبريد جبهة الضفة، يعني بأن الأوضاع قد تنفجر على نحو يشبه معركة “سيف القدس” في ايار عام 2021،وربما هذا الانفجار يكون على نحو اوسع وأشمل ،ولذلك نشهد الحرب المسعورة التي تشن على شعبنا و م ق ا و م ت ه في الشمال الفلسطيني، والتي سقط فيها اليوم في جنين ومخيمها تسعة ش ه د ا،وش ه ي د اُ في بلدة الرام – القدس ء، وأمس ش ه ي د ي ن في قلقيلية ومخيم شعفاط، ولترتفع حصة جنين ومخيمها من الشهداء في هذا الشهر ل 19 ش ه ي د اً، ولذلك هذه الحرب ضرورية لضمان الهدوء في شهر رمضان ومروره بدون تصعيد، كرد على الاقتحامات الواسعة التي ستنفذها الجماعات التلمودية والتوراتية فيما يعرف بعيد الفصح اليهودي، والتي طقوسها قد تشمل إدخال قرابين الفصح الحيوانية وذبحها في ساحات المسجد الأقصى.

اذا رغبة نتنياهو في التفرغ للملف النووي الإيراني الذي يعتبره اقصى أولوياته، وكذلك الانشغال العالمي بما يحدث في اوكرانيا، والدوافع الشخصية لنتنياهو، والعوامل الداخلية الإسرائيلية، والمركبات المؤثرة في الائتلاف الحاكم، والتقدير الأمني والعسكري للوضع في الضفة الغربية، كلها قد تدفع بنتنياهو الى التعجيل وحسم قضية هدم الخان الأحمر، فهو يرضي شركائه في الحكم من الفاشية اليهودية ويمنع سقوط حكومته، ويتمكن من السيطرة على منظومة القضاء، وشطب القضايا المنظورة ضده امام قضاء دولة الكيان، من رشوه وسوء إئتمان وخيانة أمانه، والعمل على إعادة حليفه درعي زعيم حركة ” شاس ” الدينية كوزير في الحكومة .
فلسطين – القدس المحتلة

انشر المقال على: