نكبة مستمرة وتجلياتها: أرب كيلاني، لستِ وحدك
بقلم: د. فيحاء عبد الهادي
هل هناك علاقة بين ذكرى النكبة الثانية/ النكسة، وبين الفكر الظلامي؟
هل هناك علاقة بين نكبتنا المستمرة، وبين الفكر الأحادي الذي يسود العالم العربي؟
أتوجد علاقة بين النكبة وتجلياتها الفكرية؟
وإذا عكسنا السؤال: هل توجد علاقة بين الفكر التنويري، وبين الحرية؟
أتوجد علاقة بين النهضة وتجلياتها الفكرية؟
وما الذي نجني حين يعم الظلام، ويسود العقل الواحد، والفكر الواحد، وفاعلية نصف الشعب الواحد، غير الفكر الإرهابي، والهزائم المتتالية.
وما الذي نحصد حين يسود العقل والمنطق، وتسود لغة الحوار، ونعتمد مبدأ المشاركة والتعددية، غير الحرية الفردية والحرية الجماعية.
*****
"تم فصلي من منطلق التكفير فقط؛ فلم يكن بيني وبين نائب المدير أو المدير أي خلاف مطلقا قبل ذلك. بالنسبة لمجلس الإدارة فقد قالوا إنه بالرغم من تفانيك في أداء مهنتك، وبالرغم من إدارتك المميزة والرائعة للحصص؛ إلاّ أننا في موقف صعب، فأنت بالنسبة لأهالي الطلبة الآن كافرة، ولا نستطيع أن نعيدك للتدريس. علماً بأن الأهالي تواصل بعضهم معي، وعبروا عن استيائهم مما حدث". أرب كيلاني/ رام الله
*****
تفاعلت قضية المدرِّسة التي فصلت، بسبب تدريسها نظرية داروين، ولم تتراجع إدارة المدرسة عن قرار الفصل، وتجاهلت النداءات العديدة التي طالبتها بذلك؛ الأمر الذي تطلب تداعي مجموعة من النشطاء والمهتمين/ات بالشأن العام لتوقيع عريضة، بعنوان: "لا للتكفير والإرهاب الفردي".
تدعو العريضة إلى إجراء تحقيق مهني وقانوني مع المعلمة، من قبل أطراف محايدة، وفي مناخ من الحرية والشفافية.
*****
"لكل إنسان الحق بالدفاع عن نفسه أمام محكمة عادلة" يسار الخماش/ نابلس
*****
"لم أتوقف عن التفكير والانزعاج العميق منذ أن استلمت "العريضة للتوقيع" في منتصف اليوم.
ماذا يحدث لفكرنا وإلى أين نحن سائرون؟ من غير المعقول بأن مدرسة تدعي الفكر التقدمي، كمدرسة "المستقبل"، تحاول أن تقذف مجتمعنا تسعين سنة إلى ظلمة التاريخ! تذكرت وأنا أعلم نظرية النشوء في جامعة كاثوليكية المهزلة المميتة التي حدثت خلال عشرة أيام في العام 1925 بما سمي آنذاك "بمحكمة القرود" (monkey trial)، أي محاكمة جون سكوبس في مدينة ديتون في ولاية تنسي في الولايات المتحدة الأميركية.
كان سكوبس مدرسا في علم الأحياء في المدرسة الثانوية، واتهم بأنه درس بطريقة غير قانونية نظرية داروين.
يجب أن نرفض بكل طريقة من الطرق هذا الإرهاب الفكري أينما كان!". د. خليل نخلة
*****
"هذه القضية إشارة أخرى إلى التيه والانحدار الذي بلغه الشعب الفلسطيني، منذ أن ضلَّ طريقه، وفقد بوصلته، بتغييب المشروع الوطني التحرري، وأعتقد أن مواجهة مثل هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا وحضارتنا العربية – الإسلامية، لا تكون بالتعامل مع كل مشكلة على انفراد، وإنما عبر العمل الجاد ببلورة مشروع حضاري نهضوي تحرري شامل، وما لم تتم مواجهة الواقع الوطني الفلسطيني المأزوم؛ سنجد أنفسنا أمام آلاف القضايا التي تجزئ الشعب، وتستدرجه إلى صراعات مدمرة تستنزف الذات.
لا أعتقد أن الحل يكمن في توقيع عريضة، أو حتى بإرجاع المدرِّسة إلى المدرسة، وإنما بمطالبة السلطة على أعلى المستويات بالقيام بمسؤولياتها، ومطالبة وزارة التربية والتعليم خصوصا باعتبارها المرجع لتحديد موقف فاصل لا يحتمل ازدواجية المعايير، فلها أن تسحب الترخيص من مدرسة المستقبل وغيرها، إذا كانت تلك المدارس تعمل وفق مناهج مخالفة للقوانين المعمول بها في فلسطين، أو أن تفصل إدارات المدارس التي تخالف القوانين في تعاملها مع الكادر التعليمي، أما تجاهل الموضوع، وترك الأمر لكل من تخوِّل له نفسه التحدث وكأنه يمتلك تفويضاً إلهياً بالحكم على البشر، والتحريض عليهم، وتعريض حياتهم للخطر؛ فهو فعل يرقى إلى مستوى التواطؤ، الذي يجب أن يخضع للمساءلة، خصوصاً وأننا لا نرى غيرة مماثلة على المقدسات التي تنتهك يوميا وتدمَّر وتهوَّد". د. غانية ملحيس
*****
"التنوير ضروري في بلد يعاني من احتلال ويقاومه، فالمجتمع الذي يبذل الغالي والرخيص ويقدم دماء أبنائه يوميًا عن طيب خاطر، وبكرم شديد يحسد عليه؛ يجب عليه أن يتحرر من الجهل والإقصاء والظلامية، وأن ينشر العلم على أوسع نطاق. أستنكر سلوك الإدارة، وأدعم وأساند المدرسة، وأخيرا تحيات كثيرة من مصر، التي ستظل تقاوم حتى تنتصر".
نجيب جويلي/ مصر
*****
"سياسة التكفير المنتشرة في وطننا العربي هي حرب على التقدم والفكر الحر. وبهذه الطريقة انتشروا في مصر والعراق وسوريا وأغلبية الدول". عبير حسني الخفش/ الأردن
*****
"حذار من هذا الفكر المتطرف، ولابد أن يكون لدى السلطة دور مؤسسي، يتصدى لهذا الفكر الذي يجد طريقة إلى المدارس والجامعات، ولنتعلم من تجارب مصر وسوريا".
آمال الأغا/ القاهرة
"أضم صوتي لصوت كل الرافضين لمبدأ التكفير والإرهاب الفكري، ولن يصطلح لنا حال إلاّ بعد أن نتخلص من سطوة من يحتكرون الدين كأنهم ولاة الله على الأرض، ويستغلون الدين لتحقيق مآربهم، والدين منهم براء". مازن الصالح/الأردن
*****
"نعتبر عدم بث الحقائق العلمية الثابتة منذ أكثر من مائتي عام من قبل وزارات التعليم والمؤسسة الدينية هو جهل وخوف وتصرف مثل النعامة التي تدس رأسها في الرمل. إن الحقائق العلمية الثابتة تتعارض فقط مع المفهوم الديني الأحادي لأهل الحل والربط، الذين يريدونه سيفاً للسلطان فقط؛ وليس لزيادة الإيمان والفهم ونشر مفهوم الإنسانية".
نبيل بشناق/ برلين
*****
"إذا كانت هذه الثقافة والفكر التي يحملها المسؤولون التربويون في المدارس والوزارة، فالنتيجة مزيد من الانغلاق والجهل والتخلف والسطحية والكبت للأجيال الناشئة".
عيد صادر/ القدس
*****
إلى مدارس المستقبل،
ما هو النظام التربوي الذي نريد؟
هل نريد نظاماً تربوياً واجتماعياً يحاصر الطفل في المدرسة؛ وينتج جيلاً اتكالياً ضعيفاً خائفاً منغلقاً، يرتبط بالقبيلة والطائفة؟
أم نريد نظاماً تربوياً واجتماعياً، يفتح آفاق الطفل على العالم الرحب، وعلى التفكير العلمي، وينتج جيلاً يعمل العقل، وينبذ القبلية والطائفية، ويناضل بشراسة من أجل نيل حريته وحرية وطنه؟